هل طرحتَ على نفسك يوماً هذا السؤال: كيف أعرف أنني أمتلك المقوّمات اللازمة لأكون كاتب تجربة مستخدم (UX Writer)؟ في هذا المقال ستتعرّف على 9 طرق وعلامات تخبرك ما إذا كان تخصص كتابة تجربة المستخدم مناسب لك أم لا.
لديك طموحات وأحلام واعدة لتصبح كاتب تجربة مستخدم، أليس كذلك؟ أنا متأكّد أنك ستحققها. لكن دعنا نتحدّث بصراحة، يتطلّب الأمر الكثير من الوقت والجهد وأحياناً المال لتصبح كاتب تجربة مستخدم محترف وتحصل على أول وظيفة لك في هذا المجال. فكيف تعرف من البداية أن الأمر يستحق العناء والمكافحة من أجله؟
حالياً أنا من محبّي مجال تجربة المستخدم (UX) لكن عندما كنت أخوض رحلة تعلّم المجال للمرة الأولى تمنّيت لو أن أحداً جلس معي وأخبرني عمّا إذا كنت سأصبح “جيداً” وما إذا كان هذا المجال مناسب لي أم لا. حسناً ربما لم تتحقّق أمنيتي آنذاك لكنك على وشك أن تعرف قبل أن تبدأ في المجال هل سيناسبك أم لا.
إليك 9 علامات تجيبك على سؤال: هل تخصص كتابة تجربة المستخدم يناسبني؟
1- لا تحل المشكلات، بل تستمتع بذلك
جميع من يعمل في مجال الكتابة ينبغي أن يمتلك تلك القدرة على حل المشكلات، لكن عند الحديث عن مجال كتابة تجربة المستخدم فتلك القدرة تختلف قليلاً في أنها ترتبط بالمتعة والتحدّي. هي أكثر من مجرد التفكير في إيجاد الرابط بين الأشياء والمكوّنات في تطبيقات الهواتف والمنتجات الرقمية.
إذا كنت تحب فكرة التجربة والبحث عن حلول للمشكلات الغامضة فإن تخصّص كتابة تجربة المستخدم مناسب لك تماماً.
2- لديك اهتمام بمعرفة الطريقة التي يفكّر بها الأشخاص
إذا كنت شغوفاً بفهم كيف يفكّر الأشخاص فيمكنني القول أنك ستتألّق ككاتب تجربة مستخدم. ينبغي على كاتب تجربة المستخدم أن يعرف كيف يعبر داخل أدمغة الآخرين (المستخدمين) وفهم الأساس النفسي لتصرّفاتهم وقراراتهم.
ذات صلة: علم نفس كتابة تجربة المستخدم Psychology of UX Writing
ويرتبط تحقيق ذلك باكتساب مهارة التعاطف (Empathy). فعليه أن يراعي شعور المستخدم عند كتابة النصوص، يجب أن يكون قادراً على كتابة رسالة تناسب شخص يعاني من ديون متراكمة، ورسالة أخرى مختلفة تماماً لشخص حصل للتوّ على ترقية كبيرة. يجب أن يمتلك القدرة على تلك المهارة الدقيقة لمخاطبة كل شخص بما يناسب مشاعره واحتياجاته.
3- لا تخشى التعقيد بل ترّحب به
المنتجات الرقمية عملية معقّدة وتزداد تعقيداً يوماً بعد يوم نتيجة التطوّر التكنولوجي وظهور أدوات الذكاء الاصطناعي (AI). إذا كانت لديك تلك القدرة على تحويل المصطلحات الفنية إلى نصوص بسيطة ولغة واضحة يفهمها أي مستخدم.
ذات صلة: هل يستبدل الذكاء الاصطناعي كتّاب تجربة المستخدم (UX Writers)؟
وإذا كان لديك هذا الشغف الذي يدفعك إلى فهم المصطلحات المعقّدة والتقنية والبحث عن أفضل الطرق والأساليب لشرحها للجمهور بطريقة مبسّطة تعينهم على فهمها بسهولة فبكل تأكيد: تخصّص كتابة تجربة المستخدم مناسب لك جداً.
4- تربطك علاقة فعالة مع الكلمات وتطويع النصوص
يتعامل كاتب تجربة المستخدم مع الكلمات كثيراً.. لكن بدلاً من محاولة صياغتها بأسلوب منمّق يعمد إلى تصميم تجربة المستخدم (UX Design) من خلالها. هذا يعني أنه يكتب ويعيد تنظيم وترتيب واختبار الكلمات والنصوص على الشاشات بهدف تقديم تجربة واضحة قابلة للاستخدام قدر الإمكان.
ذات صلة: تصميم الكلمات: كيف تُجري محادثة بين المستخدم والمنتج الرقمي؟
لذا بدلاً من أن يعمل على صياغة فقرات طويلة هو يعتبر الكلمات كأنها قطع أحجّية منفردة يتم تجميعها جنباً إلى جنب لتكوين تجربة مستخدم ناجحة ومتناسقة.
5- يعجبك أسلوب همنغواي أكثر من أسلوب فيتزجيرالد
دعني أوضّح لك مقصدي. كان الكاتب والمؤلف الأمريكي همنغواي معروفاً باختصاره الشديد في الكتابة وحرصه على الإيجاز والتركيز على توصيل المعنى المُراد. في المقابل نجد الكاتب والمؤلف الأمريكي فيتزجيرالد معروفاً بأنه يطيل في أسلوب كتابته ويسهب كثيراً. كلاهما عاش في نفس الحقبة الزمنية لكن لدى كل منهما أسلوب مختلف في الكتابة.
إذا كانت لديك بعض المعرفة بتخصص كتابة تجربة المستخدم فأنت تعلم أن واحدة من أهم وأبرز أساسيات المجال ومهارات كاتب تجربة المستخدم هي قدرته على الاختصار والكتابة بلغة واضحة موجزة بعيدة عن الإسهاب والتطويل.
وبالتالي إذا كنت تفضّل أسلوب الكتابة المختصر كأسلوب همنغواي فمرحباً بك في مجال كتابة تجربة المستخدم.
ذات صلة: أهم 7 مهارات ينبغي على كاتب تجربة المستخدم اكتسابها في 2024
6- الفضول في طبعك، وتطرح أسئلة كثيرة
- كيف يعمل هذا؟
- ما الداعي لهذه المهمة وإنجازها بتلك الطريقة؟ هل هناك طريقة أخرى أفضل؟
- هل نحتاج فعلاً إلى هذه الميزة؟
كونك فضولياً، كثير الأسئلة والبحث عن الإجابات والأفكار ميزة رائعة لتصبح كاتب تجربة مستخدم ناجح ومتميّز.
أثناء عملك في المجال ستحتاج إلى تلك العقلية بصفة مستمرة لأنها تعينك على فهم عميق لما تعمل عليه خاصةً فيما يتعلّق بالكتابة للمنتجات الرقمية.
7- لديك استعداد لتقديم بعض التنازلات
تخيّل معي: إذا أصبحت كاتب تجربة مستخدم فستعمل مع فريق تصميم المنتجات، وفريق أبحاث تجربة المستخدم (UX Research)، والمطوّرين، ومدراء المنتجات، والعديد من الفرق الأخرى. لذا إن الاستعداد لتقديم بعض التنازلات شريطة ألا تؤثر في مهام عملك الأساسية أمر مهم ستلجأ إليه، ذلك أن كتابة تجربة المستخدم تخصص تعاوني للغاية.
ذات صلة: 9 خطوات لإجراء أبحاث تجربة مستخدم ناجحة
إن بناء منتج رقمي مجهود مشترك بين كافة فرق العمل المتنوعة. لذا استعدادك لتقديم تنازلات مهم، لكن الأهم معرفتك متى يمكنك تقديم تلك التنازلات، ومتى يجب عليك التمسّك بوجهة نظرك والدفاع عنها ومحاولة إقناع الفرق الأخرى بأهميتها.
8- تولي اهتماماً كبيراً بالتفاصيل
وهنا لا أتحدث فقط عن الأخطاء الإملائية واللغوية رغم أهميتها. ما أقصده بقولي “اهتمام كبير بالتفاصيل” معرفة أدق احتياجات المستخدم التي تساهم في تقديم تجربة ناجحة له تؤدي في النهاية إلى رضاه عن المنتج أو الخدمة.
على سبيل المثال، قد يُطلب من المستخدم إضافة بيانات بطاقته الشخصية. فإذا كنت كاتب تجربة مستخدم وتعمل على كتابة النصوص في تلك الحالة وأضفت له تلميح سريع “لا نخزّن أي بيانات لدينا، معلوماتك آمنة”. هذه التفصيلة البسيطة ربما نجحت في أن تمنع المستخدم من الشك حول ميزات الأمان في المنتج وأجابت دون أن يسأل عمّا إذا كان المنتج يهتم بالخصوصية والأمان للمستخدم أم لا.
9- هدفك فعلاً هو تسهيل حياة الآخرين
مهما تعدّدت أهداف كتابة تجربة المستخدم، كلها تعود في النهاية إلى الهدف الأبرز: تسهيل حياة المستخدم وجعل استخدام المنتجات الرقمية أكثر سهولة وبساطة. سواء كان هذا المنتج يساعدهم في الحصول على لقاحات كورونا مثلاً، أو مجرد منتج ترفيهي.
أياً كان المنتج أو الخدمة.. إذا وضعت أمام عينيك هدف تسهيل حياة أي شخص يستخدم هذا المنتج ويجعل حياته أفضل، فإن تخصص كتابة تجربة المستخدم يناسبك.
خاتمة
إذاً.. بعدما تعرّفت على هذه العلامات والطرق، هل يبدو لك أن تخصص كتابة تجربة المستخدم مناسب لك؟ إذا كانت إجابتك نعم فأول ما ينبغي عليك فعله هو دراسة أساسيات المجال والتعرّف عليه. في هذه الحالة ستفيدك الدورة الأساسية التي نقدّمها في المنصة. يمكنك معرفة المزيد عنها عبر هذا الرابط.
ولمن لديه معرفة مُسبقة بالفعل عن كتابة تجربة المستخدم لكنه يريد التعمّق أكثر والوصول لمستوى الاحترافية، فأفضل خيار لك هو الانضمام للدورة المتقدّمة في كتابة تجربة المستخدم عبر هذا الرابط.
تمّت ترجمة المقال – بتصرّف – من: