في الأعوام القليلة الماضية، اجتاحت فيجما (Figma) مجتمع تصميم تجربة المستخدم (UX) بقوة. لا شك أنك سمعت زملائك في مجال التصميم يتحدثون عنها، وربما تكون قد شاهدت إطارات العمل (wireframes) أو جربت استخدام الأداة بنفسك.
إذا لم تكن سمعت بها من قبل، فيجما هي أداة تصميم تعتمد على المتصفح ولها تطبيق أيضاً لسطح المكتب. وتجمع بين أدوات التصميم الشاملة بجانب ميزات تعاون وتشارك واسعة. وحتى بعض وظائف ومهام النماذج الأولية (Prototyping). باختصار فيجما هي أداة تصميم شاملة. وهناك الكثير فيها لتتعلّمه. قد يكون من الصعب فهمها بشكل كامل بمجرد الاستخدام الأول لها (وحتى الخامس والسادس) 🤷♂️ هذا يعني أنها ربما تتطلّب بعض الوقت والمجهود.
بسبب افتقار معظمنا لوجود خلفية مُسبقة في الفنون البصرية أو التصميم الجرافيكي.. لا يتم عادةً اعتبار فيجما كأداة ضرورية لكتّاب تجربة المستخدم (UX Writers) ولا نُسأل عن مدى إتقاننا لاستخدام الأداة. إلا أنه توجد العديد من الفوائد لتعلّم أساسيات فيجما. بات العديد من العاملين في مجال كتابة تجربة المستخدم (UX Writing) وتصميم المحتوى من هواة فيجما ذلك أنها جعلت عملهم أسرع، وأكثر فاعلية وتعاون بين الفرق.
ذات صلة: 4 طرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة تجربة المستخدم
ما هي أبرز مميزات أداة فيجما بالنسبة لكاتب تجربة المستخدم؟
كما ذكرنا، اكتسبت أداة فيجما شهرة كبيرة في مجال تصميم تجربة المستخدم. وبالنسبة لكاتب تجربة المستخدم (UX Writer) فهي تساعده على التقدم خطوة إلى الأمام، ومنحه القدرة على المشاركة في عملية التصميم منذ البداية بطريقة أكثر فاعلية.
ذات صلة: لهذه الأسباب أنت بحاجة إلى كاتب تجربة مستخدم في فريق تصميم المنتجات
تساعد أداة فيجما كاتب تجربة المستخدم على وضعه في نفس الغرفة مع فريق التصميم. وهذا لا يمنح الكاتب مكاناً على طاولة العمل فحسب، بل يمنحه أيضاً الأدوات اللازمة لاتخاذ القرارات وتقديم الملاحظات والتعليقات. عندما تضيف، ككاتب تجربة مستخدم، أداة فيجما إلى حقيبة مهاراتك فأنت بذلك لا تحتاج إلى انتظار عمل المصمّم لإرسال ملف ما.
وهذا يجعلك تتجنّب السيناريو المُحبط الذي يواجهه الكثير من كتّاب تجربة المستخدم كثيراً: محاولة استبدال النص الشكلي المؤقت (Lorem ipsum) بنصوص كتابة تجربة المستخدم ضمن حدود التصميم التي حددها المصمم. وينتج عن ذلك بعض الخلل في وضع النصوص بطريقة سليمة.
من خلال التواجد في نفس الوقت مع المصمم طوال عملية التصميم بأكملها يمكننا التخطيط لاحتياجات النصوص مُسبقاً والتعاون المستمر واللحظي بين الكاتب والمصمم.
هذه هي النقلة النوعية التي تحدثها أداة فيجما، ومن أبرز مميزات فيجما:
1- سجل التحديثات (Version history)
إذا سبق لك استخدام مستندات جوجل (Google Docs) فستجد هذه الميزة مألوفة بالنسبة لك عند استخدام أداة فيجما. يمكنك رؤية أي شخص عمل على الملف في أي فترات سابقة والتعديل الذي أجراه. يمكن أن تكون هذه الميزة هي أفضل صديق لك إذا كنت تعمل على ملف معين وفجأة تجد أنك أفسدت – دون قصد – بعض الأشياء في التصميم.
2- التعليقات (Comments)
وهي ميزة رائعة.. إذ تسمح لصنّاع القرار وأصحاب العمل خاصةً أولئك غير الملمّين بأداة فيجما بكتابة تعليقات على جزء معين في التصميم يرغبون بالعودة إليه لاحقاً. فمثلاُ إذا أشرتَ إلى زميل في الفريق فسيتلقّى إشعاراً داخل الملف أو عبر البريد الإلكتروني أو في تطبيق سلاك (Slack) حسب تفضيلات الإشعارات المحددة. تستطيع كذلك قراءة جميع التعليقات عبر اللوحة الجانبية وعند الضغط عليها يتم فتحها في مكانها والاطلاع على ما يتحدّث عنه الفريق.
3- مراقبة المؤشر (Cursor party)
على غرار بعض أدوات التعاون عبر الإنترنت مثل ميرو (Miro) تتيح لك أداة فيجما إمكانية رؤية مؤشرات الماوس واتجاه حركتها لجميع المستخدمين الآخرين الموجودين معك داخل الملف. بحيث تستطيع مشاهدة مهام التصميم تحدث في الوقت الفعلي. تأخذ أداة فيجما الميزة إلى مستوى أعلى من خلال منحك القدرة على مراقبة أي مستخدم للملف، بنقرة واحدة تستطيع متابعة أداء زميلك في الفريق مما يوفّر تعاون أفضل ومراجعة دقيقة.
✅ فوائد ومميزات تعلّم أداة فيجما بالنسبة لكاتب تجربة المستخدم
بالإضافة إلى كل المزايا السابقة التي تخص الأداة نفسها، هنالك مزايا أخرى تشجّع كاتب تجربة المستخدم على تعلّم استخدام الأداة:
1- تعزيز السيرة المهنية
يعتبر إتقان استخدام أداة فيجما إضافة قوية لسيرتك الذاتية، خاصةً عندما تعلم أن أغلب الفرق حالياً تشترط أن يكون الكاتب على دراية بأساسيات الأداة. كما أن تعلّم فيجما من شأنه أن يسرّع عملية الاندماج ويقلل منحنى التعلم حيث أن الكثير من مهام العمل اليومية تتم داخل ملفات فيجما.
2- توصيل الأفكار بسهولة
تعلّم استخدام فيجما يتيح لك بطريقة غير مباشرة التحدّث بلغة بصرية تساعدك على إدراك شكل النصوص داخل التصميم. والتعبير عن رغبتك في تعديل بعض أجزاء التصميم وهذا يجعل عملية صياغة واختبار النصوص تبدأ في وقت مبكّر بالتوازي مع التصميم بدلاً من تأجيلها لحين الانتهاء.
3- تقليل سوء التفاهم ورفع مستوى التعاون
بدلاً من العمل بالطريقة التقليدية على مستندات جوجل والملفات في برامج التصميم. تتيح لك أداة فيجما الاحتفاظ بكل شيء في مكان واحد. فإذا كانت لديك الفرصة للعمل في نفس المساحة التي يتواجد فيها فريق التصميم والتطوير والمنتج فهناك فرص أقل لتسليم نصوص غير جيدة أو اعتماد نصوص شكلية (Lorem ipsum).
🎯 كيف تبدأ أولى الخطوات في تعلّم أداة فيجما؟
1- الملاحظة والتدريب
ابدأ باستكشاف أداة فيجما ومميزاتها. يمكنك تعلّم مهارات فيجما من أي مكان. اليوتيوب ملئ بمقاطع الفيديو والدروس التعليمية. اختر بعضاً منها، شاهده ثم تدرّب بنفسك.
يمكنك الاطلاع على هذه القائمة الضخمة لتعلّم استخدام أداة فيجما.
2- ابحث في جوجل عن كل شيء
بعد أن تبدأ في تعلّم أساسيات فيجما وتشرع في تجربة العمل على الأداة بنفسك بالتأكيد ستقابلك بعض المشكلات والتحديات التي لا تجد لها أية حلول بناءاً على معرفتك. هنا ننصحك أن تلجأ إلى محرك بحث جوجل أو غيره من محركات البحث الشهيرة للبحث عن حلول للمشكلة التي تواجهك أو طرح أسئلتك في المجتمعات التي تضم مستخدمي فيجما حول العالم.
3- التجربة مع المكونات الإضافية (Plugins)
ستجد في مجتمع فيجما العديد من الإضافات والأدوات المساعدة. والقوالب الجاهزة التي تساعدك في إدارة النصوص عبر العديد من ملفات التصميم.
يمكنك تصفّح مجتمع فيجما والبحث عن الأدوات التي تناسبك لإنجاز مهام كتابة النصوص.
جرب FigJam لتجربة عملية
إصدار جديد أطلقه فريق فيجما يجمع بين نسخة خفيفة الاستخدام من فيجما وبين أفضل أدوات التعاون عن بُعد مثل Miro. يمكنك الاستفادة منه في العمل مع باقي الفرق عبر اللوحات التفاعلية (whiteboard)، وتدوين أفكارك وملاحظاتك دون القلق بشأن فقدانها.
مع تحوّل فيجما من أداة حديثة أخرى إلى كونها أداة أساسية في عملية التصميم أصبح من الضروري على كل كاتب تجربة مستخدم أن يتصرّف وفق كلمة “تصميم” الموجودة في المسمّى الوظيفي “مصمّم محتوى”. وأن يتعلّم تلك الأدوات التي تضع الفريق كله في نفس المساحة من أجل تعاون أفضل.
تمّت ترجمة المقال – بتصرّف – من: