إن الانتقال من الكتابة إلى مجال تصميم المحتوى في الواقع ليس مستحيلاً، لكن لماذا عند محاولة تطبيق ذلك نجد الأمر أكثر صعوبة؟.. ومع تحوّل المشهد للتركيز على أدوار الكتابة الاحترافية لاستيعاب تلك السوق الرقمية المتزايدة وخاصة بعد جائحة كورونا أصبح الوقت الحالي هو الأنسب للانتقال من الكتابة العامة إلى تصميم المحتوى (content design) ويعرف أيضاً بـ كتابة تجربة المستخدم (UX Writing).
ورغم ذلك يبدو أنه حين تشرع بالفعل في محاولة الانتقال والذهاب إلى مقابلة عمل في المجال تجد أن هناك الكثير من التناقض والحيرة بين ما يبحثون عنه وبين ما تفعله به ككاتب. أضف إلى ذلك عدم توافر خارطة طريق حالية يمكن اتباعها. لذا قررت أن أكتب هذا المقال الذي كنت أتمنى لو أنه كان موجوداً أثناء بحثي عن وظيفة.
💡 إليك بعض الأشياء التي فعلتها للحصول على وظيفة في تطبيق (Dropbox)
تعلّم كيف تستخدم برنامج فيجما (Figma)
في مجال تصميم المحتوى تعدّ نمذجة (mocking up) كتاباتك بمثابة عامل أساسي يوضّح وجهة نظرك في التصميم كما يوفّر فهماً لتسلسل العناصر المرئية.
ولن يتم ذلك إلا عبر برنامج فيجما (Figma) الذي ستعتمد عليه كثيراً في عملك كـ كاتب تجربة مستخدم (UX Writer) أو مصمم محتوى. فيجب أن تبدأ من الآن في تعلّم أساسيات البرنامج.
ذات صلة: لماذا ينبغي على كاتب تجربة المستخدم تعلّم أداة فيجما Figma؟
أن يكون لديك وجهة نظرك الخاصة
باختصار إنه أمر مهم حيث:
- سيلجأ إليك فريق التصميم لسؤالك عما إذا كان من الأفضل تثبيت مكوّن ما على شريط المهام أو تضمينه في القائمة الرئيسية.
- قد يلجأ إليك باحث تجربة المستخدم (UX Researcher) للسؤال عن الترتيب الذي يجب أن تُختبر به النصوص.
- سيلجأ مهندسي ومطوري الشركة/المنتج إليك لاتخاذ قرارات حول الواجهة الخلفية (back-end) للمنتج.
- سيطلب منك مدير المنتج أن تقترح عليه إعادة تسمية مناسبة لميزة معينة لتناسب السوق بشكل أفضل.
كما ترى. لا شيء من هذه المهام يمكن أن تؤديها الكتابة التقليدية وإنما هي مهام تتعلّق بمجال تصميم المحتوى وصياغة رؤية واضحة تلبّي احتياجات المستخدم.
وقبل أن يصيبك الرعب جراء هذه المهام التي قد تبدو مخيفة وثقيلة إلا أنها تصبح سهلة ومألوفة إذا ما نجحت في معرفة احتياجات جمهورك ومستخدميك وإنشاء نصوص مناسبة وواضحة والقدرة على إيجاد أفكار فعالة.
ابدأ بتوثيق كل شيء
يرغب مديرو التوظيف في معرفة طريقة تفكيرك وذلك من خلال أسلوب عملك واهتمامك بكافة التفاصيل. يجب أن تهتم بتوثيق كل شيء حتى تلك الأمور التي تبدو في ظاهرها بسيطة كتسجيل كلمة ما ترى أنها ربما تكون جيدة في أماكن معينة.
يساعدك التوثيق أيضاً على إضافة ملاحظات لفرق العمل الأخرى التي تتعاون معها مثل فريق التصميم وفريق البرمجة، وإضافة اقتراحات لأفكار تريد رؤيتها في التصميم وطرح الأسئلة والمزيد.
✍ بإمكان عملية التوثيق مساعدتك في:
- توضيح طريقة تفكيرك لزملاء العمل.
- طريقة سهلة لإيضاح السبب الذي من أجله اخترت هذا الاختيار بالتحديد بدلاً الخيارات الأخرى.
- توضيح مقدار الوقت والجهد المبذول في اتخاذ كل قرار.
اختر منتجًا وأعد كتابة نصوصه
أحد أفضل الأشياء التي يمكنك فعلها هو البحث عن تطبيق موجود بالفعل والبدء في تحسين كتابة تجربة المستخدم في صفحاته وجعله أسهل في الاستخدام.
اطّلع على مستند النبرة والصوت (Voice & Tone) للشركة أو التطبيق. افحص الأزرار (buttons)، رسائل الخطأ (error messages)، شاشات التأهيل (onboarding)، الإشعارات (notifications)، إلخ. ثم ابدأ في تصميم نسخة أفضل من النسخة الحالية للتطبيق.
ذات صلة: كل ما تريد معرفته عن النبرة والصوت في كتابة تجربة المستخدم
ابدأ في العمل الحر (freelance)
يسمح لك العمل الحر باختيار نوع وطبيعة العمل الذي يناسبك ويساعدك على تطوير مهاراتك في المجال ومعرفة نقاط قوتك ونقاط الضعف التي يجدر بك العمل على تحسينها. ستكون فرصة جيدة إن نجحت في الحصول على مشروع عمل حر.
لا تجعل المستخدم يفكر مرتين
بينما تعتمد كتابة الإعلانات (copywriting) في جوهرها على استخدام كلمات جذابة وشيقة، في المقابل يعتمد تصميم المحتوى على استخدام كلمات واضحة وسهلة الفهم تهدف إلى نقل المستخدم من مرحلة النيّة إلى مرحلة إيجاد الحل دون الحاجة للتفكير مرتين، وهذا بدوره يعني البساطة والوضوح والتركيز على التعاطف مع المستخدم، وألا يشعر أنه يتعامل مع روبوت أو آلة.
بالطبع ستكون هناك لحظات تستطيع فيها (بل ويجب عليك) أن تستخدم إبداعك وتطلق لخيالك العنان مثل صفحة 404، الحالات الفارغة (empty states)، المواضع المؤقتة (placeholders). لكن في الحالة العامة يجب أن تكون كتاباتك ونصوصك مكتوبة بلغة واضحة وسهلة الفهم بالنسبة لجميع مستخدمي المنتج/الموقع على اختلاف مستوياتهم التعليمية.
تجدر الإشارة إلى أن تحقيق ذلك – أي اللغة البسيطة – ليس بالأمر السهل كما تظنّ، وستدرك ذلك عندما تكون مساحة النَصّ المتوفرة لديك في الموقع محدودة ويجب أن تلتزم بها وبالتالي يجب عليك مراعاة الدقة في اختيار الكلمات المناسبة وهنا تكمن صعوبة كتابة تجربة المستخدم وتصميم المحتوى.
استكشف منتجاتك المفضلة
إذا سبق لك واستخدمت تطبيق (Dropbox) من قبل فستلاحظ أنهم يطلقون على الصور تحميلات الكاميرا (camera uploads). ما لا تعرفه وربما تندهش منه هو كم عدد ساعات المناقشة والاختبارات والاجتماعات التي أدت إلى اعتماد هذا النَصّ في النهاية. وينطبق هذا على بقية نصوص كتابة تجربة المستخدم في التطبيق.. كل كلمة تراها وتتفاعل معاها اعلم أنها مدروسة جيداً وتم اختيارها بدقة فائقة.
الآن جرب أن تتحدى نفسك.. فكّر في سبب عدم اختيارهم لجملة مثل ألبوم صور الجوال (Mobile Photos Album) أو معرض هواتفي (My Phone Gallery). انظر إلى المنتجات الآخرى مثل آبل التي تستخدم كلمة صور (Photos)، وسامسونج التي تستخدم جملة معرض الصور (Photo Gallery). فكر في السبب والمنطق والحجة التي جعلت فريق كتابة تجربة المستخدم في (Dropbox) يختر تلك الجملة ويرى أنها التسمية الأفضل.
تلك هي عقلية مصمم المحتوى الذي يمتلك وجهة نظر مقنعة ويدافع عنها ويستعرض أسبابه المنطقية في اختيار الكلمات والجُمل والنصوص.
ذات صلة: كيفية اختيار الكلمات الصحيحة في كتابة تجربة المستخدم
استخدم التكنولوجيا لصالحك
تريد الحصول على وظيفة تحلم بها؟ ابحث عنها في لينكدإن (LinkedIn)، اعثر على مدير التوظيف أو بعض الأشخاص الموجودن في الفريق وتواصل معهم. إنها طريقة ناجحة وفعالة.
لكن عليك أن تتعلّم التواصل الفعال وألا تقع في فخ إزعاج الآخرين بالتواصل معهم على نحو خاطئ. وإنما كن مُوجزاً في رسالتك واستفسارك.
في الختام
الخطوة الأولى لتصبح كاتب تجربة مستخدم أو مصمم محتوى هي أن تحجز لك مقعداً في المجال. لا تستبعد نفسك من وظيفة متاحة وتعتقد أنك غير جدير بها وغير مؤهل للعمل لأنك لا تمتلك خبرة بعد. ابدأ في بناء معرض أعمالك ومن ثمّ قدّم على الوظائف المتاحة واقتنص الفرص، يجب أن تعلم أن عدد الشركات التي تسعلى لتوظيف مصممي المحتوى تزداد يوماً بعد يوم.
المراجع: ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to make the jump from writer to content designer.