مؤخراً نظر فريق التصميم الخاص بنا في طلب لتغيير بعض التسميات لأيقونات التحميل والتنزيل نظراً لوجود بعض الالتباس والتعارض حول كيفية اختيار الأيقونات (الرموز) والتسميات.
على سبيل المثال، في الولايات المتحدة هذا الرمز “X” يدل على كلمة “إغلاق” أو “لا”. لكن في بعض الثقافات والدول الأخرى قد يدل على معنى مختلف تماماً فيمكن أن يمثّل كلمة “نعم” أو “تأكيد” في حالة إكمال مهمة مثلاً. أحياناً عندما يبدأ المصمم في تصميم مشروع ما يكون من السهل عليه إضافة أيقونة تبدو مناسبة الاستخدام، هذا بالنسبة له، لكنها قد لا تكون كذلك بالنسبة للمستخدم.
أدى هذا الاكتشاف إلى مناقشة جادة حول كيفية تعامل المستخدم مع الأيقونات والرموز في منتجاتنا، والإجراءات التي يمكننا اتخاذها وأفضل الممارسات الصحيحة لتسمية الأيقونات، وخرجنا بثلاثة أفكار ونصائح أردنا مشاركتها معكم:
1- أضف النصوص والتسميات بجانب الأيقونات
الأيقونات والرموز عبارة عن تمثيل بصري لفكرة أو إجراء معين. لذا يجب أن تنقل وتوضّح المعنى من تلك الفكرة أو الإجراء في واجهة المستخدم (UI). وإذا لم تكن هذه الأيقونة واضحة تماماً للمستخدم فستفقد وظيفتها وتتحوّل إلى صورة مُربكة تسبّب التشتّت عند المستخدم وربما تعيقه عن إكمال مهمته داخل المنتج.
وللتغلّب على هذه المشكلة أضف نصوص معبّرة بجانب الأيقونات والرموز. هذا من شأنه إعطاء المستخدمين الوضوح وإزالة الغموض حول الإجراء المطلوب منهم اتخاذه.
2- اختر الأيقونات بناءاً على حالة الاستخدام
من المناسب الاهتمام باختيار الأيقونات والرموز التي تطابق حالة الاستخدام الخاصة بك. إلا أن الأمر قد يكون مربكاً عندما تتشابه العديد من الأيقونات خاصةً أنها ليست عالمية متفق عليها وقد لا يكون لها نفس الدلالة والمعنى في مناطق مختلفة.
على سبيل المثال، يحتوي نظام التصميم لدى شركة إنديد (Indeed) على العديد من أيقونات الأسهم كما في الصورة. أيّ منها ينبغي استخدامه للإشارة إلى كلمة “تحميل”؟
بدون معرفة السياق ستجد صعوبة في التفريق بين هذه الأيقونات والرموز. لذا لجأ فريق التصميم في الشركة إلى توفير تسمية توضيحية لوظيفة كل أيقونة.
3- افهم الدور الوظيفي للأيقونات والرموز
الدور الوظيفي مؤشر مهم جداً لأي أيقونة (رمز) يجب اختياره للتصميم ولذا قد تكون مربكة نوعاً ما وتحتاج إلى المزيد من التفكير.
على سبيل المثال، في هذه الصورة: أيهما أفضل؟ عرض الأيقونة التي تشير إلى “ملف PDF” أم تلك الأيقونة الأخرى التي تدل على “تنزيل”. أيهما يخلق تجربة أفضل للمستخدم؟
إذا سألتني عن رأيي سأخبرك أنه من الأفضل التفكير في الأمر بتمعّن ومحاولة تخمين توقعّات المستخدم بأن تضع نفسك مكانه وتكتشف أفضل سيناريو ممكن.
لنأخذ الحالة المذكورة كمثال. إذا كان المطلوب من المستخدم في هذه الحالة تنزيل ملف PDF فالخيار الأفضل إضافة الأيقونة التي تشير إلى ملف PDF بجانب تعديل النصوص لتصبح “تنزيل ملف PDF”. هذا من شأنه أن يوفّر للمستخدم صورة واضحة للمهمة المطلوبة. وهنا يمكنك إتاحة المزيد من التفاصيل بإضافة حجم الملف كما في الصورة لمساعدة المستخدم في توقّع الوقت الذي تستغرقه عملية التنزيل.
لكن في سيناريو آخر قد لا يكون الإجراء المطلوب محدد. ربما يكون الملف عبارة عن مجموعة عناصر ضمن مجلّد مضغوط.. هنا يصبح الخيار الأفضل التركيز على إضافة الأيقونة التي تشير إلى “تنزيل”.
تجدر الإشارة هنا إلى ضرورة الاهتمام باختيار النصوص تماماً كأهمية اختيار الأيقونات والرموز. ففي هذا المثال ذاته أيهما أفضل؟ هل كلمة “تنزيل” أم كلمة “تحميل”؟
ذات صلة: 4 نصائح لكتابة نصوص مصغّرة ناجحة في المنتجات الرقمية
مثال آخر.. عندما نريد من المستخدم إضافة سيرته الذاتية من خلال الزر، أيهما أفضل: هل نستخدم كلمة “رفع” أم “إرفاق”؟ وما هي الأيقونات والرموز المناسبة لكل كلمة. ففي حالة الرفع ربما تستخدم رمز سهم لأعلى. أما في حالة إرفاق قد تستخدم رمز مشبك ورق.
لن تعرف النص المناسب ما لم تدرس سياق النصوص، والوظيفة المحددة في التصميم. لكن بشكل عام.. قف دائماً في صف المستخدم، وضع نفسك مكانه وحاول معرفة احتياجاته وتوقعّاته وبناءاً عليه اختر النصوص التي يفهمها هو. وهذا يعتمد على إجراء اختبارات تجربة المستخدم.
ذات صلة: أهمية اختبار المحتوى في كتابة تجربة المستخدم (UX Writing)
الأيقونات وحدها لا تكفي
هذه الخطوات والنصائح الثلاث التي عرضناها تساعدك في تجنّب استخدام أيقونات مُربكة للمستخدم. بل تطبيقها والالتزام بها في تصميم تجربة المستخدم من شأنه المساهمة في زيادة معدلات التحويل في المنتج الرقمي لأنك قدّمت للمستخدم ما يحتاجه من معلومات وتفاصيل تساهم في نجاح تجربته.
تمّت ترجم المقال – بتصرّف – من: