مهما كان تصميم موقعك جيداً فهذا وحده لا يكفي لحثّ الزائر/المستخدم على اتخاذ الإجراء المطلوب. إذ أنك ستحتاج إلى بعض الخطوات الإضافية والتي قد لا تنتبه إليها وتعتبرها غير مهمّة. منها على سبيل المثال تلك الكلمات والجُمل والنصوص التي توجّه المستخدم داخل الموقع وتضمن له رحلة استخدام سلسة. ومن هنا كان لا بد توضيح العلاقة بين صناعة المحتوى وكتابة تجربة المستخدم.
ما هي تجربة المستخدم (UX)؟
عندما يغلق الزائر/المستخدم موقعك وهو في قمّة السعادة والامتنان لما رآه في موقعك من سهولة في التنقل بين صفحاته وفهمه للنصوص المكتوبة بسهولة والأهم أنه وجد ما يبحث عنه في موقعك. بهذا الشكل أنت نجحت في تحقيق تجربة مستخدم جيّدة.
كذلك فإن كتابة تجربة المستخدم (UX Writing) هي عملية تكوين/تصميم محتوى يوفّر تجربة جيّدة لدى المستخدم ويتمثّل ذلك في اختيار الكلمات والجُمل والنصوص التي تظهر للمستخدم على واجهة الاستخدام (UI).
ما هي صناعة المحتوى (Content Creation)؟
عندما تريد أن تترك أثراً في زائر/مستخدم موقعك يحثّه على العودة للموقع من وقت لآخر فعليك الاهتمام بجودة المحتوى المكتوب في الموقع. أن تحرص على توفير محتوى نصّي مكتوب يلبّي احتياجات المستخدم ويجيب على أسئلته. وذلك عن طريق كتابة مجموعة من المقالات بأسلوب سلس غير مُمل يشجّعه على متابعة مقالك حتى نهايته. بل يحفّزه للضغط على مقال آخر وقراءته.
يمكن القول بأن صانع المحتوى (Content Creator) هو شخص يمزج/يخلط بين الكتابة الجيّدة والخبرة في تنسيق الوسائط بمختلف أنواعها في المحتوى الكتابي ليصنع في النهاية محتوى مُميّز وأكثر تجاوباً من قِبل المستخدم.
ذات صلة: دور صناعة المحتوى “Content Creation” في التسويق عبر الإنترنت
العلاقة بين صناعة المحتوى وكتابة تجربة المستخدم
هناك اعتقاد لدى الكثيرين مفاده أن صانع المحتوى وكاتب تجربة المستخدم (UX Writer) يؤديان نفس الوظيفة والمهام، وأن كتابة تجربة المستخدم مجرّد جزء من صناعة المحتوى وليست مجالاً مُنفصلاً بذاته.
لكن بمرور الوقت ومع انتشار مفهوم كتابة تجربة المستخدم بشكل أوسع وأعمق. اتضح للجميع أن وظيفة كاتب تجربة المستخدم هي وظيفة منفصلة تربط بين المبرمج وصانع المحتوى ومصمّم الموقع. فصانع المحتوى وظيفته تحسين محرّكات البحث للموقع (SEO) وجذب الزائر إليه وذلك بصناعة محتوى منطقي ومنسّق يحقّق أهداف الموقع.
أما كاتب تجربة المستخدم فوظيفته فهم سلوك المستخدم ومعرفة نمط تفكيره كي يستطيع تقديم الدعم في بناء العلامة التجارية. وتحقيق التواصل بين المستخدم والمبرمج وصانع المحتوى بما يتناسب مع استراتيجية الشركة.
ذات صلة: ما هو الفرق بين كاتب المحتوى وكاتب تجربة المستخدم؟
أهمية كتابة تجربة المستخدم (UX Writing)
بالتوازي مع التطور السريع في التكنولوجيا وزيادة التعقيدات والخطوات المطلوبة من المستخدمين وزائري المواقع أصبح الاهتمام بمجال كتابة تجربة المستخدم ضرورة مُلحّة وعاجلة للحفاظ على المستخدم والتسهيل عليه من خلال تقديم المساعدات والإرشادات الواضحة لتشجّعه على التفاعل معها بسهولة وبالتالي خلق تجربة مستخدم ناجحة.
كذلك لمّا كان المستخدم بحاجة لموقع أكثر مرونة وقابلية للاستخدام فكان على كاتب تجربة المستخدم الاهتمام بما يُسمّى بالنصوص المُصغّرة (Microcopy). وهي تلك النصوص التي تعمل على توجيه المستخدم خلال رحلته داخل الموقع وخلق تواصل فعّال معه لمعرفة طريقة تفكيره ودراسة تصرفاته. وبالتالي الوصول لأفضل نسخة ممكنة في التصميم أو المحتوى.
ذات صلة: 4 نصائح لكتابة نصوص مصغّرة ناجحة في المنتجات الرقمية
مهارات ينبغي أن يمتلكها كاتب تجربة المستخدم
إن كنتَ صانع محتوى بالفعل فهذا سيوفّر عليك الكثير لتصبح كاتب تجربة المستخدم إذ أن هناك صفات مشتركة بين الوظيفتين منها مثلاً:
- القدرة على إنشاء دليل أسلوب كتابة يساعد كاتب المحتوى على النسخ والنشر وقدرته على إظهار ما طوّره المبرمج للمستخدم توضيحه.
- امتلاك مهارة العمل الجماعي فكاتب تجربة المستخدم سيتعيّن عليه التواصل مع صانعي المحتوى والمُصمّمين والمبرمجين
- فهم مبادئ العمل لكل من فريق عمله لكي يستطيع تحويل مقترحاتهم إلى مهام. وكذلك طرح مقترحاته بما يمكن تنفيذه من قِبلهم.
- القدرة على الكتابة باختصار شديد وبشكل واضح دون تعقيد.
- تحليل سلوك المستخدم والإصغاء لمشاكله لإيجاد حلول لها.
في الختام
لا يمكن بأي حال من الأحوال إهمال وظيفة كاتب تجربة المستخدم والاستغناء عنها في أي موقع/منتج/تطبيق. فبرغم حداثة ظهورها إلا أنها سرعان ما انتشرت وأصبحت وظيفة مستقلّة بذاتها نظراً لأهميتها الكبيرة.