أبحاث المستخدم (تقنية فرز البطاقات لبناء هندسة المعلومات)
تتضمن تقنية فرز البطاقات (Card Sorting Technique). الطلب من المستخدمين تنظيم المعلومات في مجموعات منطقية قابلة للتطبيق عملياً ضمن المنتج الرقمي.
فهل شعرت يوماً ما بالضياع على أحد المواقع الإلكترونية ولم تستطع إيجاد المعلومات التي تبحث عنها؟ ربما كنت تبحث عن معلومة معينة ولم تستطع إيجادها بسهولة، أو ربما كانت هناك صفحات متشابكة جعلتك تشعر بالارتباك والتشتت. هنا وعند هذه النقطة يأتي دور تقنية فرز البطاقات للمساعدة في تنظيم هذه الأنسجة المعقدة من المعلومات.
تخيل أنك تريد تصميم موقع جديد لشركتك، وتريد أن يكون منظمًا بشكل جيد حتى يسهل على الزوار إيجاد ما يبحثون عنه. كيف ستعرف ما يفضله المستخدمون؟ ببساطة يمكنك إعطاء مجموعة من الناس بطاقات تحتوي مختلف المواضيع أو الصفحات المحتملة “الصفحات الرئيسية وصفحات الهبوط” على الموقع، ثم يُطلب منهم تنظيم هذه البطاقات ضمن مجموعات هرمية متسلسلة بناءً على وجهة نظرهم.
لنتعمق بالفكرة أكثر وتبسيطها، على سبيل المثال، إذا كان لديك بطاقات تتعلق بخدمات الشركة، مثل “خدمات المواقع” و “تطوير التطبيقات” و “الاستشارات في التسويق الرقمي”، يمكن للمشاركين في الفرز وضع هذه البطاقات في مجموعة واحدة تحت عنوان “الخدمات”. وهكذا، يمكن لهذه التقنية مساعدتك في فهم كيفية تنظيم المعلومات بشكل أفضل وتحسين تجربة المستخدم على موقعك.”
هنا وضمن هذه المرحلة يتم تزويد المستخدمين بسلسلة من البطاقات التي تم تعليمها مسبقاً ويُطلب منهم تنظيمها وفرزها في مجموعات يرونها مناسبة. تساعد فرز البطاقات في معمارية المعلومات (IA) وسير العمل وهيكل القوائم أو مسارات التصفح على الموقع.
أهمية تقنية فرز البطاقات في بناء هيكل المنتج الرقمي
تُعد واحدة من أكثر الأساليب فعالية؛ ذات تكلفة منخفضة تُستخدم لفهم كيفية تفضيل المستخدمين للمحتوى وترتيبه بطريقة تجعلها مفهومة بالنسبة لهم. وتُعد هذه التقنية ذات أهمية بالغة في عملية بناء هيكل المنتج الرقمي، لعدة أسباب سنذكرها لكم ضمن الفقرات التالية:
- فهم توقعات المستخدمين. من خلالها، نستطيع الغوص في عقول المستخدمين وفهم كيف يتوقعون ترتيب وتنظيم المحتوى. بعد فهم طريقة تفكيرهم وطريقة رؤيتهم للأمور يمكننا تحديد ما يحتاجونه وما يفضلونه بشكل أساسي.
- بناء معمارية معلومات واضحة؛ حيث نستطيع بعد تحليل النتائج، تحديد الصفحات الرئيسية والفرعية التي يتوقع المستخدمون رؤيتها على الموقع أو التطبيق، هذا يساعدنا في بناء هيكل للمستخدم بسيط وواضح يتوافق مع توقعاتهم.
- بعد الإطلاع على ما يدور في أذهانهم، تأتي خطوة تصميم تجربة مستخدم تتناسب مع احتياجاتهم وتوقعاتهم، مما يعزز رضاهم ويزيد من فرص استخدامهم للمنتج الرقمي.
- توفر نتائج الفرز استنتاجات حول تنظيم المحتوى وتسميته “نقصد هنا تسمية النصوص التي تؤدي لكل صفحة”، مما يمكّن الفريق من اتخاذ قرارات صحيحة بشأن بنية المنتج الرقمي وتصميمه.
🗃️ أسلوب ترتيب البطاقات
كما هو واضح في العنوان؛ الكارد سورت، أو ترتيب البطاقات، أو فرز البطاقات مهما كانت التسمية الأنسب لكم؛ هو أسلوب بحثي يستخدم على نطاق واسع في مجالات مثل تجربة المستخدم والتصميم التفاعلي. يتم فيه استخدام مجموعة من البطاقات التي تحمل معلومات أو مفاهيم معينة، ويتم ترتيبها وفقًا لبعض المعايير أو الأنماط.
في البداية، يتم تقديم مجموعة من البطاقات للمشاركين. كل بطاقة تحمل معلومة أو مفهومًا معينًا. يُطلب من المشاركين ترتيب هذه البطاقات بطريقة تنظيمية تعكس تفكيرهم أو تفضيلاتهم.
ثم، يتم تحليل النتائج للكشف عن الأنماط والعلاقات بين المفاهيم المختلفة. بالتالي يكشف عن نظرة المستخدمين للمعلومات وكيفية تنظيمها بطريقة مفهومة بالنسبة لهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامها لتحسين تجربة المستخدم في التطبيقات، حيث يمكن أن يساعد في تحديد الطريقة الأكثر فعالية لتنظيم وعرض المعلومات. مما يجعل التطبيق أكثر سهولة في الاستخدام والتنقل.
طريقة فرز البطاقات بالأوراق اللاصقة
من الطرق المعروفة لفرز البطاقات؛ هي طريقة الأوراق اللاصقة التي تساعد الباحثين على تنظيم الأفكار بشكل أوضح؛ وأسهل.
📌 تحديد الأقسام الرئيسية والفرعية في التطبيق
الأوراق أو القصاصات اللاصقة الستيكي نوتس، أو الأوراق اللاصقة، هي أداة بسيطة؛ لكن رغم بساطتها أثبتت فعاليتها حيث بدأ استخدامها في تصميم وتطوير التطبيقات. لتحديد الأقسام الرئيسية والفرعية في التطبيق، كما تساهم في تنظيم الأفكار والمعلومات بطريقة مرئية.
بدايةً، يمكن كتابة الأفكار على الأوراق اللاصقة. نرتب هذه الأوراق على لوح أو سطح ما، مما يتيح القدرة على رؤية الصورة الكبيرة وتحريك الأفكار حولها بسهولة.
يمكن استخدام الألوان المختلفة للأوراق اللاصقة لتمثيل الأقسام المختلفة أو المستويات المختلفة من المعلومات. على سبيل المثال، يمكن استخدام لون واحد للأقسام الرئيسية، ولون آخر للأقسام الفرعية.
📝 كتابة مسميات المعلومات على كل قصاصة لتحديد الأقسام
على سبيل المثال، يمكن أن يكون لديك ورقة لاصقة باللون الأزرق تحمل العنوان “الصفحة الرئيسية”، وأوراق لاصقة باللون الأخضر تحمل عناوين مثل “المنتجات”، “الخدمات”، “الاتصال بنا” وهكذا. هذه الأوراق اللاصقة تمثل الأقسام الرئيسية في التطبيق.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام أوراق لاصقة بألوان أخرى لتمثيل الأقسام الفرعية داخل كل قسم رئيسي. على سبيل المثال، قد يحتوي القسم “المنتجات” على أقسام فرعية مثل “الملابس”، “الأحذية”، “الإكسسوارات” وهكذا.
🧩 ترتيب القصاصات وفقًا للأقسام الرئيسية والفرعية المحددة
ترتيب الأوراق بطريقة منظمة وفقًا للأقسام الرئيسية والفرعية المحددة. هذا الترتيب يساعد في توضيح الهيكل العام للتطبيق ويسهل عملية التصميم والتطوير.
على سبيل المثال، يمكن وضع الأوراق اللاصقة التي تمثل الأقسام الرئيسية في الجزء العلوي من اللوح، بينما يمكن وضع الأوراق اللاصقة التي تمثل الأقسام الفرعية أسفل كل قسم رئيسي. هذا يوفر صورة بصرية واضحة للتنظيم والترتيب العام للتطبيق.
📑 توزيع المستخدمين لتنظيم الأقسام وتكوين الأقسام الرئيسية والفرعية
في عملية تصميم التطبيقات، يتم غالبًا توزيع المستخدمين في مجموعات للمشاركة في عملية تنظيم الأقسام. يمكن لهذه المجموعات أن تساعد في تحديد الأقسام الرئيسية والفرعية في التطبيق.
على سبيل المثال، يتم تقديم مجموعة من الأوراق اللاصقة للمستخدمين، كل ورقة مكتوب عليها اسم قسم محدد؛ مما يساعد المستخدم بوضعه في المكان الأنسب له من وجهة نظره.
🔀 ترتيب الأقسام الرئيسية والفرعية وتغيير أسمائها بناءً على آراء المستخدمين
تعدّ إعادة ترتيب الأقسام الرئيسية والفرعية وتغيير أسمائها بناءً على آراء المستخدمين أهم جزء من عملية تصميم التطبيقات. حيث يمكن للملاحظات والآراء التي يقدمها المستخدمين أن توفر رؤى واضحة ومثرية تساعد في تحسين تجربة المستخدم وجعل التطبيق أكثر فعالية.
على سبيل المثال، قد يجد المستخدمون أن بعض الأقسام الرئيسية أو الفرعية غير واضحة أو صعبة الفهم. في هذه الحالة، يمكن تغيير أسماء هذه الأقسام لجعلها أكثر وضوحًا. أو قد يجد المستخدمون أن ترتيب معين للأقسام يجعل التطبيق أكثر سهولة في الاستخدام، وفي هذه الحالة، يمكن إعادة ترتيب الأقسام وفقًا لهذه الملاحظات.
🏢 تكوين هيكل هرمي للأقسام الرئيسية والفرعية لتحقيق تنظيم متسق في التطبيق
يساعد هذا الهيكل في تحقيق تنظيم متسق ومنطقي للمعلومات، مما يجعل التطبيق أكثر سهولة في الاستخدام والتنقل.
في هيكل هرمي، تكون الأقسام الرئيسية في الجزء العلوي من الهرم، وتحتوي كل قسم رئيسي على العديد من الأقسام الفرعية. يمكن أن تحتوي هذه الأقسام الفرعية بدورها على أقسام فرعية أخرى، وهكذا، مما يخلق هيكلًا متعدد الطبقات يمكن أن يعكس بشكل دقيق تنظيم المعلومات في التطبيق.
بشكل عام، يمكن أن يساعد هذا الهيكل الهرمي في تحسين تجربة المستخدم، حيث يمكن للمستخدمين العثور على المعلومات التي يبحثون عنها بسرعة كبيرة. هذا يعكس القيمة الحقيقية للتصميم المركز على المستخدم، حيث يتم تشجيع المستخدمين على المشاركة في عملية التصميم والتطوير.
في الختام، نأمل أن تكون قد استفدت من مقالنا حول تقنية فرز البطاقات في بناء هندسة المعلومات. لفهم تفكير المستخدمين. وكيف يمكن تنظيم المعلومات بطريقة تناسبهم.
إذا كنت ترغب في تعميق معرفتك أكثر في هذا المجال، احجز مقعدك الآن في دوراتنا. ستجد في هذه الدورات مجموعة واسعة من المواضيع التي تغطي جميع جوانب تجربة المستخدم وتحسينها.