يعدّ التفكير التصميمي أداة للإبداع والابتكار، وحل المشكلات. ويمكن لأي شخص استخدامه في مجاله فقط إذا عرف مفهوم التفكير التصميمي والهدف منه. في هذا المقال نوضّح ما الذي يعنيه حقاً التفكير التصميمي، والهدف من تطبيقه في المجالات المختلفة وخاصة مجال تصميم المنتجات. ثم ننتقل إلى ذكر المراحل الخمس لعملية التفكير التصميمي لمساعدتك في استخدامه كوسيلة فعّالة في حل المشكلات.
ما المقصود بالتفكير التصميمي (Design Thinking)؟
بدايةً نشير إلى أن وجود كلمة التصميم في المصطلح لا يعني أنه خاص بالمصممين فقط، بل يمكن فعلياً تطبيق مراحل التفكير التصميمي – والتي سنتعرّف عليها لاحقاً – في أي مجال. أما عن تعريف التفكير التصميمي فهو عبارة عن منهجية علمية لحل المشكلات الكبيرة بطريقة إبداعية، من خلال التركيز في المقام الأول على المستخدم ومعرفة احتياجاته والمشكلات التي تواجهه.
ومعلوم أن حل المشكلات جزء أساسي في تطوير المنتجات إلا أن بعضها قد يظهر أثناء مرحلة التطوير يكون أكثر تعقيداً ويصعّب مهمة العثور على الحل المناسب، فتبدأ من هنا عملية التفكير التصميمي والبحث عن حلول إبداعية غير تقليدية.
🎯 الهدف الأساسي من التفكير التصميمي
تهدف عملية التفكير التصميمي إلى تشجيع الشركات والمشاريع الرقمية في مختلف المجالات على تركيز جهودهم نحو المستخدم. وما أهمية ذلك؟ حسناً، إذا نجح المنتج في إرضاء المستخدم وتلبية احتياجاته فهذا يعني أن المنتج جيد ويقدّم للمستخدم الفائدة التي يطلبها. وهذا بدوره يساهم في الحفاظ على العملاء وضمان ولائهم للمنتج. الأمر الذي يؤدي إلى أرباح أعلى، وبالتالي نجاح مستمر للمشروع الرقمي.
بالإضافة إلى ذلك، يهدف التفكير التصميمي إلى حل المشكلات كما ذكرنا من خلال:
- إعادة تعريف المشكلة بمنظور مختلف يركّز على المستخدم
- القدرة على إبراز التحدي الحقيقي وراء المشكلة
- توليد الأفكار خلال جلسات العصف الذهني
- اتباع نهج عملي يعتمد على إنشاء نماذج أولية واختبار فاعليتها
تختلف أهداف التفكير التصميمي حسب طبيعة كل مجال.. لكن الهدف الأساسي للتفكير التصميمي أن يضع الباحث نفسه مكان المستخدم، يرى بعينه ما يراه المستخدم ويتفاعل معه ويشعر به خلال رحلته داخل المنتجات والمشاريع الرقمية.
🖐️ المراحل الخمسة لعملية التفكير التصميمي
يتضمن التفكير التصميمي 5 مراحل خلال عملية حل المشكلات:
1- التعاطف (Empathy)
2- تحديد المشكلة (Define)
3- التفكير (Ideate)
4- بناء النماذج الأولية (Prototype)
5- الاختبار (Test)
1- التعاطف (Empathy)
هدف هذه المرحلة هو الاستعداد والتجهيز لحل المشكلة بمعرفة احتياجات المستخدمين، من خلال جمع البيانات، وإجراء أبحاث تجربة المستخدم (UX Research). يعدّ التعاطف عنصراً أساسياً في عملية التفكير التصميمي إذ يساعد المصمّم على اكتساب فهم أعمق لطبيعة المشكلة عبر التواصل مع المستخدم مباشرة ومراقبة تصرّفاته.
ذات صلة: أبحاث تجربة المستخدم من خطوة إلى ركيزة
2- تحديد وتعريف المشكلة (Define)
الآن أصبح لدى المصمّم مجموعة كبيرة من المعلومات والبيانات بشأن احتياجات المستخدم. تبدأ المرحلة الثانية مرحلة التعريف بالمشكلة بواسطة تحليل تلك البيانات وتدوين الملاحظات لمعرفة المشكلات الرئيسية التي تواجه المستخدم ويجب على المصمّم البحث عن حلّها.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه من المناسب في مرحلة التعريف بناء شخصية المستخدم لمساعدة المصمّم في التركيز على الفئة المستهدفة.
ذات صلة: 5 أخطاء شائعة تجنبها عند بناء شخصية المستخدم (User Persona)
3- التفكير والابتكار (Ideate)
في المرحلة الثالثة بعد أن يعرف المصمّم احتياجات المستخدم، ويحدّد المشكلة الأساسية التي تواجهه يستعد لإطلاق العنان لخياله، والتفكير خارج الصندوق من أجل إيجاد حلول مبتكرة لمعالجة المشكلة. ولمساعدته في تلك المرحلة لا مانع أن يطلب من زملائه في الفريق مشاركته عملية العصف الذهني (Brainstorming) وتوليد الأفكار واختيار المناسب منها لحل المشكلة.
4- بناء النماذج الأولية (Prototype)
في المرحلة السابقة توصّل المصمّم إلى مجموعة من الحلول والأفكار المحتملة لمعالجة المشكلة. وللاستفادة من تلك الحلول يجب أن توضع قيد التطبيق العملي. هنا حيث المرحلة الرابعة من عملية التفكير التصميمي: بناء نماذج أولية ورسومات بسيطة لتجسيد الحلول والأفكار المقترحة واقعياً وتجربتها. كل ذلك تمهيداً للمرحلة القادمة التي ستحدّد أي الحلول هي الأنسب.
ذات صلة: ما هي النماذج الأولية، أهميتها في تصميم التطبيقات وأنواعها
5- الاختبار (Test)
تمثّل مرحلة الاختيار المرحلة الخامسة والأخيرة في عملية التفكير التصميمي. وتهدف إلى تجربة الحلول والأفكار المقترحة لمعرفة أيّها سيكون مناسباً لمعالجة المشكلة الأساسية التي تم تحديدها في مرحلة التعريف.
وينبغي على المصمّم في تلك المرحلة:
- تحديد أهداف واضحة للتقييم: قبل البدء بالاختبار، يضع الفريق أهدافاً واضحة لتقييم نجاح الحل. على سبيل المثال، قد يكون الهدف معرفة درجة سهولة استخدام الواجهة الجديدة للتطبيق، أو مدى رضا المستخدمين عن ميزة معينة في المنتج.
- تحديد معايير لقياس الأداء: بعد ذلك، يحدّد الفريق معايير تقيس مدى تحقيق تلك الأهداف. على سبيل المثال، يمكن قياس سهولة الاستخدام من خلال عدد الأخطاء التي يرتكبها المستخدمون، أو قياس رضا المستخدمين من خلال استبيانات أو مقابلات مباشرة.
وقد ينتج عن مرحلة الاختبار أفكار وحلول جديدة محتملة. وبالتالي يعود المصمم والفريق للمرحلة الثالثة: مرحلة التعريف لإعادة النظر في المشكلة الأساسية.
خاتمة
يساعد التفكير التصميمي على تحقيق أهداف المشاريع الرقمية. ويمكن لأصحاب الأعمال تطبيق مراحل التفكير التصميمي لعلامتهم التجارية، وتعزيز التعاون بين الفرق المختلفة، فالتفكير التصميمي عملية تقوم على العمل الجماعي بين أعضاء الفريق. نرى اليوم كبرى الشركات العالمية مثل جوجل وأبل تستخدم التفكير التصميمي في منتجاتها لتحقيق الإبداع والوصول للنتائج والأهداف المطلوبة.
💡 في الدورات التي نقدّمها في منصة تعلّم كتابة تجربة المستخدم بالعربية نتناول بالتفصيل بعضاً من مراحل التفكير التصميمي مثل: إجراء الأبحاث، وبناء النماذج الأولية، واختبارات تجربة المستخدم. يمكنك معرفة المزيد عن دوراتنا بزيارة صفحة الدورات والاطلاع على مميزات الحجز والانضمام إلى مجموعة من الخريجين المؤهلين لسوق العمل في مجال كتابة تجربة المستخدم وتصميم المحتوى.