هل تحتاج حقّاً إلى 5 أيام في ورشة التصميم السريع (Design Sprint Workshop)؟
“هل أحتاجُ حقّاً إلى 5 أيام كاملة لإنجاز ورشة التصميم السريع؟”. ستطرح هذا السّؤال على نفسك مراراً وتكراراً وفي حالات مختلفة. قد تبدو الأيام الخمسة طويلة كثيراً في بعض الأحيان وقصيرة جداً في أحيانٍ أخرى. لكن ما الّذي يقرر ذلك؟ وهل يجب أن نلتزم بالعدد 5 في كل الأحوال؟
في الحقيقة إن 5 أيام ليست وقتاً طويلاً إذا كانت تنقذك من استثمار أشهر وربما عام كامل في مشروع أو فكرة غير صحيحة. الخطوة الأولى لاتخاذ القرار الأصحّ هي أن تسأل نفسك ما إذا كانت المشكلة تستحق قضاء خمسة أيام في حلها. إذا كانت الإجابة “لا” فقد تكون جلسة تصميم تعاونية قصيرة (ربما يوم واحد) أكثر ملاءمة من اعتماد التصميم السريع. لكن إذا كانت الإجابة “نعم” فمن الأفضل الالتزام بهذه العملية المجرّبة المكونة من خمسة أيام كاملة.
نبذة قصيرة عن ورشة التصميم السريع (Design Sprint Workshop): كيف صارت منهجيّة؟
لطالما تردّدت على المسامع فكرة أن “جلسات العصف الذهني الجماعية غير فعالة” وقد أثبتت ذلك بالفعل العديد من الدراسات والأبحاث على مرّ السنين. لكنّنا مع ذلك نستمرّ في استخدامها كحل سريع لمشاكلنا.
يبدو أن جيك ناب (Jake Knapp)؛ مبتكر منهجية التصميم السريع، كان مثلنا أيضاً! ففي عام 2008 وخلال عمله في جوجل كان جيك ناب من المتحمّسين لجلسات العصف الذهني. حتى أنه درّب العديد من الفِرق على كيفية إدارتها بشكلٍ صحيح. لكن مع الوقت بدأ يشكّ في جدوى هذه الجلسات خاصّةً بعد أن واجهه أحد المهندسين بسؤالٍ محرج: “كيف تعرف أن العصف الذهني الجماعي فعّال حقّاً”
لم يكن لدى جيك إجابة واضحة فقرر مراجعة نتائج ورش العمل التي أدارها سابقاً ليكتشف بعد ذلك حقيقةً مُحبطة: كلّ الأفكار الجديدة التي كانت وليدة جلسات العصف الذهني قد باءت بالفشل ولم ينفّذ أيّ منها!
وهنا كانت نقطة التحوّل.
أدرك جيك أن العمل الفردي هو الذي يُنتج أفضل الأفكار لكنه كان يؤمن أيضاً بأهمية العمل الجماعي. فبدأ رحلة البحث عن طريقة تجمع بين أفضل ما في المنهجيّتين. وبعد التجربة والتطوير خرج جيك بمنهجيّة جديدة أسماها “التصميم السريع (Design Sprint)”؛ وهي عملية منظّمة مدتها خمسة أيام تركّز على العمل الفردي أولاً ثم تُدمج مخرجاته مع خبرات الفريق للوصول إلى حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق.
إذاً الفكرة الرئيسية من ورشة التصميم السريع هي أن تجمع فريقاً صغيراً (4-7 متخصّصين) وتفرغ الجدول الزمني لمدة أسبوع. ثم تتقدّم بسرعة من المشكلة إلى الحل المختبَر:
- في يوم الأحد يقوم الفريق بعمل خريطة للمشكلة.
- وفي يوم الإثنين يعطي كل فرد من الفريق الحلول المقترحة.
- وفي يوم الثلاثاء يقرر الفريق أي الحلول المقترحة هي الأقوى.
- وفي يوم الأربعاء يبدؤون بناء نموذج أولي واقعي.
- وفي يوم الخميس يختبرون هذا النموذج الأولي مع خمسة عملاء مستهدفين على الأكثر.
إن اعتماد سباق التصميم يشبه التقدّم السريع نحو المستقبل لرؤية منتجك النهائي في السوق.
لمعرفة المزيد عن ورشة التصميم السّريع تصفّح هذا المقال: عملية التصميم السريع (Design Sprint Process): من الفكرة إلى النموذج الأولي في أسبوع
لماذا 5 أيام من التصميم السريع أفضل من جلسة عصف ذهني لمدة ساعة؟
بيّن جيك ناب أيضاً كيف يمكن للتصميم السريع إصلاح عيوب جلسات العصف الذهني الجماعية. حيث من خلال تصميم خطوات محددة في عملية التصميم السريع تمكّن جيك من التغلب على مشكلات العصف الذهني وتحقيق نتائج أكثر فعالية.
إليك مقارنة بين مشكلات العصف الذهني وحلولها في التصميم السريع:
| مشكلات العصف الذهني | حلول التصميم السريع |
| أفكار سطحية من المجموعة: في جلسات العصف الذهني تطرَح الأفكار بصوت عالٍ وبسرعة مع التركيز على الكمية على أمل العثور على أفكار قيّمة بين الأفكار العادية. لكنّ التفاصيل مهمة دائماً والأفكار الجيدة تحتاج إلى وقت للتفكير العميق. | أفكار مفصّلة من الأفراد: في التصميم السريع يفكّر كل فرد في عدة مقاربات ثم يقضي ساعة أو أكثر في رسم حلوله. في النهاية يخرج الفريق بعدد حلول أقل من جلسات العصف الذهني ولكن كل حلّ يكون مميزاً ومفصّلاً أكثر وهذا أفضل. |
| الشّخصية تطغى على الهدف: إذا كان لفرد من الفريق سمعة بأنه ذكي أو مبدع فغالباً ما يبالغ الآخرون في تقدير أفكاره. ومن جهةٍ أخرى تقيّض جلسات العصف الذهني أفكار الأشخاص الانطوائيين لأنهم لا يجرؤون على التكلّم. لذا يهيمن غالباً المنفتحون ذوو الشخصيات الجذابة على تلك الجلسات وتبقى أفكار الآخرين مدفونة في عقولهم. | أفكار من جميع الفريق بدون استثناء: الرسومات والاقتراحات في التصميم السريع لا تحمل اسم صاحبها. وعندما تناقَش الأفكار يوم المناقشة يبقى أصحابها صامتين ومجهولين إلى حين الانتهاء من مناقشة جميع الأفكار. |
| حلول وقرارات غير مدروسة: البيئة التعاونية والمشجعة للعصف الذهني تبدو جيدة ولكنها غالباً ما تدفع الفِرق إلى الموافقة على حلول عادية وغير فعالة. | قرارات مبنيّة على رأي واضح: في التصميم السريع يتّخذ القرارات شخص واحد يسمى “صانع القرار (Decider)”. يكون صانع القرار مديراً تنفيذياً أو مدير منتج أو قائداً ما. مع وجود صانع القرار في الورشة يتّخذ جميع القرارات النهائية تكون الحلول الفائزة مبنية على رأي واضح. |
| لا نتائج واضحة: يؤدي العصف الذهني إلى مجموعة من الملاحظات على الملصقات ولا شيء آخر مهم. إنها منهجية فضفاضة في الأساس ولا توجد خريطة تنقلك من فكرة مجرّدة إلى تنفيذ ملموس. | نموذج أولي وبيانات مميزة في كل مرة: تتطلّب عملية التصميم السريع بناء نموذج أوّلي واختباره. بحلول الوقت الذي تنتهي فيه الورشة يكون هناك نموذج واضح وملموس قابل للتطبيق. |
هل تحتاج إلى 5 أيام حصراً لإعداد وإنهاء ورشة التصميم السريع (Design Sprint Workshop)؟
بالنسبة لورشة التصميم السريع التي ينفّذها الفريق للمرة الأولى، يوصي الخبراء – ومنهم مبتكر الورشة جيك ناب – دائماً بالالتزام بـ 5 أيام. لأن هذا الإطار الزمني هو ما يضمن تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الورشة. تخيل الأمر كتحضير طبق شهي؛ إذا أهملتَ مكوناً أو تخطّيت خطوة في الوصفة لن تحصل على نفس المذاق! في الحقيقة إن اختصار ورشة التصميم السريع يعني المخاطرة بفقدان مرحلة مهمة.
ومع ذلك يفضّل الفريق في بعض الحالات اختصار الورشة قدر الإمكان. ربما بسبب الانشغالات (يتعطّل الفريق المختار أسبوع كامل عن عمله الأساسي) أو ربما ظنّاً من البعض أنه باختصار الأيام الخمسة يمكن توفير المزيد من الوقت والمال.
لكن حقيقةً في سباق التصميم الذي يستمر ثلاثة أو أربعة أيام فقط يجب حذف شيء ما من جدول الأعمال. وهذا يعني عادةً أن الأفراد يتخطّون مرحلة إنشاء النماذج الأولية أو اختبار المستخدمين. لكن إذا لم ينشئ الفريق النماذج الأولية ويختبر فلن يكون سباق التصميم جيداً. لأن من أقوى جوانب الورشة اختبار أفكارك وافتراضاتك من خلال نموذج أولي والاستماع مباشرة إلى المستخدمين.
تصفّح أيضاً: لماذا يعتبر التصميم السريع استراتيجية مختصرة لحل مشكلات التصميم؟
إذاً…
متى يمكن اختصار ورشة التصميم السريع إلى 3 أو 4 أيام؟
هناك عدّة حالات قد تتمكّن فيها فِرق العمل من اختصار الورشة إلى 3 أو 4 أيام بدون تأثيرات سلبية:
- الفِرق المتمرّسة: إذا كان الفريق معتاداً على ورش التصميم السريع بقيادة ميسّر خبير (Facilitator) يمكن تقليل المدة إلى 4 أيام.
- المشاريع المتكررة: في الحالات التي تُخصَّص فيها ورشة ثانية لنفس المشروع استكمالاً لورشة أولى قد يكون من الممكن تقليل الثانية إلى 3 أيام.
- الورش المخصّصة: يمكن دمج أنشطة التصميم السريع لإنشاء ورش مخصصة لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة أيام. لكن في هذه الحالة لا تسمّى “ورشة تصميم سريع” بل يطلَق عليها ببساطة “ورشة تجربة المستخدم (User Experience (UX) Workshop).
وهذا يعني أن جواب سؤال “هل تحتاج حقّاً إلى 5 أيام لإعداد وإنهاء ورشة التصميم السريع؟” باختصار هو: الخمسة أيام هي الأساس ولكن المرونة مطلوبة حسب الظروف.
هل تحتاج إلى 4 أيام فقط لتعلّم ورشة التصميم السريع المكثّفة التي نقدّمها في UX Writing بالعربية؟
نعم، هذا صحيح! في عالم الأعمال الرقمي المتسارع الوقت هو أثمن ما نملك. ولأننا ندرك ذلك تماماً صمّمنا ورشة عمل التصميم السريع المكثفة لتتعلّم ماهيّة سباق التصميم في غضون 4 أيام فقط. وتتمكّن من تحويل فكرتك إلى منتج جاهز للاختبار بعد هذه الورشة.
بالطّبع نحن ندرك أهمية الالتزام بورشة تصميم سريع من 5 أيام وننصحك فِرق العمل بذلك. ولكن في هذه الورشة ستتعلّم كيف “تنجز ورشة تصميم سريع”. لذا فإن 4 أيام كافية للتعلّم على يد الخبيرة سارة الجثلان مدرّبة الورشة.
ماذا ستتعلم في الأيام الأربعة؟
- اليوم الأول: ستتعرّف على طريقة التفكير التصميمي (Design Thinking) وتتعلم كيفية إدارة المشاريع التقنية بمرونة وفعالية باستخدام منهجيات مثل Agile وScrum وKanban.
- اليوم الثاني: ستبدأ رحلة التصميم السريع بتحديد تحدّي معيّن وتوليد أفكار إبداعية وبناء خطة عمل واضحة.
- اليوم الثالث: ستحوّل أفكارك إلى رسومات أولية وتقيّمها وتبدأ تطوير نموذج أولي قابل للاختبار.
- اليوم الرابع: ستختبر النموذج الأولي مع المستخدمين وتحلّل النتائج وتتّخذ قرارات مبنية على بيانات حقيقية.
وفي نهاية الجلسة الأخيرة سيُفتح باب الأسئلة والاستفسارات والإجابات.
اقرأ أيضاً: الفرق بين التصميم السريع والتفكير التصميمي (Design Thinking vs Design Sprints)
ما الذي يميّز ورشتنا؟
- محتوى مكثّف وفعال: خلال 4 وحدات دراسية و 4 محاضرات تفاعليّة مباشرة ستتعلّم جوهر منهجيّة التصميم السريع وتطبّقها على مشاريع عملية تحاكي سوق العمل.
- تعلّم من الصفر: لا يشترط وجود خبرة سابقة. ورشتنا مصممة لتناسب المصممين المبتدئين ومختصّي تجربة المستخدم ومديري المنتجات. وكل من يبحث عن الإبداع وتجربة طرق مبتكرة لتطوير المنتجات الرقمية.
- تجربة تعليميّة متكاملة: نقدّم لك جلسات تفاعلية مباشرة ومتابعة خطوة بخطوة من فريقنا المتخصص. بالإضافة إلى قوالب وملفّات جاهزة ومجتمع خاص لتبادل الخبرات وفرصة لبناء سابقة أعمال قوية.
- تطبيق عملي: لن نكتفي بالمعلومات النظرية بل سنطبق منهجية التصميم السريع على مشروع عملي حقيقي لتكتسب الخبرة اللازمة لدخول سوق العمل بثقة.
أهداف ورشة التصميم السريع المكثّفة من UX Writing بالعربية
أهم 5 أهداف لهذه الورشة:
- أن تكتسب مهارات التفكير التصميمي وتطبّقها في مختلف المجالات.
- أن تفهم منهجية التصميم السريع وأهميتها في تسريع عملية تطوير المنتجات.
- أن تنفّذ خطوات التصميم السريع على مشروع حقيقي وتجربة المنهجية بشكل عملي.
- أن تتخذ قرارات مبنية على نتائج الاختبار وتحسّن المنتج النهائي.
- في نهاية الورشة ستحصل على شهادة معتمدة تثبت كفاءتك في مجال التصميم السريع. لذا ستكون جاهزاً للانطلاق في مسيرتك المهنيّة بثقة وإبداع.
ختاماً…
أثبتت ورَش التصميم السريع التي تستمر لمدة 5 أيام أنها أفضل في معظم الحالات وهذه نتيجة مدروسة. خاصةً إذا كنت جديداً على سباقات التصميم فنوصي بشدّة الالتزام بورشة لمدة خمسة أيام. فهي تضمن لك إنجاز جميع الأنشطة المهمة وإعطائها حقّها من العمل.
الأسئلة الشائعة
ما المدة التي يستغرقها التصميم السريع عادةً؟
5 أيام. لكن تختار بعض الفِرق أن تجعل عملية التصميم مكثّفة جداً أي مدتها يومين أو ثلاثة أيام فقط. ويرجع ذلك إلى المواعيد النهائية الصارمة جداً في بعض المشاريع أو أن الفريق يريد زيادة الكفاءة أو بسبب الاعتقاد أن التركيز الأكثر كثافة يجعل عملية اتخاذ القرار والابتكار أكثر سرعة.
هل توفّر سباقات التصميم الوقت؟
تهدف ورشة التصميم السريع إلى بناء حلول مبتكرة لمشاكل العملاء الحقيقية في فترة زمنية أقصر. وبذلك تعزز استراتيجيّة “الفشل السريع (Failing Fast)”؛ استراتيجية عمل تشجع على تجربة أفكار جديدة والتعلّم من الفشل بسرعة وبتكلفة زهيدة. وبهذه الطريقة تتمكن الشركات من اتخاذ قرارات مستنيرة بسرعة مما يوفر الوقت والمال أيضاً!
