خطوات تصميم واجهة مستخدم بسيطة مفهومة لدى الجميع

واجهة المستخدم (User Interface – UI) هي الوسيط الذي يُمكّن المستخدم من التفاعل مع الأجهزة والأنظمة الرقمية، سواء كانت شاشة عرض، فأرة، لوحة مفاتيح، أو حتى عناصر في بيئات الواقع الافتراضي. تختلف واجهة المستخدم باختلاف نوع النظام: فواجهة المستخدم على الحاسوب المكتبي تعتمد على أدوات مثل الفأرة ولوحة المفاتيح، شاشات اللمس في حين قد تعتمد واجهة المستخدم في تطبيقات الواقع الافتراضي على حركات الجسد فقط.

تصميم واجهة مستخدم (User Interface Design) هو عملية تحديد الشكل والسلوك العام لهذه الواجهة، بما يشمل الشاشات التي يتنقل بينها المستخدم، والأزرار التي ينقر عليها، وجميع العناصر التفاعلية الأخرى داخل النظام.

أهمية تصميم واجهة مستخدم مفهومة واضحة وبديهية

تشير كلمة “بديهية” (Intuitive) في مصطلح “تصميم واجهة مستخدم” إلى أن المستخدم يستطيع فهم كيفية استخدام الواجهة دون الحاجة إلى شرح أو تدريب. أي أن المستخدم يعرف تلقائيًا تقريبًا كيفية التفاعل مع النظام والوصول إلى ما يبحث عنه بسهولة.

وتكمن أهمية هذا النوع من التصميم في تأثيره المباشر على رضا المستخدمين وعودتهم لاستخدام المنتج مرة أخرى. فتصميم واجهة بديهية يحقق توازنًا بين البساطة (Simplicity)، والاتساق (Consistency)، والتغذية الراجعة (Feedback)، والاعتماد على المعايير الشائعة (Common Standards). هذا التوازن يُسهم في تعزيز تجربة المستخدم بشكل عام، مما ينعكس إيجابًا على نجاح المنتج.

هل تعلم أنه يمكنك أن تتعلم كيف تصمم بسرعة
خلال أيام فقط يمكنك أن تحول أي فكرة منتج رقمي إلى تصميم قابل للاستخدام

المبادئ الأساسية لتصميم واجهات المستخدم

لتحقيق تصميم بديهي لواجهة المستخدم، ينبغي الالتزام بعدد من المبادئ الأساسية، أبرزها:

1. الاتساق (Consistency)

الحرص على الحفاظ على اتساق العناصر البصرية مثل الخطوط، الألوان، تخطيط العناصر، وطرق التنقل. هذا يساعد المستخدم على بناء نموذج ذهني لطريقة عمل النظام، مما يسهّل عليه التنبؤ بكيفية التفاعل مع عناصر جديدة في المنتج.

2. البساطة (Simplicity)

واجهة المستخدم البسيطة والواضحة تقلل العبء الذهني على المستخدم، مما يتيح له استخدام النظام بثقة دون خوف من الوقوع في أخطاء. التصميم البسيط لا يعني الفقر في الوظائف، بل يعني الوضوح والتنظيم الجيد.

3. الاعتماد على المعايير الشائعة (Common Standards)

لا تحاول إعادة اختراع الطرق التي اعتاد المستخدمون على التعامل بها مع الأنظمة. فعلى سبيل المثال، لا تغيّر وظيفة زر الإغلاق أو آلية تحميل الملفات لمجرد التميز. التمسك بالمعايير المتعارف عليها يوفر الوقت ويقلل الإرباك.

4. التغذية الراجعة (Feedback)

بحيث يحصل المستخدم على إشارات واضحة تؤكد له أن تفاعله مع النظام قد تم بنجاح أو لم يتم. سواء عبر رسالة منبثقة، أو حركة دوران تشير إلى تحميل صفحة، أو تحذير عند خطأ، فكلها وسائل مهمة للتفاعل الفعّال.

خطوات عملية لتصميم واجهة مستخدم بديهية

للوصول إلى واجهة بديهية وسهلة الاستخدام، اتبع الخطوات التالية:

الخطوة 1: افهم جمهورك المستهدف

قبل البدء بالتصميم، تعرّف على احتياجات وسلوكيات جمهورك. من هم؟ ما الذي يتوقعونه من المنتج؟ كيف يستخدمون الأنظمة المشابهة؟ هذه المعطيات أساسية لتشكيل تجربة مخصصة.

الخطوة 2: ضع هيكلًا واضحًا للواجهة (Wireframing)

أنشئ مخططًا هيكليًا “إطارات سلكية” يوضح مواقع العناصر التفاعلية والتنقلية في الواجهة. هذا يضمن تنظيمًا بصريًا يساعد المستخدم على التنقل بسهولة داخل النظام.

الخطوة 3: اختبر وكرر (Usability Testing)

من خلال اختبار التصميم مع مستخدمين حقيقيين وراقب سلوكهم. هل واجهوا صعوبة؟ هل فهموا مكان كل شيء؟ استعن بتعليقاتهم لتحسين الواجهة.

الخطوة 4: التحسين المستمر

حتى بعد الإطلاق، استمر في مراقبة استخدام الواجهة وتحليل البيانات المرتبطة بسلوك المستخدم. حسّن التصميم بمرور الوقت لضمان استمرارية البساطة والفعالية.

نصائح وممارسات مثالية لتصميم واجهات مستخدم بديهية

  • استخدم تسميات واضحة: تجنب الغموض في العناوين والأزرار. استخدم كلمات مألوفة للمستخدم.
  • قلّل عدد الخيارات: كثرة الخيارات تشتت الانتباه. وفر خيارات محددة تسهّل اتخاذ القرار.
  • استخدم الرموز بعناية: لا تعتمد على الأيقونات فقط، بل استخدم معها نصًا توضيحيًا إذا لزم الأمر.
  • وفّر إمكانية الرجوع (Undo): السماح للمستخدم بالتراجع عن الإجراءات يمنحه الثقة لتجربة الواجهة بحرية.
  • صمم للخطأ (Design for Error): افترض أن المستخدم قد يخطئ، ووفّر رسائل واضحة تساعده على تصحيح الخطأ بسهولة.

نستنتج مما سبق

تصميم واجهة مستخدم بديهية ليس مجرد اختيار ألوان وأزرار جميلة، بل هو عملية متكاملة تهدف إلى تسهيل حياة المستخدم، وزيادة تفاعله ورضاه عن المنتج. من خلال فهم الجمهور، والالتزام بالمبادئ الأساسية، واتباع خطوات التصميم الصحيحة، يمكن لأي مصمم أن يبتكر تجربة استخدام لا تُنسى. الآن لننتقل إلى شرحها بشكل مفهوم يسهل عليك تمييز كل نصيحة.

كيف تصمم واجهة مستخدم يفهمها الجميع من النظرة الأولى؟

تصميم واجهة مستخدم بديهية لا يعتمد فقط على المبادئ الكبرى، بل يتطلب أيضًا الالتزام بمجموعة من التفاصيل الدقيقة والممارسات اليومية التي تصنع الفارق في تجربة المستخدم. إليك أبرز النصائح العملية التي يجب مراعاتها:

اجعل العثور على العناصر سهلًا (Make things easy to find)

عند دخول المستخدم إلى واجهة جديدة، يبحث غالبًا عن عناصر أساسية مثل: شريط التنقل (Navigation)، شريط البحث (Search Function)، والإعدادات (Settings). ينبغي أن تكون هذه العناصر بارزة وواضحة في أماكن ثابتة لا تتغير من صفحة إلى أخرى، حتى يسهل التعرف عليها بسرعة.

مثال:

تصميم واجهة مستخدم على تطبيق سلاك
تصميم واجهة مستخدم على تطبيق سلاك


تطبيق Slack مثال ممتاز على هذه النقطة. تظهر عند فتح التطبيق أول ما يظهر لك هو مربع كبير للرسائل وهو العنصر الأساسي الذي يشجع المستخدم على التفاعل مباشرة. ومع ذلك، توفر الواجهة أيضًا وصولًا سريعًا إلى الرسائل، القنوات، والمحادثات المباشرة. وإن لم يعثر المستخدم على ما يريد، يمكنه استخدام شريط البحث الموجود دائمًا في الأعلى.

استخدم الإشارات التفاعلية أو “القدرات الإدراكية” (Affordances)

القدرات الإدراكية (Affordances) هي إشارات بصرية تُظهر للمستخدم كيف يمكن استخدام عنصر معين. على سبيل المثال:

  • زر “+” يوحي بأن المستخدم يمكنه إضافة شيء.
  • زر “x” في نافذة منبثقة يوحي بأنه سيغلق النافذة.

مثال:

تصميم واجهة مستخدم ضمن بريد الجيميل
تصميم واجهة مستخدم ضمن بريد الجيميل


في Gmail، عند النقر على زر “+” بجانب عنوان “Labels”، يُسمح لك مباشرة بإنشاء تصنيف جديد  وهي وظيفة واضحة وسريعة بفضل الإشارة البصرية التي يقدمها الزر.

تصنيف جديد  وهي وظيفة واضحة وسريعة
تصنيف جديد  وهي وظيفة واضحة وسريعة

اسمح للمستخدم بارتكاب الأخطاء (Allow your users to make mistakes)

الخوف من ارتكاب الأخطاء يعيق تجربة المستخدم. لذا من المهم أن تتضمن الواجهة “مرونة” أو قابلية للتسامح (Forgiveness)، أي أن تعطي المستخدم فرصة لتصحيح الخطأ أو أن تساعده تلقائيًا في ذلك.

مثال:

واجهة مستخدم محرك بحث جوجل
واجهة مستخدم محرك بحث جوجل


في محرك بحث Google، يمكن للمستخدم كتابة استعلام خاطئ، وسيقوم النظام بتصحيح الخطأ الإملائي تلقائيًا أو اقتراح استعلام بديل بناءً على القصد الظاهر.

فكر في الوصول الشامل (Think about accessibility)

الواجهة البديهية يجب أن تكون بديهية لجميع المستخدمين، بما في ذلك ذوي الإعاقات مثل ضعف البصر أو السمع. لتكون واجهتك متاحة، احرص على دمج أدوات وتقنيات مثل:

  • دعم قارئات الشاشة (Screen Readers)
  • أوضاع التباين العالي (High-Contrast Modes)
  • التحكم الصوتي (Voice Control)

مثال:
إذا أردت أن يتمكن المستخدم الكفيف من استخدام موقعك، فلابد أن تقدم له تغذية راجعة صوتية إلى جانب العناصر البصرية، مما يعزز إمكانية الاستخدام الشامل.

خلاصة القول

تصميم واجهة مستخدم بديهية يُعدّ ركيزة أساسية لنجاح أي منتج رقمي. فهو لا يخدم المستخدم فحسب، بل يُعزز ولاءه ويزيد من فرص عودته، مما ينعكس بشكل مباشر على نجاح الأعمال.

المبادئ الأساسية لتصميم واجهات بديهية تشمل:

  • الاتساق (Consistency)
  • البساطة (Simplicity)
  • الالتزام بالمعايير الشائعة (Common Standards)
  • تقديم التغذية الراجعة (Feedback)

ولتحقيق تصميم فعّال:

  • افهم جمهورك المستهدف
  • استخدم أنماط التصميم المألوفة
  • اختبر الواجهة وطورها باستمرار
  • طبّق النصائح السابقة: اجعل العثور على العناصر سهلاً، استخدم الإشارات التفاعلية، اسمح بالأخطاء، وراعي الوصول الشامل

إذا صمّمت واجهة بديهية فعلاً، فالمستخدمون لن يكتفوا باستخدامها، بل سيعودون مرارًا وهذا ما يصنع الفرق الحقيقي في عالم تصميم تجربة المستخدم.

المقال_ مترجم_ بتصرف_ من المصدر:

How to design intuitive user interfaces

شارك المعرفة

انضم إلى نشرة UX Writing بالعربية

احصل على أفضل النصائح والمصادر في كتابة تجربة المستخدم وتصميم المحتوى مباشرةً إلى بريدك الإلكتروني + خصومات حصرية للمشتركين (+4000 مشترك)

دوراتنا المميزة

اختر الدورة المناسبة لأهدافك واحجز مقعدك الآن
الدورة التأسيسية في كتابة تجربة المستخدم
10 محاضرة . 17 ساعة
+ 100 خريج
الدورة المتقدمة في كتابة تجربة المستخدم
20 محاضرة . 40 ساعة
+ 100 خريج
الدورة التأسيسية في كتابة المحتوى
13 محاضرة . 25 ساعة
جديد
الدورة المتقدمة في أنظمة التصميم
24 محاضرة . 36 ساعة
ورشة التصميم السريع
4 محاضرة . 10 ساعة
جديد
دورات أخرى