في حياتنا اليومية، نستخدم العديد من التطبيقات والمواقع التي تحتوي على “لوحات تحكم” أو ما يُعرف بالـ Dashboard. هذه اللوحات تساعدنا في الوصول إلى المعلومات بسرعة واتخاذ قرارات بطريقة سهلة. لكن تصميم هذه اللوحات ليس بسيطًا، فهو يحتاج إلى فهم جيد لما يريده المستخدم، وكيف يستخدم التطبيق، وما هي التحديات التي يواجهها.
في هذا المقال، سنتعرف على كيفية تصميم لوحات تحكم مفيدة وسهلة الاستخدام.
ما معنى تصميم لوحات تحكم ولماذا هي مهمة؟
تصميم لوحة التحكم هي واجهة تعرض المعلومات المهمة للمستخدم بطريقة مرتبة وسهلة الفهم. تُستخدم في مجالات كثيرة مثل التجارة، التعليم، والصحة. الهدف منها أن تساعد المستخدم في تنفيذ مهامه دون الحاجة للبحث الطويل أو التشتت.
توجد أنواع مختلفة من لوحات التحكم، منها:
- لوحات الأداء: تتابع مدى التقدم أو الإنجاز.
- لوحات التشغيل: تعرض حالة النظام أو العمليات.
- لوحات التحليل: تساعد في اتخاذ قرارات من خلال تحليل البيانات.
كل نوع يخدم غرضًا معينًا، حسب احتياجات المستخدم.
ذي صلة: تجربة المستخدم ما بين المواقع الإلكترونية وتطبيقات الموبايل
فهم احتياجات المستخدم: البداية الصحيحة
أهم خطوة في تصميم لوحة تحكم ناجحة هي فهم المستخدم. مثلاً:
- مستخدم الموقع يتصفح ويستكشف، وغالبًا لا يكون في عجلة.
- مستخدم التطبيق يريد تنفيذ مهام بسرعة.
- مستخدم لوحة التحكم يعمل غالبًا في بيئة عمل، ويحتاج إنجاز مهام محددة بكفاءة.
كل فئة لها سلوك مختلف، لذلك من المهم أن نفهم هذا السلوك عند تصميم اللوحة.
ذي صلة: ما هي تجربة المستخدم؟
أهم التحديات في تصميم لوحات التحكم
تصميم لوحة تحكم جيدة ليس دائمًا سهلًا، فهناك صعوبات يواجهها المصممون، مثل:
- الازدحام البصري: عندما تكون اللوحة مليئة بالمعلومات، يصعب على المستخدم التركيز.
- تحميل البيانات: إذا تأخرت البيانات في الظهور، يشعر المستخدم بالإحباط.
- سوء التنظيم: يجعل من الصعب إيجاد المعلومات بسرعة.
- اختلاف صلاحيات المستخدمين: يجب أن يرى كل مستخدم فقط ما يخصه.
- غياب التخصيص: من الأفضل أن يستطيع المستخدم تعديل الواجهة لتناسبه.
مبادئ تصميم لوحات تحكم فعالة
لجعل لوحة التحكم سهلة ومفيدة، يجب على المصممين اتباع بعض المبادئ الأساسية:
- وضوح الأولويات: يجب أن تظهر المعلومات الأهم أولًا.
- سهولة التفاعل: كل شيء يجب أن يكون بسيطًا وواضحًا.
- استخدام الرسوم البيانية المناسبة: لتوضيح المعلومات بدلًا من الأرقام الكثيرة.
- تقليل البيانات الظاهرة في وقت واحد: حتى لا يشعر المستخدم بالتعب أو التشتت.
- تصميم بسيط ومنظم: باستخدام ألوان وأيقونات تساعد على الفهم.
التعاون والتعلم من الخبرات
تصميم لوحات التحكم يتطلب فهماً عميقاً لاحتياجات المستخدمين الذين سيتعاملون معها، إذ أن نجاح التصميم يعتمد بشكل كبير على مدى توافقه مع سلوكياتهم وتوقعاتهم. من الضروري أن يبدأ المصمم بدراسة الجمهور المستهدف وتحليل أهدافهم وطبيعة المهام التي يؤدونها من خلال اللوحة. كذلك، فإن العمل ضمن فرق متعددة التخصصات، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، يعزز من جودة التصميم من خلال تبادل الخبرات ووجهات النظر المختلفة، مما يسهم في بناء حلول أكثر شمولاً وفعالية. التعاون والمعرفة الدقيقة بالمستخدمين عنصران أساسيان لتحقيق تجربة استخدام ناجحة في تصميم لوحات التحكم.
أهمية التجربة الحقيقية واختبار التصميم
من المهم جدًا أن يتم اختبار لوحة التحكم مع مستخدمين حقيقيين. هذا يساعد المصممين على معرفة ما الذي يعمل جيدًا وما يحتاج إلى تعديل. المراقبة المباشرة للمستخدم أثناء استخدام اللوحة تكشف تفاصيل مهمة لا تظهر في الاجتماعات أو الخطط.
أدوات تساعد المصممين
هناك أدوات كثيرة تساعد في تصميم لوحات تحكم بسهولة وفعالية، مثل:
- ريلوم ويوزرد: تساعد في بناء تصميم مبدئي (واير فريم) بسرعة.
- فِزلي: تحول الصور إلى عناصر تصميم جاهزة.
- تشارت جي إس: مكتبة تساعد في إنشاء الرسوم البيانية.
خاتمة
تصميم لوحة تحكم ناجحة لا يعتمد فقط على الألوان أو الأشكال، بل على فهم عميق لاحتياجات المستخدم، وتجربة حقيقية تساعد في التحسين. كلما كانت اللوحة مرتبة، بسيطة، وسهلة التفاعل، زادت فرصة أن يحبها المستخدم ويستخدمها بكفاءة.
من خلال الاستماع إلى المستخدمين، ومراقبتهم، وتجربة أدوات التصميم المناسبة، يمكن للمصممين بناء لوحات تحكم تجعل من استخدام التطبيق أو الموقع تجربة سهلة ومريحة للجميع.
استلهمنا مقالنا هذا من إحدى جلسات المنصة بعنوان “فن تصميم لوحة تحكم (Dashboards) متمحورة حول المستخدم”. استضفنا فيها الخبيرة: م. سارة بدري، ومحاورها أ. محمود عبدربه؛ مؤسس منصّة تعلّم كتابة تجربة المستخدم بالعربية. يمكنكم مشاهدة جميع الجلسات على قناتنا على يوتيوب.
