مقدمة في علم معمارية المعلومات (Information Architecture – IA)

محتويات

هل حدث لك أن تصفّحت منتج إلكتروني أو تطبيق ما ووجدت نفسك غير قادر على تمييز المعلومات المهمة نتيجة أنها غير متناسقة وغير مُرتبة بشكل سليم؟ يرجع هذا إلى إهمال دور وعلم معمارية المعلومات (Information Architecture – IA).

في عصر تزايد حجم المعلومات بشكل هائل، أصبح فهم وتنظيم هذا الكم الهائل من البيانات أمرًا ضروريًا لضمان سهولة الوصول وفهم الأنظمة والمحتوى الرقمي. هنا يأتي دور علم معمارية المعلومات (IA) كمفتاح أساسي لتحقيق هذا الهدف.

ما هي معمارية المعلومات؟

علم معمارية المعلومات يعنى بتصميم وتنظيم الهياكل الرقمية وترتيب المحتوى لضمان تجربة مستخدم فعّالة وفعالية في نقل المعلومات. يعتمد هذا العلم على فهم عميق لكيفية تنظيم المعلومات وتصنيفها بطريقة تجعلها مفهومة وسهلة الوصول.

هي عبارة عن علم وفن تنظيم البيانات وتصنيفها سواء كانت هذه المعلومات في موقع إلكتروني أو الكتب وغيرها وذلك بهدف مساعدة المستخدم في الوصول إلى المعلومة التي يريدها بسهولة وبشكل أسرع.

تاريخ معمارية المعلومات

ظهر علم معمارية المعلومات كمجال فرعي داخل علم الحاسوب في أواخر القرن العشرين كرد فعل طبيعي لتزايد حجم المعلومات وتعقيد هياكلها. في البداية، كان التركيز على تطوير وفهم كيفية تنظيم وتصنيف المعلومات بشكل فعّال لتحسين تجربة المستخدم.

في التسعينيات، شهدت معمارية المعلومات تطورًا كبيرًا مع تفشي الإنترنت وزيادة الاعتماد على المحتوى الرقمي. بدأ المصممون والمطورون في العمل على تصميم هياكل معلوماتية تلبي احتياجات مستخدمي الإنترنت بشكل أفضل.

خلال العقد الأخير، أصبحت معمارية المعلومات جزءًا لا يتجزأ من عمليات تصميم وتطوير المواقع والتطبيقات. تركز الجهود على توفير تجارب مستخدم سلسة وفعّالة من خلال ترتيب المحتوى وتيسير الوصول إلى المعلومات.

اليوم، تشهد معمارية المعلومات تطورات مستمرة مع تقدم التكنولوجيا وتزايد حجم البيانات. تمتد تطبيقاتها إلى مجالات متعددة بما في ذلك تصميم واجهات المستخدم، وتحسين تجربة المستخدم، وتنظيم المحتوى الرقمي بشكل شامل.

لعل بداية ظهور هذا المجال كانت في الحضارات المصرية القديمة حيث كان أمناء المكتبات يستخدمونه لكن ليس بالمسمّى الحالي. ومع بداية السبعينات كان مختبر (XEROX Labs) أول من أطلق المسمّى الحالي للمجال وهو (Information Architecture).

أمثلة على معمارية المعلومات

لو أردنا أن نضرب بعض الأمثلة الواقعية على معمارية المعلومات فقد تلاحظها بشكل كبير في:

  • خرائط المترو.
  • اللوحات الإرشادية في المطارات.
  • في السوبر ماركت ومراكز التسوق من حيث تصنيف الأقسام وترتيبها.

لكن تشعبت أهميتها واستخدامها، لتشمل:

المواقع الإلكترونية:

تنظيم هياكل الموقع وتصميم قوائم التنقل لتحسين سهولة التصفح.
توجيه الزوار إلى صفحات ذات صلة من خلال الربط الفعّال بين المحتوى.

تصميم واجهات التطبيقات:

تحديد تدفق البيانات والعمليات داخل التطبيق لضمان تجربة مستخدم سهلة وفعّالة.
تصميم قوائم وأزرار تساعد في توجيه المستخدمين للقيام بالإجراءات المناسبة.
أنظمة إدارة المحتوى:

تنظيم هياكل المحتوى لسهولة البحث واسترجاع المعلومات.
تحديد الصلاحيات وتصنيف المحتوى للحفاظ على أمان وسرية البيانات.
قواعد البيانات:

تصميم قواعد البيانات بشكل منظم لتحقيق كفاءة في استعراض البيانات.
تحديد العلاقات بين الجداول لتحسين أداء استعلامات قاعدة البيانات.

نظم إدارة المحتوى للشركات:

تنظيم مستندات وبيانات الشركة بطريقة منظمة.
توفير أنظمة بحث فعّالة للعثور على المعلومات بسرعة.

نظم المكتبة الرقمية:

تنظيم المصادر الرقمية بشكل فعّال لتيسير الوصول إلى المعلومات.
تصميم نماذج التصنيف لتنظيم المحتوى بشكل هرمي أو غيره.
تظهر هذه الأمثلة كيف يمكن تطبيق معمارية المعلومات في مجموعة متنوعة من السياقات لتحقيق ترتيب وفعالية أفضل للبيانات والمعلومات.

أهمية معمارية المعلومات

تشمل مفاهيم معمارية المعلومات مجموعة من التقنيات والأساليب لتحليل وتصميم الهياكل الرقمية، مع التركيز على توفير تجربة مستخدم فعّالة ومتسقة. يُعَدُّ هذا العلم أساسيًا في عالم الرقمنة الحديث وتصميم واجهات المستخدم لضمان توجيه الزائرين بسهولة وفعالية في الفضاء الرقمي.

  • مساعدة المستخدم على التنقل بشكل سلس في الموقع/المنتج/التطبيق.
  • طريقة فعّالة لترتيب المحتوى للمستخدم.
  • تحقيق مبدأ قابلية الوصول.

اجعلها سهلة وبسيطة، لكن مهمة في نفس الوقت.

دون درابر.

إن التصميم الجيّد دائماً ما يخلق لغة تواصل بين منتجك والمستخدمين لمساعدتهم على حل المشاكل التي تواجههم.

آمان چوبتا.

مقارنة بين تجربة المستخدم (UX) ومعمارية المعلومات (IA)

 

تجربة المستخدم ومعمارية المعلومات
تجربة المستخدم ومعمارية المعلومات

في كتاب “Information Architecture for the World Wide Web” للمؤلفين Peter Morville و Louis Rosenfeld، يتم استعراض عدة عناصر رئيسية لمعمارية المعلومات. إليك بعض هذه العناصر:

1- التنظيم (Organisation)

وله عدة أنواع:

  • التنظيم الهرمي: يساعد المستخدم على تحديد العناصر المهمة.
  • التنظيم التسلسلي: إنشاء رحلة أو طريق للمستخدم في عملية إنهاء الشراء لمنتج في متجر رقمي.
  • التنظيم بواسطة المصفوفة: يكون قريب من التسلسلي وفيه حرية للمستخدم من حيث اختيار الأولويات مثل الترتيب الأبجدي ويعتمد هذا التنظيم على الفئة المستهدفة.

2- الوسوم أو التسمية (Tags)

تبسيط المعلومات وجمع العديد من المجموعات والمحتوى لكلمات بسيطة لجعلها أسهل للوصول، مثل: صفحة التواصل.

3- التنقل (Navigation)

عبارة عن عدد من الأفعال والإجراءات والتصاميم التي ترشد وتوجه المستخدم لطريقة استخدام الموقع/التطبيق وتحقيق الهدف المطلوب بنجاح. ويوجد منه نوعان:

  • التنقل على مستوى الموقع.
  • والتنقل على مستوى إجراء أو مهمة معينة.

4- البحث (Search)

مثلاً ماذا لو أن المواقع الكبيرة والمشهورة لم توفر ميزة البحث سواءً عن المنتجات أو المقالات… إلخ. بالتأكيد سيكون الوضع سيء جداً بالنسبة لك كمستخدم ولن تستطيع الحصول على ما تبحث عنه بسهولة.

مبادىء علم معمارية المعلومات

وقبل الحديث عن هذه المبادئ إليك مجموعة من النقاط الهامة:

  • بناء معمارية المعلومات يجب أن يكون منظم وليس عشوائي.
  • عند بناء وتحديد معمارية المعلومات يجب أخذ المستخدم النهائي في الاعتبار والفئة المستهدفة وشخصياتهم.
  • تستخدم المبادئ لتصميم معمارية معلومات فعالة.
  • هذه المبادىء أنشأها Dan Brown لمساعدة المصمم لتصميم معمارية معلومات مفيدة.

1- مبدأ أن المحتوى عبارة عن كائن

تحديد المحتوى الذي يتم عرضه في المنتج أمر مهم مثل تحديد طريقة عرض المحتوى وسلوكه الذي يتفاعل معه المستخدم.

2- مبدأ الخيارات

تعدّد الخيارات بالنسبة للمستخدم يؤدي لنتائج سلبية ويسبب الإرهاق عند الاختيار. لذا فالحل هو وضع خيارات بشكل منطقي ومحدود للمستخدم.

3- مبدأ الوضوح

اعرض معلومات عن المحتوى على هيئة نبذة مختصرة تساعد المستخدم في فهم المحتوى بشكل أفضل.

4- مبدأ الأمثلة

ترتيب المعلومات حسب طبيعة البشر وطريقة تفكيرهم واهتماماتهم، هناك من يهتم بالرياضة وآخرون يهتمون بالتسوق.. وهكذا.

5- مبدأ الباب الأمامي

في هذا المبدأ يفترض براون أن المستخدم يأتي إلى الصفحة عن طريق صفحات أخرى وليس الصفحات الرئيسية.

6- مبدأ التصنيفات

هذا المبدأ يعتمد على تصنيفات متعددة لمستخدمين محددين.

7- مبدأ التنقل المركز

يركّز هذا المبدأ على البساطة في ترتيب المحتوى الذي يناسب المستخدم واحتياجاته.

8- مبدأ التوسع والنمو

ينبغي الأخذ في الاعتبار المتغيرات المستقبلية التي ستطرأ على المحتوى وبالتالي تصميم معمارية المعلومات بناءاً على ذلك.

أهم إجراءات تصميم معمارية المعلومات

تعتبر عملية تصميم علم معمارية المعلومات منهجية شاملة تهدف إلى تنظيم وترتيب المعلومات بشكل فعال لتحسين تجربة المستخدم وسهولة الوصول إلى المحتوى. إليك بعض الإجراءات الأساسية في هذه العملية:

1- تحديد أهداف المشروع.

2- تحديد أهداف المستخدمين.

3- تحليل المنافسين.

4- تحديد المحتوى المناسب.

خطوات تصميم معمارية المعلومات

تصميم معمارية المعلومات هو عملية تتطلب تحليلًا دقيقًا وتفاعلًا مع احتياجات المستخدمين والهدف الرئيسي للموقع أو التطبيق. إليك خطوات رئيسية لتصميم معمارية المعلومات:

1- تجميع وترتيب المحتوى (Card Sorting).

2- الاختبارات (Testing).

ومن أمثلتها:

  • اختبار (Treas testing): يحدّد إذا ما كان اختيارنا للمسميات والتصنيفات مناسب للمستخدم أم لا.
  • اختبار (Closed card sorting): تحديد تصنيفات معينة للقوائم وإتاحة الحرية للمستخدم من خلال وضع العناوين الفرعية المناسبة في وجهة نظره للتصنيف المناسب لها.
  • اختبار (Click test): اختبار لواجهة الاستخدام (UI) وما هي العناصر الأكثر تفاعلاً والعناصر الأقل تفاعلاً.
  • اختبار (Usability test): تحديد  الطريقة التي يتبعها المستخدم لاستخدام موقعك أو منتجك.

أهمية معمارية المعلومات بالنسبة للمستخدم

معمارية المعلومات تلعب دورًا في تحسين تجربة المستخدم، وتوفير بيئة رقمية تجعل الوصول إلى المعلومات أسهل وأكثر فعالية. إليك أهمية معمارية المعلومات بالنسبة للمستخدم:

  • البحث عن أشياء يعرفها المستخدم.
  • الاستكشاف والإلهام.
  • البحث المكثف 
  • إعادة البحث.

أهمية معمارية المعلومات للأعمال

تكمن أهمية معمارية المعلومات للأعمال في عدة جوانب تؤثر إيجابياً على الفعالية والنجاح العام للمؤسسات. إليك بعض النقاط التي تبرز أهميتها:

  • توفير الوقت والتكلفة.
  • التأثير على حجم المبيعات.
  • الحصول على مستخدمين جدد.
  • تقليل تكاليف التسويق والترويج.
  • تحسين المحتوى من خلال (SEO).
  • تقليل تكاليف الدعم وحل المشاكل.

مصادر ملهمة في مجال معمارية المعلومات

لمن يريد التعمّق أكثر في مجال معمارية المعلومات ننصح بهذه المصادر كبداية:

1- كتاب information architecture:

كتاب “Information Architecture for the World Wide Web” هو من تأليف Peter Morville و Louis Rosenfeld، ويُعد من الكتب الرئيسية في مجال معمارية المعلومات. يركز الكتاب على كيفية تصميم وتنظيم الهياكل المعلوماتية للمواقع على شبكة الإنترنت لتحقيق تجارب مستخدم فعّالة.

يتناول الكتاب مواضيع متنوعة مثل تحليل احتياجات المستخدمين، وتصميم تصنيفات فعّالة، وتطبيق تقنيات البحث، وبناء خرائط المواقع. كما يتحدث عن كيفية توفير تجارب مستخدم سلسة وملهمة من خلال هياكل معلومات متقدمة.

الكتاب يقدم أمثلة عملية ودراسات حالة توضح كيف يمكن تحسين تصميم المواقع وترتيب المحتوى لتحقيق أقصى استفادة للمستخدمين. يُعتبر الكتاب مرجعًا هامًا للمهنيين في مجال تصميم وتطوير المواقع والتطبيقات الإلكترونية.

2- كتاب how to make sense of any mess:

كتاب “How to Make Sense of Any Mess” هو من تأليف أبي كوز. يعتبر هذا الكتاب دليلًا عمليًا لفهم وتصحيح الفوضى في الأفكار والبيانات والمعلومات في مختلف السياقات. يستعرض الكتاب أسس معمارية المعلومات ويقدم أدوات وأساليب لترتيب وتصميم البيانات بشكل فعّال.

يتحدث الكتاب عن كيفية فهم الفوضى وتحديد أسبابها، ثم يقدم استراتيجيات وأساليب لتنظيم المعلومات بشكل منطقي. يشمل الكتاب أيضًا دراسات حالة وأمثلة عملية توضح كيف يمكن تحسين تصميم المعلومات لجعلها أكثر فهمًا ووصولًا.

يُعتبر “How to Make Sense of Any Mess” مصدرًا قيمًا للأفراد الذين يتعاملون مع كميات كبيرة من المعلومات ويرغبون في تحسين تنظيمها وفهمها بشكل أفضل.

أو يمكنك اختصار وقتك وجهدك لنعطيك معلومات وأدوات قابلة للتطبيق بعد انضمامك لإحدى دورات منصتنا. كل المعلومات باللغة العربية لمساعدتك بتطبيقها ضمن مجتمعنا العربي بكل بساطة وبشكل متناسب مع بلادنا العربية.

تلخيص ما سبق: معمارية المعلومات ذات أهمية كبيرة وإهمالها في مشروعك أو منتجك سيكلفك الكثير من الخسائر ويفقدك الكثير من العملاء الذين لم يجدوا في موقعك ترتيباً صحيحاً للعناصر والمعلومات وبالتالي يبحثون عن المنافسين ومنتجاتهم.

تنويه: هذا المقال خلاصة ما تم عرضه في جلسة من جلسات المنصّة بعنوان “مقدمة في علم معمارية المعلومات” استضفنا فيها أ. سارة محمد متخصصة في تصميم تجربة المستخدم UX/UI وأدار الجلسة أ. محمود عبدربه مؤسس منصّة كتابة تجربة المستخدم بالعربية.

يمكنك مشاهدة الجلسة على قناتنا على اليوتيوب.

نمّي مهاراتك وطوّر مسارك المهني بدورات مقدمّة من خبراء

الدورة التأسيسية في كتابة تجربة المستخدم

ابدأ في تعلّم أساسيات كتابة تجربة المستخدم، وتأهل لتصبح كاتب تجربة مستخدم في سوق العمل.

الدورة المتقدّمة في كتابة تجربة المستخدم

احترف كتابة تجربة المستخدم وتصميم المحتوى، وانضم إلى نخبة من المميزين في سوق العمل.