تشير الدراسات إلى أن المستخدم العادي لوسائل التواصل الاجتماعي يتعرّض لما يقارب 54000 كلمة في اليوم، وسط كل هذا الكم الهائل من الكلمات التي تقاتل بشراسة لتنجح في جذب انتباه المستخدمين، أصبحت الكتابة الجيّدة أكثر أهمية من أي وقت مضى، لكن كيف السبيل إلى معرفة هل النصوص التي أكتبها جيّدة أم لا؟ هنا يأتي دور اختبار المحتوى في كتابة تجربة المستخدم (A/B Testing).
تعريف اختبار المحتوى في كتابة تجربة المستخدم
هو عبارة عن أسلوب لتقييم منتج/تطبيق/موقع من خلال الاعتماد على آراء مستخدمين حقيقيين. ويتضمن:
- إنشاء خطة.
- تطوّع المستخدمين لإجراء الاختبار.
- البدء في إجراء وتنفيذ الاختبارات.
تأتي بعد ذلك مرحلة تحليل النتائج التي توصّلنا إليها نتيجة هذه الاختبارات واكتشاف نقاط القوة والضعف في المنتج. مثلاً في أي موضع/مكان قام المستخدم باتخاذ إجراء؟ هل استجاب للمحتوى الذي تعرّض له في المنتج أم لا؟ ما هي النصوص التي أحس فيها بالارتباك وعدم وضوح المطلوب منه؟
الفكرة الرئيسية من اختبار المحتوى هي تقديم نسخة من المنتج – بدون رسومات أو تصميم – للمستخدم الذي تطوّع لإجراء الاختبار ومن ثمّ يقوم كاتب تجربة المستخدم (UX Writer) بطرح الأسئلة عليه والتي بدورها ستعطي الكاتب رؤية واضحة حول مدى فعالية النسخة الحالية. قد يطلب من المستخدمين المشاركين في الاختبار تسليط الضوء على النصوص التي تشعرهم أن المنتج يلبّي احتياجاتهم والعكس صحيح فقد يطلب منهم الإشارة إلى النصوص التي وجدوها مُزعجة أو غير مفهومة بالنسبة لهم مع توضيح السبب.
ذات صلة: ما هو الفرق بين كاتب المحتوى وكاتب تجربة المستخدم؟
أهمية إجراء اختبار المحتوى في كتابة تجربة المستخدم
منذ عدة أعوام أثناء عملى في شركة أوليكس (دوبيزل سابقاً) قمنا بتنفيذ ورشة عمل تقنية لمجموعة من الشباب في محافظة أسيوط في جنوب مصر حيث كان معنا أعضاء من الفريق التقني وكانت مهمتهم هي إنشاء استبيان ورقي وتوزيعه على المستخدمين.
يحتوي هذا الاستبيان على عدة أسئلة بخصوص طريقة استخدام المنصة: ما الذي يثير غضب المستخدمين أو رضاهم؟ كيف يرون جملة معينة؟ وكيف يتفاعلون مع الأزرار؟ وخلصت نتائج الاستبيان إلى معرفة السبب الذي جعل بعض المستخدمين من هذه المنطقة لا يكملون إتمام عملية إضافة المنتج الذي يريدون بيعه على المنصة. هذه الاستبيانات وفرت وقتاً وموارد كبيرة للشركة وقتها.
من ذلك يتضح لنا أهمية اختبار المحتوى في كتابة تجربة المستخدم ودعونا نلخصها في نقاط:
- تحديد نطاق المحادثة التي تحتاج إلى تصميمها ويتفاعل معها المستخدم.
- فهم اللغة والنبرة والصوت (Voice & Tone) التي يجب استخدامها مع العملاء من خلال فهم اللغة التي يستخدمونها.
- معرفة المعلومات التي يحتاجها المستخدمون لحالات استخدام معينة في المنتج.
- اكتشاف المفردات والنصوص الأكثر تأثيراً على المستخدم سواءً بالإيجاب أو بالسلب.
- الكشف عن الكلمات والجُمل التي تسبب ارتباك للمستخدم وعدم وضوح المطلوب فعله.
- اكتشاف الكلمات والجُمل المتكررة والتي تصيب المستخدم بالملل والإحباط.
- تجربة بعض الكلمات والجُمل التي يستخدمها المنافسين واختبار تأثيرها على مستخدم منتجك ومدى فعاليتها.
ذات صلة: كل ما تريد معرفته عن النبرة والصوت في كتابة تجربة المستخدم
مثال على أهمية اختبار المحتوى في كتابة تجربة المستخدم
جميعنا يعرف موقع خمسات الشهير لبيع وشراء الخدمات المُصغّرة، دعونا نلقي نظرة على الموقع وقت إطلاقه سنة 2011 مقارنة بالنسخة الحالية:
هل لاحظت الفرق الشاسع في النصوص والجُمل المستخدمة في النسختين؟ في النسخة القديمة ستجد الكثير من الكلمات والنصوص الغريبة والتي تسبب ارتباك للمستخدم مثل “الأوسمة” و “فرصة إعلانية”. وبالتالي يشعر المستخدم بعدم الارتياح أثناء تصفحه للموقع مما يضطره في النهاية للمغادرة دون عودة.
والآن ألقِ نظرة متأملة على النسخة الحالية للموقع. ستجد تطوراً مذهلاً في الاهتمام باختيار الكلمات والنصوص التي تناسب المستخدم وتلبّي احتياجاته. كيف نجح الموقع في التحول الرهيب من النسخة القديمة إلى تلك النسخة الناجحة؟ بالتأكيد قام المسؤولون عن الموقع بإجراء اختبارات مستمرة على محتوى الموقع حتى وصلوا إلى هذه النسخة النهائية التي نجحت في تحقيق أهداف المشروع.
تلخيص ما سبق: اختبار المحتوى في كتابة تجربة المستخدم يساعد بشكل كبير في معرفة الكلمات والنصوص التي يستجيب لها المستخدمين ويتفاعلون معها.