لنفهم الشخصية الأولية؛ علينا العودة قليلاً لتاريخها؛ كلمة (Persona) مشتقة من كلمة لاتينية تعني “قناع”. استُخدمت في البداية، لوصف دور أو شخصية يقوم بها ممثل، ويُعتقد أنها مشتقة من كلمة (Personage) التي كانت تعني خلال الحقبة الذهبية “الصوت المنبثق أو المنتشر”. كان يستخدمه الممثلون من خلال توجيه أصواتهم من خلال فوهة على المسرح مما يسمح بزيادة الطاقة على المسارح الكبيرة ضمن الهواء الطلق.
أما اليوم؛ يتم تطبيقها ضمن تجربة المستخدم؛ حيث تكون الشخصية هي قناع المستخدم الحقيقي؛ ليصبح اسمها “سمات الشخصية _ Persona”.
قبل البدء هل تعرف ما هي مواردنا التي نقدّمها لك مجاناً؛ لتتعلم كتابة تجربة المستخدم؛ يمكنك الإطلاع عليها من خلال مقالنا، بعنوان: 6 موارد مجانية لتتعلم كتابة تجربة المستخدم وتصميم المحتوى.
أهمية تحديد وإنشاء سمات الشخصية (Persona)
يتطلب مستوى المنافسة في السوق بناء منتجات أفضل للمستخدم.من خلال تحسين سهولة الاستخدام ووظائف المنتجات الرقمية.
شخصيات تجربة المستخدم هي أدوات تساعد في فهم ما يرغب فيه المستخدمون وما يتوقعونه من منتج أو خدمة رقمية معينة. تُمثل أهداف وسلوكيات المستخدمين المحتملين، مما يساعدنا في اتخاذ القرارات الصائبة خلال عملية تطوير المنتج أو الخدمة الرقمية. كما أنها تساعد في تنظيم التصميم الذي ننشئه لضمان سهولة استخدامه وجعله ملائماً لاحتياجات المستخدمين قدر الإمكان. بمعرفة عميقة لاحتياجاتهم وتفضيلاتهم، يمكننا بناء منتجات متميزة ذات جودة عالية تلبي تلك الاحتياجات بشكل فعال.
الآن، لننتقل إلى الحديث عن “الشخصية الأولية”.
الشخصية الأولية (Proto-Personas)
تعتمد الشخصيات الأولية على تخمينات فريق الأبحاث والمطورين، حيث تكون نسخة أولية “منخفضة الدقة” عن سمات الشخصية؛ كما أنها عامة وشاملة. يتم التحقق منها عند البدء بوضع البيانات الفعلية التي سيتم العمل عليها.
يمكن تعريف الشخصية الأولية بأنها مجموعة من الأبحاث الأولية وبعض التكهنات عن سمات المستخدم؛ فقط لتوضيح ماهية الجمهور المستهدف واحتياجاتهم وسلوكهم.
لذا؛ يتم الاعتماد عليها ضمن العروض التقديمية وشرح فكرة المشروع أمام المساهمين فيه؛ ليتكون لديهم صورة أوليّة عنه. لكن تحديد السمات يكون أكثر تخصيصاً ودقة.
كيفية إنشاء الشخصية الأولية في تصميم المنتجات الرقمية
تعدّ الشخصية الأولية تمثيل مبسط للمستخدم المثالي أو العميل المحتمل للمنتج الرقمي، تساعد في تحديد احتياجاتهم وتوقعاتهم ومشاكلهم وأهدافهم. إنشاء الشخصية الأولية يتطلب عدة خطوات، منها:
- جمع المعلومات عن الجمهور المستهدف، من خلال البحث عبر الإنترنت والمقابلات والاستبيانات والتحليلات.
- تحليل البيانات وتحديد الأنماط والاتجاهات وأوجه الشبه بين المستخدمين.
- تحديد السمات الأساسية للشخصية الأولية، مثل الاسم والعمر والجنس والمهنة والموقع والميزانية والمشاكل والحلول والدوافع والقيّم.
- تصميم الشخصية الأولية بشكل مرئي ؛ باستخدام الصور والرموز والألوان والخطوط والنصوص.
- اختبار وتقييم الشخصية الأولية وتحديثها بناء على التغييرات والتطورات في السوق وتصميم المنتج الرقمي.
هذه هي الخطوات الأساسية لإنجاز الشخصية الأولية في تصميم المنتجات الرقمية، تساعد في تحسين تجربة المستخدم وزيادة فرص نجاح المنتج.
أهمية الشخصية الأولية في تصميم المنتجات الرقمية
أهمية الشخصية الأولية في تصميم المنتجات تكمن فيما يلي:
- المساعدة في التحقق من صحة الافتراضات والقرارات التي يتخذها فريق التصميم.
- تطوير الأولويات والميزات والوظائف عندما تتعارض الأفكار مع الموارد أو الوقت المحدد للتصميم والإطلاق.
- تحسين تجربة المستخدم وزيادة رضاه وولائه.
- تساعد في تمييز المنتج عن المنافسين وزيادة فرص نجاحه في السوق.
إذا كنت تريد معرفة كيفية عمل الأبحاث في تصميم المنتجات الرقمية، يمكنك قراءة هذه المقالة بعنوان: كيفية عمل أبحاث كتابة تجربة المستخدم UX Writing Research.
كيفية تحديد الشخصية الأولية (Proto-Persona)
يعتبر تحديد الشخصية الأولية؛ عملية تحديد ووصف الشخصية المثالية للمستخدم أو العميل الذي يستهدفه المنتج أو الخدمة. تساعد في فهم أهداف وميول هذه الشخصية، وبالتالي تصميم منتج أو خدمة تلبي توقعاتها وتحقق رضاها.
هناك عدة طرق لتحديد الشخصية الأولية، منها:
- استخدام اختبارات الشخصية الموجودة على الإنترنت، أو أنماط الشخصية التي يكشفها مؤشر مايرز بريغز، التي تعمل على تصنيف الشخصيات إلى 16 نوعا مختلفاً بناءً على مجموعة من الأسئلة والخيارات.
- استخدام طريقة تحليل الشخصيات بالملاحظة، التي تراقب أسلوب وسلوك وحركات ومظهر وميول الشخص، واستنتاج صفات شخصيته منها، ننصحك بقراءة كتاب “سيكولوجية الجماهير” لمعرفة تحليل الجماهير وميولهم.
- استخدام طريقة تحليل الشخصيات بالاستماع، من خلال الانتباه إلى طريقة ونبرة ومحتوى كلام الشخص، وتحديد ما إذا كان منطوياً أو منفتحاً؛ وما إذا كان يستخدم الحواس أو العقل أو القلب في التعبير عن نفسه.
تحدثنا عن بعض الطرق التي يمكن استخدامها لتحديد الشخصية الأولية، لكن عليها أن تكون مبنية على بحث وتحليل وموضوعي، وليس على افتراضات عامة بعيدة عن هدف المشروع.
لتتعرف أكثر على أهمية علم النفس في عملية تصميم المنتجات الرقمية وتجربة المستخدم؛ يمكنك مشاهدة هذا الفيديو على قناتنا على اليوتيوب؛ بعنوان: علم النفس في المنتجات الرقمية.
كيف يمكن تحديد مشاكل وأهداف المستخدم في إطار الشخصية الأولية؟
يعدّ تحديد مشاكل وأهداف المستخدم في إطار الشخصية الأولية عملية تحليل الاحتياجات والتوقعات والمعوقات والحلول المتعلقة بالمستخدم المثالي للمنتج أو الخدمة. تساعد في تحديد القيمة التي يمكن أن يقدّمها المنتج أو الخدمة للمستخدم، وكيفية تحسين تجربته ورضاه عنها.
هناك عدة خطوات لتحديد مشاكل وأهداف المستخدم، منها:
- جمع المعلومات عن المستخدمين المحتملين، من خلال البحث، ومعرفة ما هي مشاكلهم ورغباتهم ومعاييرهم.
- تحليل البيانات وتحديد الأنماط بين المستخدمين، وتصنيفهم إلى فئات أو شرائح مختلفة بناء على معايير محددة.
- اختيار فئة أو شريحة مستخدمين تمثل الشخصية الأولية، التي تعبر عن الجمهور المستهدف للمنتج أو الخدمة، بالتالي تمثل فرصة وقيمة أكبر للمشروع.
- تحديد الأهداف الرئيسية للشخصية الأولية، مثل النتائج المرجوة أو المطلوبة من استخدام المنتج أو الخدمة، التي بدورها تحل مشاكلهم أو تلبي حاجاتهم أو تحقق رغباتهم.
- تحديد المشاكل الرئيسية للشخصية الأولية، من العوائق أو الصعوبات أو النقاط السلبية التي تواجههم في تحقيق أهدافهم، لتقديم حلول أو تحسينات.
تساعد هذه الخطوات في تصميم منتج أو خدمة رقمية تلبي توقعات المستخدم وتزيد من فرص نجاحه في السوق.
الفرق بين الشخصية الأولية (Proto-Personas) وسمات المستخدم (Persona’s)
تستخدم الشخصية الأولية “Proto-Personas” لتمثيل المستخدمين المحتملين للمنتج الرقمي بناءً على الافتراضات والمعرفة الحالية للمصممين وفريق الأبحاث. تساعد على تحديد الاحتياجات والأهداف الأساسية للمستخدمين دون الحاجة إلى إجراء بحوث مستفيضة أو مكلفة. تعتبر نقطة انطلاق لتطوير سمات المستخدم “Personas” الأكثر دقة وتفصيلاً.
تستخدم سمات المستخدم “Personas” لتمثيل المستخدمين النموذجيين للمنتج الرقمي بناءً على البيانات والأبحاث الحقيقية. تساعد على فهم الاحتياجات والأهداف والسلوكيات والمشاكل والحوافز والسياقات المختلفة للمستخدمين. تعدّ أداة قوية لتوجيه عملية التصميم وكتابة تجربة المستخدم.
يكمن الفرق بين الشخصية الأولية وسمات المستخدم في مصدر المعلومات ومستوى التفاصيل والدقة. حيث تعتمد الشخصية الأولية على الافتراضات والمعرفة السطحية لمضمونها، تكون بسيطة وسريعة الإنشاء، لكنها تحتاج إلى التحقق منها والتحديث باستمرار. أما سمات المستخدم تعتمد على البيانات والأبحاث الواقعية للمستخدمين، تكون مفصلة ودقيقة، لكنها تحتاج إلى وقت وجهد أكبر لإنشائها.
استخدام سمات الشخصية Personas في تصميم المنتجات الرقمية
تعدّ أداة قوية لتوجيه عملية التصميم وكتابة تجربة المستخدم على حد سواء. إنشاء سمات شخصية المستخدم عامل مهم لنجاح أي منتج رقمي.
يتم استخدام شخصيات المستخدمين في تصميم المنتجات الرقمية بالخطوات التالية:
- جمع البيانات والمعلومات عن المستخدمين المحتملين للمنتج الرقمي من خلال مقابلات أو استبيانات أو ملاحظات أو تحليلات عبر الإنترنت أو غيرها من الطرق البحثية.
- تحليل البيانات والمعلومات واستخراج الأنماط والاتجاهات والفئات الرئيسية للمستخدمين.
- إنشاء شخصيات متميزة ومفصلة تمثل كل فئة من المستخدمين، تتضمن توفير الاسم والسيرة الذاتية والمشاكل والحلول والاقتباسات والسيناريوهات وغيرها من العناصر؛ التي تزيد من الواقعية والتعاطف معهم.
- استخدام شخصيات المستخدمين كمرجع ومصدر للإلهام في عملية التصميم والتطوير والاختبار والتقييم للمنتج الرقمي، من ثم التأكد من مطابقته لتوقعات ورضا المستخدمين.
أفضل الطُرق لجمع بيانات المستخدم
تعتمد أفضل الطرق لجمع بيانات المستخدم على نوع وهدف وميزانية البحث. مع ذلك يمكن تصنيف طرق جمع البيانات إلى طرق أولية وثانوية.
- الطرق الأولية: هي الطرق التي تتطلب جمع البيانات مباشرة من المستخدمين أو المشاركين في البحث. توفر بيانات حديثة وحصرية ومخصصة لهدف المشروع. تشمل الطرق الأولية الاستبيانات والمقابلات والملاحظات ومجموعات التركيز والتجارب.
- الطرق الثانوية: هي الطرق التي تتطلب استخدام البيانات التي تم جمعها مسبقاً من مصادر أخرى. توفر بيانات موجودة ومتاحة وسهل الوصول إليها. تشمل تحليل البيانات الإحصائية والتقارير والمقالات والكتب والمواقع الإلكترونية.
لتحديد أفضل الطرق لجمع بيانات المستخدم، على الباحث مراعاة عوامل مثل الهدف والجمهور والزمن والتكلفة والجودة والكمية والتحليل. كما ينبغي على الباحث إتباع الخطوات التالية:
- حدد أهداف البحث والأسئلة الرئيسية التي تريد الإجابة عليها.
- حدد النوع والحجم والتنوع والموقع الجغرافي للمستخدمين الذين تريد جمع البيانات منهم.
- اختر الطريقة أو الطرق المناسبة لجمع البيانات بناءً على المعايير المذكورة أعلاه.
- صمم واختبر من خلال أدوات جمع البيانات مثل الاستبيانات أو البروتوكولات أو الأدلة.
- جمع وتخزين وتنسيق وتحليل البيانات التي تم جمعها.
- تقييم وتقديم وتبادل نتائج البحث مع فريق عمل المشروع الرقمي.
ما هي الأخطاء الشائعة في جمع بيانات المستخدِّم؟
جمع بيانات المستخدِّم خطوة مهمة ضمن المشروع الرقمي، لكن قد تحتوي على بعض الأخطاء التي تؤثر على جودة ومصداقية البيانات. بعض الأخطاء الشائعة في جمع بيانات المستخدِّم:
- استخدام أدوات غير مناسبة لجمع البيانات، أو عدم التأكد من صلاحية وموثوقية الأداة المستخدمة.
- عدم وضع معايير واضحة لتحديد الفئة المستهدفة المناسبة للمشروع الرقمي.
- إغفال تدقيق البيانات بعد جمعها للتأكد من صحتها وسلامتها، أو عدم التعامل مع البيانات الناقصة أو الزائدة أو المتناقضة.
- الإبتعاد عن الالتزام بإجراءات السرية والحفاظ على الخصوصية وحماية بيانات المشاركين لمنع تسريبها أو استخدامها بشكل غير أخلاقي.
- عدم تنظيم البيانات بشكل مناسب ومنظم في قواعد البيانات، أو استخدام أساليب غير مناسبة لتخزين ومعالجة وتحليل البيانات.
- عدم وضع معايير واضحة لتحليل البيانات، أو استخدام أساليب تحليل غير مناسبة أو غير دقيقة، أو عدم مراجعة وتدقيق النتائج والاستنتاجات.
لتجنب هذه الأخطاء، على الباحث إتباع خطوات منهجية ودقيقة لجمع وتحليل البيانات، والاستعانة بالمصادر والأدوات الموثوقة والمعتمدة.
للاستفادة وزيادة المعلومات يمكنك قراءة مقال: 5 أخطاء شائعة تجنبها عند بناء شخصية المستخدم (User Persona).
في ختام مقالنا؛ يمكننا القول أن إنشاء الشخصية الأولية وسمات شخصية المستخدم وسيلة هامة؛ لبناء المنتجات الرقمية وفقاً لما يحتاجه المستخدم؛ لكن من الأهم دمج أساليب البحث المختلفة طوال عملية التصميم؛ للوصول إلى أهداف المشروع؛ كما يمكنك حجز مقعدك في دوراتنا لتعرف أكثر عن كتابة تجربة المستخدم؛ وكيفية إنشاء سمات المستخدم ضمن إطار عمل يحقق نجاح عملك ومشاريعك.