عندما تسأل مستخدم معين عن الخطوات التي سيتخذها إذا قرر شراء منتج ما على موقع إلكتروني سيخبرك بكل تأكيد، لكن عندما تقرر تحليل ومراقبة خطواته وتحركاته داخل الموقع ستكتشف الكثير من الخطوات التي تجاهلها المستخدم في إجابته حيث أهمل دون قصد ذكر بعض التفاصيل والخطوات الأخرى الصغيرة. من هنا جاءت أهمية اختبار قابلية الاستخدام (Usability Test).
“ما يفعله المستخدمون وما يقولون أنهم يفعلونه أمران مختلفان تماماً”
مارجريت ميد
كنا قد تحدثنا من قبل عن أهمية قابلية الاستخدام في كتابة تجربة المستخدم (UX Writing) ونشرنا مقالاً عنها بعنوان:
كل ما تريد معرفته عن قابلية الاستخدام (USABILITY)
واليوم نتحدث عن الخطوات اللازمة لتنفيذ اختبار قابلية الاستخدام.
ما هو اختبار قابلية الاستخدام (Usability Test)
المقصود باختبار قابلية الاستخدام دراسة مدى سهولة استخدام مجموعة مختارة من المستخدمين لتصميم معين، بمعنى آخر هو بمثابة إمساك المستخدمين متلبّسين بأفعالهم وتقديم معلومات ذات علاقة وثيقة بالسياق. يُجيب اختبار قابلية الاستخدام عن سؤال أو مجموعة أسئلة محددة.
متى يجب إجراء اختبار قابلية الاستخدام
تختلف الفترة الزمنية التي يجب عندها إجراء اختبار قابلية الاستخدام إلا أنه من الأفضل إجراءه في جميع المراحل الأساسية للتطبيق أو المنتج الرقمي. يمكن إجراء اختبار قابلية الاستخدام حتى قبل إطلاق المنتج، وكلما بدأت في الاختبار مبكراً تفاديت الأخطاء والمشكلات ووفرت الكثير من الوقت والجهد والمال.
مَن المسؤول عن إجراء اختبار قابلية الاستخدام
في أغلب الأحوال تقع مهمة إجراء اختبار قابلية الاستخدام على عاتق مصمم تجربة المستخدم (UX Designer)، لكن من المعروف أن عملية الاختبار صعبة لذا يُفضّل أن يستعين المصمم بمساعد آخر يتولّى بعض المهام المرتبطة بعملية الاختبار.
خطوات تنفيذ اختبار قابلية الاستخدام
في اختبار قابلية الاستخدام يقول العلم أن أفضل النتائج تلك التي تأتي من الاختبار والتصميم المتكرر. ابدأ بإجراء الاختبار على 5 مستخدمين ثم أعد الاختبار مرة أخرى لكن على 5 مستخدمين مختلفين وهكذا إلى أن تصل إلى نسخة نهائية بها نسبة قليلة جداً من الأخطاء ويمكن الاعتماد عليها والتأكد من أنها تفيد المستخدم وتلبّي احتياجاته.
هنا قد تسأل: لماذا أختار 5 مستخدمين بالتحديد؟ والجواب لأن إجراء اختبار على أكثر من 5 مستخدمين ستلاحظ أن النتائج أصبحت تتكرر. لذا توفيراً للوقت والمجهود يتم إجراء الاختبار على 5 مستخدمين فقط وتفادي تكرار النتائج.
نأتي الآن إلى الخطوات الواجب اتباعها عند إجراء اختبار قابلية الاستخدام، وهي كالآتي:
1- كتابة سؤال البحث
يجب أن يكون سؤال البحث واضحاً ويمكن قياسه.
2- تجهيز المشاركين
لا بد قبل إجراء الاختبار من تجهيز المستخدمين المشاركين أولاً وأن يكون لديك خطة واضحة لمراحل الاختبار.
3- موقع الدراسة
بعض الاختبارات يمكن تنفيذها عن بُعد وتوجد آليات وتقنيات مخصصة لذلك، والبعض الآخر تُنفّذ بالطريقة الاعتيادية وتعتمد على الحضور.
4- استقطاب المستخدمين
من المهم أن تعرف الفئة المناسبة التي يجب أن تُجري عليها اختبار قابلية الاستخدام. فلا يمكن أن ترسل الاختبار لأحد أصدقاءك مثلاً أو أحد أفراد عائلتك بل عليك إجراء الاختبار على الفئة المستهدفة وتستطيع تحديدهم بأكثر من وسيلة مثل:
- شخصية المستخدم (User Persona)
- تصفية المشاركين: عن طريق إنشاء مجموعة من الأسئلة للمستخدمين المحتملين وإرسالها لهم للإجابة عليها.
- خلق دافع ومحفّز يشجّعهم على المشاركة في الاختبار.
5- كتابة أهداف ومهام الاختبار
قد تكون أهدافك من إجراء اختبار قابلية الاستخدام مثل:
- قابلية الاكتشاف: أن يكتشف المستخدم بعض المميزات بنفسه دون مساعدة.
- قابلية الإيجاد: أن ينجح المستخدم في إيجاد الميزة المحددة في المنتج بنفسه.
- سهولة الاستخدام: أن يستطيع المستخدم التنقل داخل المنتج بسهولة دون مواجهة أية مشكلات.
وتنقسم مهام اختبار قابلية الاستخدام إلى عدة أنواع منها:
- مهام موجهة: وهي مهام مباشرة تطلب من المستخدم أداء مهمة معينة لكنها لا توجّهه لأية إرشادات بل تركّز على الحيادية.
- مهام إيحائية: وهي مهام تفتقد للموضوعية حيث توجّه المستخدم وتساعده في مهامه.
6- جلسة اختبار قابلية الاستخدام
أنت الآن على وشك إجراء الاختبار على المستخدم، يجب قبل أن تبدأ الجلسة أن تعرّف المستخدم طبيعة الاختبار وتتحدث معه حول أهداف الاختبار وطريقة تنفيذه وأن تأخذ موافقته على ذلك. من المفيد كذلك تشجيع المستخدم على التفكير بصوت عالي أثناء الاختبار وتوفير كل سبل الراحة له. ثم بعد انتهائه من أداء الاختبار وجّه له الشكر والتحية.
7- مرحلة التحليل والتقرير
بعد أن ينتهي المستخدم من الاختبار تبدأ أنت في جمع المعلومات والإجابات وتصنيفها إلى فئات طبقاً لأهدافك من الاختبار. ثم تشرع في تحويل تلك المعلومات إلى استنتاجات ثم بعد ذلك تبدأ بتجهيز التقرير النهائي لنتائج الاختبار وعرضه على فريق العمل وصنّاع القرار لمناقشته وإبداء الملاحظات ومن ثمّ تحويله إلى مهام عملية يمكن تنفيذها.
استلهمنا هذا المقال من جلسات المنصّة بعنوان “كيفية تخطيط وتنفيذ اختبار قابلية الاستخدام” استضفنا فيها أ. أبرار صالح، حاصلة على بكالوريوس تقنية معلومات جامعة الملك سعود، وحاورها أ. محمود عبدربه مؤسس منصّة “تعلّم كتابة تجربة المستخدم بالعربية”.
يمكنك مشاهدة الجلسة على قناتنا على يوتيوب.