يساعدنا تقييم المنتج على النجاح في تحقيق سهولة الاستخدام والحصول على رضا المستخدمين عن المنتج مما يؤدي إلى استمرار استخدامهم للمنتج. بالإضافة إلى أن تقييم المنتج يساهم في تطويره نحو الأفضل. في هذا المقال نستعرض الاستدلالات العشر في تقييم تجربة المستخدم ونتناول مقدمة عن التقييم الإرشادي (Heuristic Evaluation) وكيفية تطبيقه على المنتجات الرقمية.
لماذا نقيّم المنتجات الرقمية؟
تقييم المنتجات الرقمية أمر ضروري من أجل:
- تحديد المشكلات
- تطوير المنتج وتحسينه
- التأكد من الافتراضات التي وضعناها من قبل هل هي صحيحة أم لا
ما هو التقييم الإرشادي (Heuristic Evaluation)؟
عبارة عن 10 استدلالات ومعايير تستخدم في قياس سهولة الاستخدام في واجهة المستخدم (UI)، ويتولّى مسؤولية التقييم مصمم تجربة المستخدم (UX Designer) ولا نحتاج في التقييم إلى المستخدمين كما هو الحال مثلاً في اختبار قابلية الاستخدام (Usability Test).
ونستخدم التقييم الإرشادي في حالة إذا ما كان لدينا منتج موجود في السوق بالفعل أو منتج جاري العمل عليه.
الاستدلالات العشر في تقييم تجربة المستخدم (UX)
1- رؤية حالة النظام
ينصّ هذا الاستدلال على ضرورة أن يعرف المستخدم ما الذي يحدث.
كيف؟
يجب إخبار المستخدمين بالعمليات التي يقوم بها النظام بشكل واضح وسهل الفهم حتى يتمكّن المستخدم من تحديد خطواته القادمة.
نلاحظ في هذه الشاشة تغيّر لون الزر عند الضغط عليه مما يساعد المستخدم على معرفة ما الذي يحدث لحظة بلحظة.
2- الربط بين النظام والحياة الواقعية
هنا يجب أن يفهم المستخدم ماذا تقول كـ كاتب تجربة مستخدم (UX Writer) من النصوص التي تكتبها داخل المنتج. وأن تستخدم نفس اللغة التي يتحدث بها المستخدم في حياته اليومية.
يظهر ذلك بوضوح في صفحات الخطأ، لن يستفيد المستخدم شيئاً من إخباره بتفاصيل تقنية وبرمجية لطبيعة الخطأ بل يجب توضيح الخطأ بلغة يفهمها المستخدم ويستطيع التعامل معها بسهولة بدلاً من شرح مصطلحات وكلمات تقنية تزيد من ارتباك وحيرة المستخدم.
3- تحكّم المستخدم في النظام وحريته
ما العمل لو قرر المستخدم تغيير رأيه في خطوة ما أثناء استخدامه المنتج؟
هذا الاستدلال يخبرك أن تتيح للمستخدم كامل الحرية في تنفيذ المهام، والسماح له باتخاذ قرار التراجع أو الإلغاء إذا قرر تغيير رأيه في أي وقت.
لنأخذ تطبيق Gmail كمثال عندما يقرر المستخدم إرسال الرسالة فإن التطبيق يتيح له الحرية في التراجع عن الإرسال إذا ما قرر تغيير رأيه لاحقاً.
مثال آخر من تطبيق تويتر (Twitter) يعرض على المستخدم خيار الاحتفاظ بالتغريدة كمسودة بدلاً من حذفها بالكامل ليستطيع الرجوع إليها لاحقاٌ إذا قرر تغيير رأيه.
4- التناسق واتباع النمط المألوف
يريد المستخدم دائماً أن يشعر بأنه رأى هذه النصوص أو الأزرار من قبل وتفاعل معها وبالتالي تصبح مألوفة لديه ويسهل عليه استخدامها. لذا يجب أن يعتمد النظام داخل منتجك على مبدأ التناسق (Consistency) واستخدام الأنماط المألوفة والمتعارف عليها عند المستخدمين.
ففي هذه الشاشات مثلاً بإمكانك أن ترى التناسق والتشابه في استخدام الأيقونات المألوفة لدى المستخدمين مثل أيقونة عربة الشراء، وصندوق البحث، وأيقونة الحساب الشخصي.
5- منع الخطأ
هذا الاستدلال يشترط أن تمنع المستخدم من ارتكاب الأخطاء من البداية.
نرى في هذا المثال رسالة من تطبيق جيميل تمنع المستخدم من نسيان إرفاق ملف قبل إرسال الرسالة.
6- مساعدة المستخدمين على التعرف بدلاً من التذكر
يقتضي هذا الاستدلال ضرورة تخفيف الحمل المعلوماتي على المستخدم بحيث تكون جميع عناصر النظام مرئية بشكل واضح دون الحاجة لحفظ أماكن تواجدها.
ففي هذا المثال الذي يوفر للمستخدم قائمة بالمنتجات التي شاهدها من قبل يسهل عليه الرجوع إليها بدلاً من محاولة البحث عن منتج قد رآه سابقاً ولا يتمكن من إيجاده والعثور عليه.
7- المرونة والكفاءة في الاستخدام
يريد المستخدم بالطبع الحفاظ على وقته وتوفيره قدر الإمكان، لذا ينبغي أن يمتاز التصميم بالمرونة ليتمكن من استخدامه جميع فئات المستخدمين والعمل على توفير أكثر من وسيلة لتنفيذ المهام ومنها استخدام الاختصارات في واجهة المستخدم.
كما نشاهد في هذه الشاشة توفير اختصارات لكافة المهام في البرنامج مما يوفر للمستخدم الكثير من الوقت.
8- التصميم الجمالي والبسيط
البساطة دائماً ما تفوز وتجذب اهتمام المستخدمين، يجب أن تكون واجهة الاستخدام منظمة وتضم المعلومات الأساسية التي يحتاجها المستخدم وتساعده في تحقيق هدفه، وتجنّب المعلومات غير الهامة والتي لن يحتاجها المستخدم كثيراً.
وأبسط مثال على ذلك صفحة البحث الخاصة بشركة جوجل (Google).
9- مساعدة المستخدمين للتعرف على الخطأ وتحديده واكتشاف حله
إذا لم تنجح في الالتزام بتطبيق الاستدلال الخامس والذي يشترط منع الخطأ فلا بأس. تحدث الأخطاء دائماً لكن يمكننا إصلاحها وهذا ما يتضمنه هذا الاستدلال إذ يفترض أن المستخدم إذا وقع في خطأ أو مشكلة ما فإنه يريد إصلاحها بسرعة فيجب أن تساعده في ذلك من خلال:
- توضيح طبيعة الخطأ.
- اشرح للمستخدم سبب حدوث الخطأ.
- ثم ساعده ووضّح له كيف يمكنه حل المشكلة والخروج من الخطأ.
في هذه الشاشة مثلاً نجد توضيح للخطأ الذي حدث وأن المستخدم كتب الإيميل بشكل خاطئ.
وهنا أيضاً تم توضيح طبيعة الخطأ واقتراح حل للخروج من المشكلة بسرعة.
10- المساعدة والتعليمات
في أي مكان داخل المنتج إذا احتاج المستخدم إلى المساعدة فيجب توفير المعلومات التي تساعده على إكمال مهامه وأهدافه أثناء رحلته الرقمية داخل المنتج.
كيفية تطبيق التقييم الإرشادي على المنتجات الرقمية
لكي تنجح في تطبيق التقييم الإرشادي على المنتج يجب أن تلتزم بهذه الخطوات الثلاث:
1- التحضير:
- حدد من 3 لـ 5 مقيمين من المصممين الخبراء
- حدد الأماكن والعناصر التي سيتم تقييمها.
- تجهيز الدرجات على حسب أهمية كل مشكلة
2- التنفيذ:
يبدأ كل مصمم بتقييم الشاشات التي تم تحديدها وفق الاستدلالات العشر السابق ذكرها.
3- تحليل النتائج:
- وصف المشكلة التي واجهها كل مصمم وتحديد إلى أي استدلال تنتمي مع اقتراح حل لها
- تحديد الأولوية لكل مشكلة من حيث أهميتها وتأثيرها على المنتج بالدرجات
وهذا نموذج يمكن استخدامه والاعتماد عليه في التقييم الإرشادي.
تدريب عملي على تطبيق التقييم الإرشادي
بعد أن تناولنا الاستدلالات العشر في تقييم تجربة المستخدم بالتفصيل ثم شرحنا خطوات تطبيقها بقي لنا أن نشارك معكم تدريب عملي على هذه الخطوات.
في هذه الشاشة لدينا مشكلة:
المستخدم طلب 3 منتجات. وعند مراجعة مشترياته قرر أن يحذف الطلب لكن لم يجد طريقة لحذف طلبه.
إلى أي استدلال تنتمي هذه المشكلة؟
إلى الاستدلال الثالث: تحكّم المستخدم في النظام وحريته.
ما هي المشكلة التي يواجهها المستخدم؟
لا يمكن للمستخدم حذف الطلب في أي وقت بعد المرور بمرحلة متابعة الشراء.
ما هو الحل المقترح لهذه المشكلة؟
نتيح للمستخدم طريقة لحذف الطلب.
ما هي درجة تقييم هذه المشكلة؟
درجة التقييم: 4.. مما يعني أنها مشكلة عاجلة ويجب إصلاحها على الفور بدون تأخير.
تنويه: هذا المقال خلاصة ما تم عرضه في جلسة من جلسات المنصّة بعنوان “الاستدلالات العشر في تقييم تجربة المستخدم” استضفنا فيها أ. ود بن يمين، مصممة وكاتبة تجربة المستخدم، وحاورها أ. محمود عبدربه مؤسس منصّة تعلّم كتابة تجربة المستخدم بالعربية.
يمكنك مشاهدة الجلسة على قناتنا على يوتيوب.