هل أنت مصمم واجهة المستخدم؟ اكتشف كيف يمكن لأنظمة التصميم ui أن ترفع من إنتاجيتك
يقول الكاتب والمصمم المتخصص بتجربة المستخدم لوكاس أوبرمان (Lukas Oppermann): “اليوم، يجب أن يعلم الجميع أن أنظمة التصميم ui رائعة. فهي تجعل عملك أسهل وأسرع وأرخص”. وينهي مقولته هذه بالتساؤل: “لكن هل سنحتاج المصممين بعد ذلك؟”.
عادةً عندما تبدأ مشروع جديد فتكون الخطوة الأولى لفريق التصميم هي إنشاء نمط مرئي للمشروع والبدء بالمكونات. ولكن مع أنظمة التصميم (Design Systems) سيكون لدى المصممين بالفعل مخزون من المكونات الجاهزة للعمل عليها. ما يؤدي إلى تسريع تقدّمهم بشكل كبير والمساعدة في إنشاء مظهر أكثر تماسكاً للمشروع من البداية. هذه إحدى فوائد أنظمة التصميم.
ولكن هل بالفعل وجود نظام تصميم في الشركة سيلغي دور المصممين كما تساءل لوكاس؟ لنكتشف ذلك. سنشرح في هذا المقال فوائد أنظمة التصميم ui للمصممين وفِرق العمل والشركات. لكن لنعرّف أولاً باختصار من هو مصمم واجهة المستخدم وما هي أنظمة التصميم (لمن لا يعرفها).
من هو مصمم واجهة المستخدم (UI Designer)؟
مصمم واجهة المستخدم هو متخصّص تقني يصمّم واجهة المستخدم الرسومية (GUI) للتطبيق أو الموقع الإلكتروني. على سبيل المثال عند الوصول إلى موقع ويب أو تطبيق على هاتفك فإن كل ما يمكنك رؤيته في الواجهة من أيقونات وعناصر تسمح لك بالتنقل وتحقيق هدفك هو من عمل مصمم واجهة المستخدم. ينشئ مصممو الواجهات العناصر التفاعلية التي تسهّل على المستخدم اتخاذ الإجراءات مثل الأزرار والقوائم ومسارات التنقل وأشرطة التقدم.
تصفّح أيضاً: 8 مهام رئيسية لمصمم تجربة المستخدم UX Designer
وبالطبّع يحسّن المصممون واجهات الاستخدام على الدوام. ربما هذا يمكّننا من الإجابة على تساؤل لوكاس أوبرمان “هل سنحتاج المصممين بعد ذلك؟”. بالتأكيد تحتاج إلى المصمم في مشاريعك ولا يمكنك الاستغناء عنه حتى بعد استخدامك أنظمة التصميم. ويؤكّد لوكاس أيضاً أنه لا يمكنك الاستغناء عن جميع المصممين لأن نظام التصميم هو نظام حي ومتطوّر باستمرار يحتاج إلى النمو والتكيّف مع المتغيرات ولهذا تحتاج إلى المصممين والمطورين.
اقرأ أيضاً: معلومات لا غنى عنها لمصمم تجرِبة وواجهة المستخدم
ما هي أنظمة التصميم ui؟
يعد نظام التصميم مجموعة من اللبنات الأساسية والمعايير التي تساعد في الحفاظ على اتّساق مظهر المنتجات والخدمات. يمكن اعتباره مخططاً أولياً يوفّر لغة موحدة وإطاراً منظماً يرشد الفِرق خلال العملية المعقدة المتمثلة في إنشاء المنتجات الرقمية. لا يقتصر نظام التصميم على كونه دليلاً بصرياً لمشروعك فحسب بل هو مكتبة متكاملة من المكونات القابلة لإعادة الاستخدام والأنماط التصميمية والإرشادات الموثقة. أي أنّه مصدر موحّد وشامل لفريق العمل بأكمله.
يمكن تشبيه أنظمة التصميم ببنية تنظيمية دقيقة تتضمن قرارات التصميم والتطوير في مكان واحد مما يخلق لغة تصميم موحدة. لكن مع ذلك لا يمكنك اعتباره دليلاً ثابتاً 100% فهو جزء من التطور التكنولوجي في مجال تصميم المنتجات بالتالي يتطلّب صيانة وتحديثات مستمرة لمواكبة تطورات المجال.
إذن تعمل أنظمة التصميم ui كمكتبة تساعد الفِرق في إدارة أصول التصميم والتطوير من أجل عمل أسرع وأكثر تنظيماً. كلما كانت الأصول أكثر تنظيماً كان من الأسهل العثور عليها واستخدامها. ويساعد ذلك الفِرق بمن فيهم مصممي تجربة المستخدم في إنشاء مظهر متسق للمشروع وتحسين التعاون وتعزيز الإنتاجية.
لنتعرّف أكثر كيف تساعد هذه الأنظمة المصممين وفريق العمل كاملاً في زيادة الإنتاجية.
10 فوائد لأنظمة التصميم ui ترفع إنتاجية مصمم واجهة المستخدم وفريق العمل كاملاً
دعونا نستعرض أبرز فوائد أنظمة التصميم في أي مشروع ما يجعلها خطوة مهمة جداً لتطوير الشركة ودعم الفريق:
1. تعزيز كفاءة العمل وتقليل التكاليف
تخيّل لو أمكن لفريق التصميم والتطوير تجنّب إعادة اختراع العجلة أو بدء تصميم العناصر مع كل مشروع جديد! وبالطبع هذا أصبح واقعاً مع أنظمة التصميم وذلك بفضل توفيرها لمجموعة جاهزة من المكونات والقرارات التصميمية الموحّدة والمدروسة بشكل لا يقبل الجدل ما يسرّع سير العمل بشكل كبير.
على سبيل المثال مع إنشاء نظام تصميم للشركة يمكن للمصممين التركيز على تحسين تجربة المستخدم وحل المشكلات الإبداعية بدلاً من الانشغال بتفاصيل تصميم الأزرار في كل منتج جديد. ويجد المطوّرون أن تحويل التصاميم إلى أكواد يجعل الأمر أكثر سلاسة. هذه الزيادة في الإنتاجية تؤدي مباشرة إلى توفير التكاليف مما يمكّن الفرق من تحقيق المزيد من الإنتاجيّة في وقت أقل وتسريع إطلاق الميزات الجديدة للمنتجات وبالتالي التركيز على التنافسية في السوق.
اقرأ أيضاً: تعرف على كيفية تحسين تجربة المستخدم باستخدام الذكاء الاصطناعي
2. ضمان اتساق العلامة التجارية وتعزيز الجودة
يُعد اتساق العلامة التجارية عنصراً جوهرياً في بناء تجربة رقمية موثوقة وسهلة الاستخدام لأنه يعزز هويتها البصرية. أما عن دور نظام التصميم في ذلك فهو يعمل كحارس أمين للهوية البصرية لأنه يضمن تجربة مستخدم متجانسة عبر جميع المنصات الرقمية للخدمة.
كما قلنا يعتبر نظام التصميم دليل عام للشركة بالتالي يعمل على توحيد الأنماط البصرية والإرشادات بين فِرق العمل. وهذا لا يترك مجالاً ولو صغيراً لنشوء الفوضى البصرية (التي تزعج المستخدم وتزعزع ثقته بالمنتج) والتي تنتج عادةً عن عمل الفرق بشكل منفصل. نهج التصميم الموحّد لا يسهم فقط في تعزيز التعرف على العلامة التجارية وبناء الثقة بل يرفع أيضاً من مستوى الجودة العامة لمنتجك.
عندما تذهب إلى مطعم؛ هل تشعرك أدوات المائدة المتناسقة والمرتبة بمدى جودة المطعم عادةً؟ بنفس الطريقة يرسّخ التصميم الرقمي المتّسق ثقة المستخدم ورضاه.
3. تسهيل الصّيانة وتعزيز التطوير المستمر
جميعنا يعلم بالتأكيد أن التصاميم الرقمية اليوم ليست ثابتة بل تخضع للتطوّر المستمر. سواء كان ذلك للتوافق مع معايير جديدة لإمكانية الوصول (Accessibility) أو لتحسين معدلات التحويل بناءً على اختبارات A/B مثلاً أو لتحديث الهوية البصرية للعلامة التجارية فإن التغييرات أمرٌ لا مفرّ منه.
وتشكّل تلك التغييرات تحدّياً لبعض الشركات حيث تستثمر في وقتها وجهدها لتنفيذ ذلك في جميع أقسامها ومنتجاتها. ما فائدة أنظمة التصميم هنا؟ توفّر أنظمة التصميم حلاً لتلك التحديات إذ تتيح تحديثات مركزية تؤثر على جميع منتجات الشركة دفعة واحدة بدلاً من إجراء تحديثات مجزّأة لكل منتج على حِدة. وبذلك يضمن نظام التصميم ux أن أي تغيير يطبَّق على مستوى النظام ينعكس فوراً على جميع المشاريع المرتبطة به مما يسهّل عمليات الصّيانة ويقلل من التناقضات داخل البيئة الرقمية.
اقرأ أيضاً: خرافات إمكانية الوصول (Accessibility)
تصفّح أيضاً: هل تعرف كيف ترفع اختبارات A B testing مبيعاتك؟ خطوة بسيطة يجهلها الكثير
4. تضمن أنظمة التصميم ui التوسّع بمرونة دون الحاجة إلى زيادة الفريق
عندما تقرر الشركة توسيع نطاق منتجاتها الرقمية غالباً ما تواجه الفِرق تحدياً كبيراً في ذلك حيث لا يتناسب الجهد المطلوب لهذه الخطوة في كثيرٍ من الأحيان مع حجم المشروع الجديد. وقد تفكّر الشركة في زيادة عدد أفرادها بشكل كبير لتحقيق التوسيع وهو ما يفرض عليها تكاليف زائدة.
ولكن بفضل آلية أنظمة التصميم يمكن للشركة توسيع نطاق المنتجات والميزات دون الحاجة إلى زيادة عدد أفراد الفريق بشكل كبير. حيث يسهم نظام التصميم في توحيد قرارات الفِرق المتعلّقة بالتصميم وواجهة المستخدم مما يمكّن المؤسسة من إدارة التوسع بكفاءة مع الحفاظ على التناسق والجودة حتى مع ازدياد عدد الفِرق والمنتجات.
5. تعزيز التعاون وتوحيد الفهم بين الفِرق
تبني أنظمة التصميم جسراً قوياً بين مصممي تجربة المستخدم والمطورين مما يسهم في تقليل الفجوة بين التخصصات المختلفة وتعزيز بيئة عمل تعاونية. حيث ومن خلال توثيق التعليمات البرمجية والمواصفات بشكل واضح يقلل نظام التصميم ux من سوء الفهم ويحدّ من العقبات التي قد تنشأ أثناء تنقّل المشاريع بين الفِرق المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك يساعد نظام التصميم الموحّد في الشركة على ضمان فهم أفراد العمل جميعاً للمبادئ التصميمية والمكونات المستخدمة في المشروع مما يمكّن جميع الأعضاء من المساهمة في رؤية تصميمية موحّدة داخل المؤسسة. لا يمكن لعضو من الفريق أن يخرج خارج سياق نظام التصميم لأنه يعتبَر مرجعاً ودليلاً لجميع أعضاء الشركة.
6. إنشاء قاعدة معرفيّة مشتركة
من حيث المبدأ تُعد أنظمة التصميم منصّات لمشاركة المعرفة حيث تعتمد على توثيق شامل للفريق يضمّ السياسات والمبادئ وأفضل الممارسات في الشركة. وهذا ما يسهّل على الفِرق الجديدة فهم نهج التصميم المتبع في الشركة بدون تشتّت. يصبح نظام التصميم مع الوقت أداة أساسية موثّقة تستخدم في إعداد وتدريب الفِرق لضمان نقل المعرفة والممارسات المتّبعة بفعاليّة بين أعضاء الفريق الحاليين والأفراد الجدد.
عند تنفيذ نظام التصميم بشكل صحيح يصبح المصدر الرئيسي للمعلومات مما يقلل الاعتماد على الوثائق المتفرّقة للشركة والتي قد تكون قديمة أو غير متّسقة. كما يسهم هذا النظام في تحسين فعاليّة تبادل المعرفة بين المصممين والمطورين واستهداف كل فئة بالمعلومات التي تحتاجها.
7. تضمن أنظمة التصميم ui استمرارية المشاريع وتقلّل مخاطر فقدان المعلومات
لفهم هذا البند سنشرح أولاً باختصار اصطلاح يسمى “عامل الحافلة (Bus Factor)”. يمثّل “عامل الحافلة” خطر فقدان المعارف الأساسية في الشركة في حال غياب عدة أعضاء رئيسيين (أو أحدهم) في الفريق. – لسببٍ ما – وهو ما يعني الوقوع في خطر عدم مشاركة معلوماتهم المهمة بسبب غيابهم. وقد اشتُقَّ هذا الاصطلاح من عبارة “في حال دهستهم حافلة” كناية عن خطر فقدان هؤلاء في لحظات مهمة من المشروع وفقدان المعلومات معهم. وهذا يعني توقّف المشروع ربما مؤقتاً وتشتيت الفريق كاملاً.
من جهةٍ أخرى توفّر أنظمة التصميم حماية قوية ضد خطر الفقدان هذا من خلال توحيد القرارات التصميمية والبرمجية. وتوثيق جميع المعلومات المتعلقة بواجهة المستخدم داخل النظام. يشمل هذا التوثيق كل شيء من إرشادات إمكانية الوصول ولوحات الألوان إلى استخدام المكونات وأنماط البرمجة، كل شيء حرفياً. باتباع الشركة نظام تصميم واضح ومحكَم تصبح عملية إدماج الموظفين الجدد أو سد الفراغ عند غياب أحد الزملاء أكثر سهولة مما يضمن استمرارية المشاريع دون انقطاع.
8. ترسيخ فلسفة تصميم موحّدة ومبادئ إرشادية واضحة ضمن الشركة
ليس هناك أفضل من التنظيم في العمل والاتفاق على مبادئ وإرشادات لا يحيد عنها الفريق ويتّبعها الجميع. تتجاوز أنظمة التصميم مجرد كونها مجموعة من المكونات الجاهزة إذ تعكس الفلسفة التصميمية والمبادئ الأساسية للمؤسسة. فهي بمثابة دليل عملي يوضح إجابة 3 أسئلة: “ماذا نصمم؟ ولماذا؟ وكيف؟”.
يساعد هذا الترسيخ الفِرق على تبني نهج موحّد كما ذكرنا مسبقاً مثل التركيز على الشمولية عند التصميم. وإن هذا التوجّه يصبح أكثر أهمية عند الحاجة إلى تطوير عناصر جديدة حيث يضمن نظام التصميم عند ذلك أن تظل جميع التصاميم متوافقة مع الرؤية العامة لنظام الشركة.
9. تعزيز روح الملكيّة والمسؤوليّة داخل الفريق
في الحقيقة تلعب أنظمة التصميم دوراً مهماً في إشراك الفِرق وجعلها تشعر بالملكيّة تجاه المنتجات الرقمية التي تعمل عليها. في كثيرٍ من الأحيان يشعر المصممون والمطورون أنهم ليسوا مسؤولين عن القرارات الاستراتيجية المتعلقة بالعلامة التجارية وهذا شيء طبيعي إذا كانت التعليمات منفصلة داخل الشركة.
ولكن في نظام التصميم الموحد يشعر الجميع بالمسؤولية لأن الجميع سيساهم ويمكن تحويل المستخدمين إلى داعمين ومشاركين فعليين. حيث أن اعتماد طرق لتقديم الاقتراحات وإدخال التعديلات والمساهمة في الأكواد في نظام التصميم. جنباً إلى جنب مع الاعتراف بمجهودات أفراد الفريق يعزز الشعور بالمسؤولية الجماعية. هذه الروح التعاونية لا تؤدي فقط إلى زيادة الالتزام بالنظام بل تتيح أيضاً الاستفادة من خبرات الفريق بشكل جماعي لتحسينه باستمرار.
10. دعم مبدأ المساواة وتعزيز الشمولية
في العصر الرقمي الحالي أصبح تعزيز قيم المساواة والشمولية أمراً أساسياً للمستخدمين. تسهم أنظمة التصميم في تحقيق ذلك من خلال توحيد الألوان والمكونات لضمان تحقيق معايير إمكانية الوصول مما يجعل المنتجات الرقمية متاحة للجميع. ويشمل الأمر تحقيق إرشادات المحتوى والتواصل الفعّالة عبر تضمين معايير للغة الشاملة والحرص على استخدام صور متنوعة وتجنب القوالب النمطيّة. يترك هذا الأمر انطباعاً إيجابياً لدى المستخدمين ويؤكد التزام الشركة بقيم المساواة.
أخيراً…
إن اتباع أنظمة التصميم ui في المشاريع لا يعني مجرد استخدام أداة تقنية بل هو تحول استراتيجي شامل. فمن تسريع سير العمل وضمان الاتساق البصري إلى تعزيز التعاون وتحقيق الشمولية توفّر أنظمة التصميم فوائد متعددة للفريق كاملاً. وليس لمصممي تجربة المستخدم فقط، كما لاحظنا.
وعندما يُنظر إليها كمنظومة حية دائمة التطوير فإنها تصبح عاملاً رئيسياً في بناء تجارب رقمية أكثر كفاءة واتساقاً وسهولة للمستخدم. ما يساهم في نجاح المنتجات الرقمية على المدى الطويل. كما تكمن قوة أنظمة التصميم ليس فقط في المكاسب الفورية التي تحققها بل أيضاً في قدرتها على ضمان مستقبل أكثر تعاوناً وفاعلية وإنسانية في تطوير المنتجات الرقمية.
الأسئلة الشائعة
ما هو نظام التصميم؟
نظام التصميم هو مجموعة من المعايير لإدارة التصميم وتوسيع نطاقه عند الحاجة بأقل جهد وأسرع وقت ممكن. ويتضمّن مكونات قابلة لإعادة الاستخدام ومبادئ وإرشادات تصميميّة لتحقيق الاتساق والكفاءة عبر المنتجات الرقمية للشركة.
أعطني مثالاً عن أنظمة التصميم ui؟
كود المنصات (Platforms Code)؛ نظام التصميم الموحد (Design System) في المملكة العربية السعودية والذي أطلقته هيئة الحكومة الرقمية في 17 نوفمبر من عام 2024. اقرأ المزيد عن كود المنصات في هذا المقال: كود المنصات: نظام التصميم الموحد في السعودية وأهميته لتجربة المستخدم.