كيفية إجراء مقابلات مستخدم UX | أساسيات التعامل مع المستخدم

بدايةً وقبل البدء؛ دعنا نتخيل أنك تريد أن تعرف كيف يعمل الطبيب عندما يريد أن يعرف ما يشعر به المريض. يسأل الطبيب الكثير من الأسئلة، أليس كذلك؟ هذا ما نسميه “مقابلات المستخدمين” في عالم تجربة المستخدم (UX).

الخطوة الأولى هي اختيار الأشخاص الذين سنتحدث معهم، تمامًا مثلما يختار الطبيب المرضى الذين يحتاج إلى معرفة ما يشعرون به.

ثم نبدأ في طرح الأسئلة. هذه الأسئلة مفتوحة، مثل “كيف تشعر؟” أو “ما الذي يمكن أن يجعلك تشعر بتحسن؟”، لكي نتعرف على ما يحتاجه المستخدمون وما يرغبون فيه.

بعد ذلك، نستمع جيدًا لأجوبتهم ونحاول فهمها. هذه المعلومات تساعدنا على تحسين تصميمنا وجعله يناسب احتياجات المستخدمين وتوقعاتهم، تمامًا مثلما يستخدم الطبيب معلومات المريض لتحسين العلاج.

هكذا نستخدم مقابلات المستخدمين لتحسين تجربة المستخدم وجعلها أفضل؛ لذا هيا بنا نتعلم كيفية إجراء مقابلات المستخدم في تجربة المستخدم (UX) والاستفادة منها في تحسين التصميم.

ما هي مقابلات مستخدم UX

 

مقابلات المستخدم في تجربة المستخدم (UX) هي أحد الأساليب المعروفة في بحث تجربة المستخدم. تهدف إلى الحصول على معلومات نوعية من المستخدمين في جلسة فردية، حيث يطرح الباحث أسئلة متنوعة حول أي موضوع يتعلق بالمستخدم.

تجربة المستخدم تشير إلى أي تجاوب لدى المستخدم تجاه منتج أو خدمة رقمية. لذا يأخذ تصميم مواقع الويب الملتزم بتجربة المستخدم UX في الاعتبار كل عنصر من العناصر التي تشكل هذه التجربة وتجعلها أكثر فاعلية.

المقابلات تساعد في فهم المستخدمين واحتياجاتهم، وتطوير المنتجات واستراتيجيات التصميم بناءً على ذلك لإنشاء تجربة المستخدم. الهدف هو تقديم تجربة مستخدم متميزة تلبي احتياجات المستخدمين وتتجاوز توقعاتهم.

من هو الباحث في تجربة المستخدم وما دوره الوظيفي؟

 

باحث تجربة المستخدم (UX Researcher) هو محترف يقوم بدراسة المستخدمين واحتياجاتهم في سياق استخدام منتج معين. دوره الوظيفي يتضمن استخدام منهجيات متعددة لفهم سلوك المستخدمين وتحليل تفاعلاتهم مع التصميمات والمنتجات. إليه يعود تحديد الفرص لتحسين تجربة المستخدم وتحقيق التميز بين المنافسين.

يُعتبر الباحث في تجربة المستخدم جزءًا أساسيًا من عملية تصميم تجربة المستخدم (UX Design)، حيث يساهم في توجيه القرارات التصميمية بناءً على الأدلة والبيانات المستمدة من أبحاث المستخدمين. إليه يعود تحديد الأهداف والفرضيات واختيار الطرق المناسبة لجمع البيانات وتحليلها. يمكن أن يكون البحث في تجربة المستخدم كميًا أو نوعيًا، حسب الاحتياجات والمتطلبات المحددة للمشروع.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الباحث في تجربة المستخدم مساهمًا رئيسيًا في تحسين تجربة المستخدم من خلال تطبيق الخطوات التالية:

  1. تحديد الأهداف: يحدد أهداف البحث ويفهم ما يريد اكتشافه عن المستخدمين واحتياجاتهم.
  2. وضع الفرضيات: يقوم بوضع فرضيات حول سلوك المستخدمين وتوقعاتهم.
  3. اختيار الطرق المناسبة: يختار أفضل نهج بحثي بناءً على نوع المشروع والجداول الزمنية وحجم البحث.
  4. تطبيق البحث: يقوم بجمع بيانات المستخدمين حول تفضيلاتهم واحتياجاتهم وتحليلها.
  5. تجميع الملاحظات: يستخدم المعرفة المستمدة من ملاحظات المستخدمين لتحسين التصميم وتعزيزه.

نتيجة لما تكلمنا عنه، يلعب الباحث في تجربة المستخدم دورًا حيويًا في تحقيق تجربة مستخدم ممتازة وتحسين المنتجات والخدمات لتلبية احتياجات المستخدمين بشكل أفضل.

ما هي أهمية مقابلات المستخدم في تصميم منتجات وخدمات رقمية؟

مقابلات المستخدم واهميتها لتصميم منتج رقمي ناجح
مقابلات المستخدم واهميتها لتصميم منتج رقمي ناجح

مقابلات المستخدم تلعب دورًا حاسمًا في تصميم المنتجات والخدمات لعدّة أسباب:

  1. فهم المستخدمين: تساعد مقابلات المستخدمين في فهم احتياجات وتوقعات المستخدمين، وتوجيه تصميم المنتج بناءً على هذه المعلومات.
  2. زيادة الرضا والولاء: توفير تجربة مستخدم ممتازة يمكن أن يساهم في زيادة رضا العملاء وتعزيز ولائهم للعلامة التجارية أو المنتج.
  3. زيادة تحويل العملاء: تحسين تجربة المستخدم يمكن أن يزيد من معدلات التحويل، حيث يكون من المحتمل أن يقوم المستخدمون بالإجراءات المطلوبة مثل شراء المنتج أو الاشتراك في الخدمة.
  4. تقليل التكاليف: من خلال توفير تجربة مستخدم جيدة، يمكن تقليل عدد الاستفسارات والشكاوى وبالتالي توفير الموارد المالية والبشرية.
  5. تحسين التفاعل والاستخدام: تجربة المستخدم الجيدة تجعل المنتج أو الخدمة أكثر استخدامًا وتفاعلًا، مما يساهم في تحقيق الأهداف المستقرة.
  6. تمييز تنافسي: يمكن أن تكون تجربة المستخدم الجيدة عاملًا تنافسيًا، حيث يمكن أن تجعل منتجك يبرز بين المنافسين.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمقابلات المستخدم أن تساعد في تحديد أي مشكلات تتعلق بقابلية الاستخدام وإجراء التحسينات اللازمة. إذا تم التركيز على تحسين تجربة المستخدم، ستكون النتائج إيجابية بالنسبة للعملاء والشركات على حد سواء.

كيف يمكن تطبيق مقابلات المستخدم في عملية التصميم؟

 

تطبيق مقابلات المستخدم في عملية التصميم يتضمن عدة خطوات:

  1. التحضير: يتضمن هذا الجزء اختيار المشاركين المناسبين وتطوير الأسئلة واختيار الأدوات المناسبة للمقابلة. كلما استعدت بصورة أفضل، تمكنت من الحصول على نتائج أفضل.
  2. إجراء المقابلة: يمكنك الحصول على مقابلة مفيدة عبر الإنترنت تماثل الاجتماع الشخصي. يجب أن تسعى إلى إبقاء الأسئلة مفتوحة، وإتاحة الفرصة للمستخدمين للتحدث عن الأشياء التي ييدونها.
  3. توثيق الملاحظات: يجب توثيق ملاحظات المقابلة للرجوع إليها فيما بعد.
  4. تحليل البيانات: يتضمن هذا الجزء استخراج الأنماط والاتجاهات من البيانات المستخرجة من المقابلة.
  5. تطوير الحلول: استنادًا إلى ملاحظات المستخدم، يمكن تطوير حلول لتحسين تجربة المستخدم.
  6. التكرار: يمكن تكرار العملية بناءً على الردود الجديدة من المستخدمين لتحسين المنتج.

باستخدام هذه العملية، يمكن لمصممي تجربة المستخدم (UX) إجراء مقابلات مع المستخدمين الحاليين والمحتملين للمنتج أو الخدمة لاكتساب نظرة أكثر تحديدًا وفائدة حول التصميم الجيد.

أما الآن؛ هيا لنفهم كل خطوة؛ بشكل تفصيلي أكثر مع أمثلة من الحياة اليومية ليسهل علينا فهمها وربطها بالمرحلة المناسبة وتجسيدها ضمن مقابلات مستخدم UX.

📋 التحضير الجيد قبل المقابلة يساعد في إيجاد أسئلة مناسبة وتحقيق أهداف التصميم

 

تعتبر التحضيرات قبل المقابلة خطوة مهمة جدا. فلنتخيل أنك تستعد للذهاب في رحلة. قبل أن تبدأ الرحلة، ستحتاج إلى خطة. أين ستذهب؟ ما الأشياء التي تحتاج إلى اصطحابها؟ ما هي الأمور التي ترغب في القيام بها؟

بنفس الطريقة، عندما نستعد لإجراء مقابلة مع المستخدم، نحتاج إلى خطة. هذه الخطة تساعدنا على تحديد الأسئلة التي نريد طرحها، والأهداف التي نريد تحقيقها من خلال المقابلة.

التحضير الجيد يمكن أن يساعدنا في التركيز على الأمور المهمة خلال المقابلة، ويمكنه أيضا أن يجعل المقابلة أكثر فعالية وإنتاجية. فبدلاً من أن نضيع الوقت في محاولة معرفة ما الذي يجب أن نسأل عنه، نستطيع أن نقضي وقتنا في الاستماع إلى المستخدم وفهم احتياجاته ورغباته.

في النهاية، يمكن أن يساعد التحضير الجيد في تحقيق أهداف التصميم لدينا، لأنه يمكننا من فهم المستخدمين بشكل أفضل، وبالتالي تصميم منتجات وخدمات تلبي احتياجاتهم وتوقعاتهم.

🗣️ الاستماع الفعال للمستخدم يساعد على فهم احتياجاتهم وتحدياتهم

 

الاستماع الفعال هو مفتاح فهم احتياجات وتحديات المستخدمين. فلنتخيل أنك تلعب لعبة الكنز. في هذه اللعبة، يقوم اللاعبون بإعطائك الإرشادات للعثور على الكنز. إذا لم تستمع جيدًا، قد تفوتك بعض الإرشادات الهامة وتضيع في الطريق.

بنفس الطريقة، عندما نتحدث مع المستخدمين، يمكنهم إعطائنا “الإرشادات” التي نحتاجها لتحسين تجربة المستخدم. قد يخبروننا عن المشكلات التي يواجهونها، أو الأشياء التي يحبونها، أو الأشياء التي يودون رؤيتها في المستقبل.

عندما نستمع بفعالية، نستطيع فهم هذه الاحتياجات والتحديات، وبالتالي نستطيع تصميم منتجات وخدمات تلبي هذه الاحتياجات وتوفر حلولاً لهذه التحديات.

📑 توثيق ملاحظات المقابلة يسهم في العودة إليها لاحقًا وتحليلها بدقة

 

توثيق ملاحظات المقابلة هو مثل الرسم على الخريطة أثناء البحث عن الكنز. فبدون الخريطة، قد نضيع في الطريق أو ننسى أين نجد الكنز.

عندما نتحدث مع المستخدمين، يمكنهم إعطائنا الكثير من المعلومات القيمة. ولكن إذا لم نقم بتوثيق هذه المعلومات، قد ننسى بعض الأشياء الهامة.

عندما نوثق ملاحظاتنا، يمكننا العودة إليها في أي وقت. يمكننا استخدامها لمراجعة ما تعلمناه، أو للعثور على أنماط أو اتجاهات قد لا نلاحظها في البداية. وبالتالي، يمكننا استخدام هذه المعلومات لتحسين تجربة المستخدم وتصميم منتجات وخدمات تلبي احتياجات المستخدمين وتوقعاتهم.

🕵️‍♀️ تحليل البيانات المستخرجة من المقابلة يساعد في تحديد الأنماط والاتجاهات

 

تحليل البيانات هو مثل تجميع قطع الألغاز لرؤية الصورة الكاملة. عندما نجمع البيانات من مقابلات المستخدمين، قد نجد أن بعض القطع لا تبدو مهمة بمفردها. ولكن عندما نجمع هذه القطع معًا، قد نكتشف أنماطًا أو اتجاهات قد لا نراها في البداية.

على سبيل المثال، قد نجد أن العديد من المستخدمين يواجهون نفس المشكلة، أو يحبون نفس الميزة. هذه الأنماط والاتجاهات يمكن أن تساعدنا في فهم ما يحتاجه المستخدمون وما يرغبون فيه، وبالتالي يمكننا استخدام هذه المعلومات لتحسين تجربة المستخدم وتصميم منتجات وخدمات تلبي احتياجات المستخدمين وتوقعاتهم.

📊 استخدام تقنيات تجريبية مثل تصنيف المستخدمين يمكن أن يساعد في استخراج نتائج أكثر دقة

 

تصنيف المستخدمين هو مثل تقسيم الأشياء إلى مجموعات مختلفة حسب خصائصها. فلنتخيل أنك لديك صندوق مليء بالألعاب المختلفة. قد ترغب في تقسيمها إلى مجموعات مختلفة، مثل الألعاب الخشبية، والألعاب البلاستيكية، والألعاب المعدنية.

بنفس الطريقة، عندما نجمع بيانات من مقابلات المستخدمين، قد نجد أن بعض المستخدمين لديهم احتياجات أو تحديات مشتركة. يمكننا تقسيم هؤلاء المستخدمين إلى مجموعات مختلفة، أو “أفراد”، حسب هذه الاحتياجات أو التحديات.

هذا يمكن أن يساعدنا في فهم الأنماط والاتجاهات بين مجموعات مختلفة من المستخدمين، وبالتالي يمكننا استخدام هذه المعلومات لتحسين تجربة المستخدم وتصميم منتجات وخدمات تلبي احتياجات هذه المجموعات المختلفة.

🔄 تطوير الحلول المقترحة استنادًا إلى ملاحظات المستخدم يمكن أن يؤدي إلى تصميم أفضل وتجربة مستخدم محسنة

 

تطوير الحلول استنادًا إلى ملاحظات المستخدمين هو مثل تعديل الوصفة استنادًا إلى ردود فعل الناس. فلنتخيل أنك تطبخ طبقًا جديدًا. بعد تذوق الناس للطبق، قد يقولون لك أنه يحتاج إلى المزيد من الملح، أو أنه يحتاج إلى أقل قليلاً. تستخدم هذه الملاحظات لتحسين الوصفة في المرة القادمة.

بنفس الطريقة، عندما نطور حلولًا لتحسين تجربة المستخدم، نستمع إلى ملاحظات المستخدمين. قد يخبروننا عن الأشياء التي يحبونها، أو الأشياء التي يجدونها صعبة، أو الأشياء التي يودون رؤيتها في المستقبل.

نستخدم هذه الملاحظات لتحسين التصميم وتطوير حلول تلبي احتياجات المستخدمين وتوقعاتهم. وبالتالي، يمكننا تقديم تجربة مستخدم محسنة تجعل الناس سعداء، تمامًا مثل الطبق اللذيذ الذي تحضره بعد تعديل الوصفة.

🚀 تكرار عملية مقابلات المستخدم يساعد في تحسين المنتج على المدى الطويل

 

تكرار عملية مقابلات المستخدمين هو مثل تكرار التدريبات في الرياضة. فلنتخيل أنك تتدرب على لعبة كرة القدم. كلما تدربت أكثر، كلما أصبحت أفضل في اللعبة.

بنفس الطريقة، كلما أجرينا مزيدًا من مقابلات المستخدمين، كلما تعلمنا المزيد عن احتياجاتهم وتوقعاتهم. وبالتالي، يمكننا استخدام هذه المعلومات لتحسين منتجاتنا وخدماتنا بشكل مستمر.

في النهاية، تكرار عملية مقابلات المستخدمين يمكن أن يساعدنا في تحقيق أهداف التصميم لدينا، ويمكن أن يؤدي إلى تصميم أفضل وتجربة مستخدم محسنة على المدى الطويل.

في ختام الحديث عن أهمية مقابلات المستخدم في تجربة المستخدم (UX)، يمكننا القول أنها تشكل جسرًا بين المصممين والمستخدمين. من خلال فهم احتياجات المستخدمين وتوقعاتهم، يمكننا تصميم منتجات وخدمات تلبي هذه الاحتياجات وتتجاوز هذه التوقعات. ومع كل مقابلة نجريها، نصبح أقرب إلى تحقيق هذا الهدف.

وإذا كنت ترغب في تعميق فهمك لتجربة المستخدم وتطوير مهاراتك في هذا المجال، فإننا ننصحك بزيارة مدونة منصتنا. كما نقدم مجموعة واسعة من الدورات التدريبية التي تغطي مختلف جوانب تجربة المستخدم، بما في ذلك كيفية إجراء مقابلات المستخدمين بشكل فعال. ستساعدك هذه الدورات على تحسين مهاراتك وتعزيز فهمك لتجربة المستخدم، مما يمكن أن يساهم في تحسين تصميماتك وتقديم تجربة مستخدم متميزة. احجز مقعدك ضمن الدورات الآن؛ بانتظارك.

في النهاية، تذكر دائمًا أن المستخدم هو القلب والروح لأي تصميم. ومن خلال الاستماع إلى صوت المستخدم، يمكننا تقديم تجربة مستخدم تلبي احتياجاتهم وتتجاوز توقعاتهم.

شارك المقال عبر..

دوراتنا المميزة

اختر الدورة المناسبة لأهدافك واحجز مقعدك الآن
الدورة التأسيسية في كتابة تجربة المستخدم
10 محاضرة . 17 ساعة
+ 100 خريج
الدورة المتقدمة في كتابة تجربة المستخدم
20 محاضرة . 40 ساعة
+ 100 خريج
الدورة التأسيسية في كتابة المحتوى
13 محاضرة . 25 ساعة
جديد
الدورة المتقدمة في أنظمة التصميم
24 محاضرة . 36 ساعة
جديد
ورشة عمل قريبا
دورات أخرى
ورشة عمل Design sprint
13 محاضرة . 25 ساعة
جديد