بعد الإقبال الكبير الذي لاحظناه بشأن دراسات الحالة السابقة التي نشرناها على المنصة والتي تجدونها في تصنيف دراسة حالة، أردنا أن نأخذ الأمور إلى مستوى أعلى هذه المرة. فقررنا أن نشارك معكم دراسات حالة حيّة أعدّها المتدربون الذين تخرّجوا من إحدى دورات منصة كتابة تجربة المستخدم. واليوم يسعدنا أن نشارك معكم دراسة حالة لمنصة الخطاط أعدّها لكم الخريج هشام تعباني. فما هي منصة الخطاط ومن هو هشام؟ تعالوا لنستكشف معاً.
نبذة عن هشام
هشام تعباني خريج بكالوريوس تقنية معلومات من جامعة الملك عبدالعزيز، مختص بتصميم واجهة وتجربة المستخدم (UX/UI) وكتابة تجربة المستخدم (UX Writing). تخرّجت بتقدير عام (امتياز) من الدفعة السادسة من الدورة المتقدمة في كتابة تجربة المستخدم. وفي هذه الدراسة سأذكر التحسينات المقترحة لمنصة الخطاط في مجال كتابة تجربة المستخدم.
نبذة عن منصة الخطاط
توفر منصة الخطاط العديد من الدورات التدريبية والحقائب التعليمية لتعليم الخط العربي وتستهدف جميع الفئات العمرية (الأطفال، الشباب المراهقين وكبار السن).
الصفحات التي سنقيم عليها التحسينات
في هذه الدراسة سنركز على:
1- الصفحة الرئيسية
2- صفحة الدورات
3- صفحة تفاصيل الدورة
أولاً: الصفحة الرئيسية
رصدنا في الصفحة الرئيسية وحدها عدة مشاكل في كتابة تجربة المستخدم نذكر منها:
1- زر الاشتراك
المشكلة:
لا يوجد تطابق في نَصّ الزر، عند النقر عليه فسوف ينقلنا إلى صفحة إنشاء حساب جديد.
الحلول المقترحة:
- الاقتراح الأول: تغيير النَّص من (اشترك الآن) إلى (سجّل الآن) فهي جملة مألوفة لجميع المستخدمين والمنافسين.
- الثاني: تغيير النَّص إلى (سجّل مجانًا)، حيث أن التسجيل مجاني وتوجد دورات مجانية بالفعل تتيحها المنصة.
- الثالث: جرب مجانًا.
الاستناد:
شاهدت مواقع ومنصات المنافسين ووجدت أنهم يستخدمون جملة (سجّل مجاناً) أو (سجّل الآن)، وهي المحببة للمستخدمين بالإضافة إلى أن إحدى الشركات وجدت زيادة في نسبة التفاعل حوالي 14.6% حيث كان النص قبل التحسين “تجربة مجانية” وتم استبداله بـ “جرب مجاناً”.
2- نَصّ الدخول | حساب جديد
المشكلة:
النَصّ غير مألوف للمستخدمين.
الحل:
استبدال (الدخول) بـ (تسجيل الدخول).. و (حساب جديد) بـ (أنشئ حساب).
الاستناد:
- مشاهدة مشاريع المنافسين والتعلم منها، وتطبيقاً للقاعدة الثانية في قابلية الاستخدام التي تنص على ضرورة الربط بين النظام والحياة الواقعية (Match between system and Real world).
- يجب علينا اختبار النصوص مع المستخدمين ومراجعة النتائج.
3- تحسينات النصوص وتقليل التكرار
المشكلة:
كما نلاحظ توجد نصوص مكررة مثل تعلّم، متاحة طوال الوقت، شهادات معتمدة.
الحلول المقترحة:
- المقترح الأول:
-
- تعلم بسهولة وفعالية.
- أينما كنت ووقتما أردت.
-
- المقترح الثاني:
- وصول لا محدود.
- تابع مشاهدة التسجيلات في أي وقت.
- المقترح الثالث:
- متاحة طوال الوقت.
- إمكانية وصول لا محدودة.
- المقترح الرابع:
- شهادة معتمدة.
- من منصة الخطاط.
الاستناد:
المستخدم يشعر بالملل وعدم الثقة عند قراءته لكلمات مكررة.
4- بطاقة الدورة
المشاكل:
- البطاقة لا تتبع الطريقة المألوفة في بقية المنصات مثل: ذكر اسم الدورة أولا، وتوضيح مدة الدورة بالدقائق.
- الدورة مجانية.. فلماذا نرى 0 دولار؟
- أيقونة هل تعني عدد المقاعد المتبقية أم عدد المشتركين؟
- لا يوجد تناسق بين ألوان الأيقونات
- كلمة (المراجعات) غير متناسقة مع عدد المراجعات.
الحلول المقترحة:
- تحسين طريقة عرض معلومات الدورة.
- تحسين النصوص المستخدمة مثل: 1 مراجعة، 3 مراجعات الخ..
- توحيد الأيقونات مع اختيار الألوان.
- تمييز اسم الخطاط/الفنان بأحد الألوان حتى يعلم المستخدم أن بإمكانه تصفح الملف الشخصي للفنان أو الخطاط.
وبعد تطبيق هذه الحلول إليك كيف تبدو الأمور أوضح وأسهل للمستخدم:
الاستناد:
- ينبغي علينا دائماً تصفح المشاريع المنافسة والتعلم منها حتى لا نعيد اختراع العجلة.
- اتباع مبدأ معمارية المعلومات (Information architecture).
- في كتابة تجربة المستخدم نضع دائماً السعر الحالي يليه السعر السابق.
- مراعاة أن مستخدمي المنصة من مختلف الفئات العمرية فينبغي إضافة نصوص واضحة للجميع.
- إضافة نص تلميحي (Tooltip) عند كل أيقونة ليسهل على المستخدم فهمها
5- زر تعرف المزيد
المشكلة:
لا يوجد تناسق، النص الداعم بالأعلى يعطي فكرة تفصيلية عن المنصة وكما يتضح من الزر المقصود فمن المفترض أن الضغط على الزر سيوجّه المستخدم إلى صفحة تحتوي معلومات أكثر عن تاريخ أو نشأة المنصة، ولكن هذا لا يحدث إذ يتم توجيه المستخدم إلى صفحة الدورات.
الحل:
تغيير النص إلى تصفح الدورات.
الاستناد:
لا بد من تطبيق مبدأ التناسق (Consistency) فعندما يضغط المستخدم على زر ما فلا بد أن ينقله إلى الصفحة المقصودة لا إلى صفحة مختلفة.
6- أقسام الدورات
نقطة إيجابية:
حتى لا أذكر فقط العيوب، المنصة وضحت ما المقصود بالأرقام وهي عدد الدورات التدريبية عكس بقية المواقع العربية التي غالباً ما تضع الأرقام دون توضيح الهدف منها.
- بالإمكان تحسين النصوص بناءً على الأرقام، مثل 5 دورات تدريبية، 30 دورة تدريبية كما في الصورة:
7- قالوا عنا
المشكلة:
لا يوجد نَصّ داعم للأيقونة
الحلول المقترحة:
- إضافة نَصّ توضيحي: (ماذا قالوا عنا)
- إضافة (إفادات الزوار) أو (آراء الخطاطين)
- وكذلك إضافة منصب الشخص أسفل الاسم
الاستناد:
خذها قاعدة في كتابة تجربة المستخدم: لا تراهن على فهم المستخدم ولا تدعه يخمّن المقصود، وضّح له مباشرة المطلوب منه مع الاستعانة باختيار أيقونات مناسبة للنصوص.
كانت هذه أبرز المشاكل التي وجدناها في الصفحة الرئيسية، لننتقل الآن إلى صفحة الدورات والمشاكل التي وجدناها وكيف يمكننا حلّها.
ثانياً: صفحة الدورات
هذه هي الصفحة التي يتوجّه إليها المستخدم لمعرفة الدورات المتاحة. فيما يلي بعض المشاكل التي رصدناها:
1- قائمة الدورات
المشكلة:
يوجد تكرار للدورات بالقائمة المنسدلة وبقسم التصفية عند الأقسام.
الحل:
حذف قائمة الدورات المنسدلة من القائمة الرئيسية والاكتفاء بها في قائمة الأقسام.
الاستناد:
بناءً على تجربتي لاحظت أنني عندما أضغط على نوع الدورة بالقائمة المنسدلة سينقلني مباشرة إلى صفحة أقسام الدورة،
💡 ملاحظة مهمة:
من المهم عمل اختبار لمعرفة أي الطريقتين تناسب المستخدمين.
2- عدد الدورات
المشكلة:
ما المقصود بالأرقام الموجودة بجانب كل قسم؟
الحل:
توضيح أن هذه الأرقام تعبّر عن عدد الدورات التدريبية المتاحة في كل قسم.
الاستناد:
-
- كما ذكرنا قبل قليل لا ينبغي أن تدع المستخدم يخمّن المقصود من النصوص بل يجب على كاتب تجربة المستخدم (UX Writer) توضيح المقصود مباشرة.
- مشاهدة مواقع المنافسين.
- تجارب المستخدمين.
3- خيارات المستويات وزر النتيجة
المشكلة:
- يوجد خطأ إملائي في (مبتدء).
- نَصّ (النتيجة) بحاجة إلى تحسين.
الحلول:
- استبدال كلمة (النتيجة)بـ (عرض النتيجة) في حال اختيار المستخدم خيار واحد، و (عرض النتائج) في حال اختياره لأكثر من دورة أو مستوى.
- تصحيح الخطأ الإملائي ليصبح (مبتدئ).
الاستناد:
-
- مشاهدة مواقع المنافسين.
- اختبار النصوص مع المستخدمين.
- مراجعة القواميس اللغوية.
انتهينا من رصد مشاكل كتابة تجربة المستخدم في صفحة الدورات، والآن ننتقل إلى الصفحة الأخيرة صفحة تفاصيل الدورة لنرى بعض المشاكل الموجودة بها.
ثالثاً: صفحة تفاصيل الدورة
تعتبر هذه الصفحة هي الأكثر أهمية لأن فيها سيتخذ المستخدم قرار التسجيل من عدمه فلا بد من توضيح كافة النصوص والكلمات. إليكم أبرز المشاكل التي لاحظناها:
1- نص التقييم
المشكلة:
نجد أن رقم العدد لا يناسب كلمة التقييمات.
الحل:
تحسين النص بناءً على عدد التقييمات، مثل 1 تقييم أو 3 تقييمات.
2- بيانات محتوى الدورة
المشكلة:
مدة الدورة بحاجة إلى تحسين لتسهل قراءتها لجميع الفئات العمرية ولمن يعانون من إعاقات.
الحل:
- توضيح إجمالي الدقائق الخاصة بالقسم من أجل التناسق، حيث لا يمكن استخدم مرة بالدقائق ومرة بالساعات وخصوصًا أننا استخدمناها بالفعل في صفحة الدورات.
- توضيح الأرقام أمام جميع مقاطع القسم.
ليصبح الشكل النهائي بعد تنفيذ الحلول كما في الصورة:
3- بطاقة التسجيل بالدورة
المشاكل:
-
- ذكر سعر الدورة وهي مجانية.
- زر التسجيل لا يوضّح أنه قابل للنقر.
- لا يستطيع المستخدم الوصول إلى شروط استرداد الأموال.
- نًصّ (اتصل بنا) لا يوضّح أنه قابل للنقر.
الحلول:
-
- استبدال السعر بـ (مجاناً).
- تحسين لون الزر بحيث يكون قابل للنقر.
- إضافة توضيح بأن المستخدم يمكنه قراءة الشروط أو تفاصيل سياسة استرداد الأموال.
- جعل نَصّ (اتصل بنا) قابل للنقر.
ليصبح الشكل النهائي كما في الصورة:
💡 ملاحظة مهمة:
في حال كانت الفكرة الأساسية أن المستخدم لن يستطيع التسجيل في الدورة إلا عند تسجيل الدخول فقط، فبإمكاننا استبدال (سجّل الآن) إلى “سجّل دخولك أولاً” وبهذا سيعرف المستخدم ما يجب عليه فعله.
4- التقييمات والمراجعات
نقطة إيجابية:
جميل أن الموقع وضّح الغرض من الزر وهو عرض المزيد من التقييمات.
المشاكل:
- لا يوجد تناسق بين النصوص، حيث لاحظنا العنوان (المراجعات والتقييمات) بينما النَصّ (عرض المزيد من التقييمات).
- لا يوجد توضيح للهدف من زر (رجوع)، رجوع إلى أين؟
الحلول:
- استبدال النصوص داخل الزر إلى (عرض المزيد من التقييمات والمراجعات).
ملخص دراسة الحالة
من الملاحظات السابقة، نستنتج أن معدل انسحاب المستخدمين سيكون مرتفعاً نظراً لوجود المشاكل الأخطاء التي ذكرناها بالأعلى في كتابة تجربة المستخدم.
فما ننصح به هو اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيق التحسينات والحلول التي اقترحناها لكل مشكلة في أسرع وقت ممكن للحفاظ على المستخدمين وتحسين تجربتهم بالمنصة.
كما أنني اعتمدت في هذه الدراسة على مجهودي وخبرتي في المجال مُستنداً إلى القوانين الرئيسية في وكتابة تجربة المستخدم، وركزت على ثلاث صفحات فقط ولم أتطرق بالتفصيل لمواضيع مهمة أخرى مثل قابلية الوصول واختيار الألوان المناسبة.
والأهم من ذلك كله هو إجراء اختبارات (A/B Testing) على 10 أشخاص حقيقيين مقسمين إلى مجموعتين ثم رصد النتائج وتعديل ما يلزم من النصوص.
في حال أردت استشارة هشام في تحسين كتابة تجربة المستخدم يمكنك التواصل معه عبر حسابه على لينكدإن.
في الختام
كانت هذه دراسة حالة تفصيلية لبعض الصفحات من منصة الخطاط أعدّها من الألف للياء هشام تعباني الذي تخرّج من الدورة المتقدمة في كتابة تجربة المستخدم التي توفرها منصة كتابة تجربة المستخدم بالعربية.
🎯 يمكنك أنت أيضاً تعلّم إعداد دراسة حالة كهذه بالانضمام إلى إحدى الدورات التي نقدمها على المنصة، تصفّح صفحة دورات واختر الدورة التي تناسبك وابدأ رحلتك معنا.