عتبة دوهرتي: كيف يؤثر أداء منتجك على إنتاجية المستخدم

محتويات

بقلم: عبدالرحمن الخطيب

مصمم UI/UX | مطور ويب

إن الكنز الأثمن في عصر السرعة اليوم هو انتباه المستخدم، فكل المنتجات تعمل – يا للمفارقة – على تشتيت المستخدم، كالفيديوهات القصيرة (Reels, Shorts … إلخ). والمحتوى السريع (حالات الواتساب وقصص الانستجرام). كلها أسباب تجعل عقل المستخدم يتأرجح بين أنواع المحتوى ومشاعرها في أجزاء من الثانية، فتوجب على أصحاب المنتجات الرقمية (التطبيقات أو المواقع) الحفاظ على انتباه المستخدم، وتركيزه لتجربة مستخدم أفضل وقابلية استخدام أكثر فاعلية.

الأرقام المعيارية لـ “مدة انتباه المستخدم”

هناك 3 مُدَد رئيسية يقاس عليها انتباه المستخدم وما يفكر فيه وهي كالتالي:

  1.     0.1 ثانية

تعتبر هذه المدة (عُشر ثانية) أسرع من بديهة البشر لتقييم تحميل الموقع كـ “بطيء” مما يجعلها رقماً مثالياً للوقت اللازم لتحميل الصفحة.

  1.     0.2 – 1.0 ثانية

إن ثانية واحدة أو ما يقاربها كافيةً ليعرف المستخدم أن النظام بطيء، لكن في المقابل يكون أكثر تسامحاً لإيمانه بالتجربة بأن النظام “يقدّم له شيئاً” والوقت الذي يُستغرق ليس عيباً بل هو الوقت المستحَق لمعالجة عمليات المستخدم.

  1.     10 ثواني

في هذه المدة، لا يفقد المستخدم تركيزه بالمهمة فحسب، بل يتعطش للقيام بمهمة أخرى بدلاً من المهمة الحالية كلياً أو في غضون الـ 10 الثواني الضائعة على الأقل.

ما هي عتبة دوهرتي؟

عام 1982 نشر والتر دوهرتي وأرفيند ثاداني ورقة بحثية تحدد 400 مِلّي ثانية كمتطلب لوقت استجابة الحاسوب، وتم صياغة مبدأ دوهرتي كالتالي :

“ترتفع الإنتاجية عندما يتفاعل الحاسوب مع المستخدم بوتيرة (أقل من 400 مِلّي ثانية)، حيث تضمن ألا ينتظر أي منها الآخر.”

وكما يشير المبدأ، فإن سرعة معالجة الحاسوب تتناسب طردياً مع انتباه وإنتاجية المستخدم، كما هو موضح بالمخطط التالي:

 

عتبة دوهرتي
عتبة دوهرتي

يكمن السيناريو الأساسي لعتبة دوهرتي في أن 0.4 ثانية هو الوقت الذي قد ينسى فيه المستخدم ما يجب أن يفعل. ولا أقصد هنا أن ينسى كلياً بالمعنى الحرفي، لكن يحتاج بعد الـ 400 ملي ثانية إعادة صياغة وتذكّر ما يجب فعله مرة أخرى داخل دماغه، مما يكلفه وقتاً آخر وجهداً كما هو موضح في الشكل أعلاه.

تطبيقات لعتبة دوهرتي

لقد زرت مؤخراً أحد مواقع تحميل الكتب. عندما ضغطت على زر التحميل، ظهر لي شريطاً يعبّر عن جريان المعالجة وتجهيز الكتاب، مرفقاً – الشريط – مع جملاً تعبر عن تجهيز الكتاب وجلبه من قاعدة البيانات، بالرغم من عدم منطقية الجُمَل وسرعة الشريط المنتظمة التي جعلتني كمطور واجهات أمامية أشك بمصداقية الشريط وأيقنت أنه يتحرك برمجياً باستخدام لغة الجافاسكربت ولا يعتبر انعكاساً صادقاً عن الإجراءات التي تحصل في الخلفية، إلا أنه جعلني أشعر بالاطمئنان أن النظام يجلب كتابي بغض النظر عن سرعته.

يعتبر شريط التحميل ذلك مخدر للمستخدم؛ كما هي عملية أيقونة القلب التي تظهر مباشرةً بعد ضغطك ضغطتين على صورة على الانستجرام. معبراً عن أنه “تم” التفاعل من قبلك على المنشور، كما يحمرّ أيضاً – مباشرة – القلب الذي أسفل تغريدات تويتر (X) بالرغم أنه لم يتم تسجيل إعجابك مباشرةً في قاعدة البيانات.

حل مشكلة دوهرتي

  •       إذا كانت العملية التي تتم في الخلفية تستغرق أقل من ثانيتين فيجب ألا تظهر للمستخدم أي شريط تقدم يشوشه لمدة ثانيتين وأقل.
  •       أما بالنسبة للمدة الأكثر من ثانيتين، فيساعد وجود عنصر بصري يظهر التقدم على جعل وقت الانتظار أكثر قبولًا، بغض النظر عن دقته.
حل مشكلة دوهرتي
حل مشكلة دوهرتي

الخلاصة

انتباه المستخدم هو أمر بالغ الأهمية في عصر السرعة. عتبة دوهرتي هي 400 ملي ثانية، وهي الوقت الذي يمكن أن يفقد فيه المستخدم تركيزه.

هناك طرق لحل مشكلة دوهرتي، مثل عدم إظهار شريط التقدم للعمليات السريعة وإضافة عنصر بصري يُظهر التقدم للعمليات البطيئة.

شاركنا عبد الرحمن الخطيب معلومات رائعة عن عتبة دوهرتي؛ يمكنكم متابعة حاساباته وطلب خدماته كمصمم ومطور ويب عبر الروابط المُدرجة: قناته على اليوتيوب؛ حسابه على بينتو؛ حسابه على منصة X.

هل أنت مهتم بمجال تجربة المستخدم وتصميم المحتوى؛ يمكنك أيضاً مشاركتنا كتاباتك لنشرها ضمن منصتنا عبر رابط اكتب معنا؛ بانتظار مشاركاتكم لإغناء المحتوى العربي بمعلوماتكم.

المراجع

نمّي مهاراتك وطوّر مسارك المهني بدورات مقدمّة من خبراء

الدورة التأسيسية في كتابة تجربة المستخدم

ابدأ في تعلّم أساسيات كتابة تجربة المستخدم، وتأهل لتصبح كاتب تجربة مستخدم في سوق العمل.

الدورة المتقدّمة في كتابة تجربة المستخدم

احترف كتابة تجربة المستخدم وتصميم المحتوى، وانضم إلى نخبة من المميزين في سوق العمل.