عندما تبدأ في تصميم واجهات المستخدم لأي منتج، قد تشعر بالحيرة لأنك ستواجه العديد من الأسئلة. مثلاً، قد تتساءل: لماذا نحتاج إلى تعلم النظريات والتمارين المرتبطة بالتصميم؟ ولماذا نستخدم أدوات معينة لتصميم الواجهات؟
السبب هو أن تصميم الواجهات ليس مجرد رسم أشكال جميلة، بل هو عملية تعتمد على مبادئ مدروسة لضمان أن تكون الواجهة مفهومة وسهلة الاستخدام.

عالم صناعة التكنولوجيا يبدو معقداً جداً، ويتطلب التعلم والصبر. معظم الأشخاص عندما يبدأون في تعلم البرمجيات أو التصميم، يميلون إلى اختيار أمور بسيطة مثل استخدام برامج مثل “فوتوشوب” لتصميم الشعارات، لأنهم يخشون من الخوض في التفاصيل المعقدة للتكنولوجيا وتصميم البرمجيات.

في الماضي، كان تصميم “البوسترات” (Posters) شائعاً، لكنه كان يركز فقط على الجانب البصري (الشكل)، ولم يكن يأخذ بعين الاعتبار سهولة الاستخدام أو مدى فائدة التصميم للمستخدمين. بل وفي بعض الأحيان، كانت التصاميم تنقل رسائل غير واضحة أو حتى خاطئة.
لاحقاً، بدأ الأشخاص المهتمون بالتكنولوجيا بالتوجه إلى تصميم المواقع (Web Design). لكن في ذلك الوقت، لم يكن هناك تخصصات واضحة أو معايير محددة لتصميم الواجهات أو المواقع، مما جعل هذا المجال أقل تنظيماً مما هو عليه اليوم.

إذاً، الهدف هنا هو أن تصميم الواجهات يتطلب فهماً أعمق من مجرد إنشاء شكل جميل، بل يجب أن يُبنى على أساسيات تساعد المستخدم وتحقق الهدف المطلوب.

مراحل تصميم الواجهات

كما يقال، فإن المرور بكامل مراحل التصميم وتطبيقها بطريقة صحيحة يجعلك ملكاً على عرش الإبداع، لذلك المرور بهذه المراحل يضمن لك تصاميم إبداعية. وهي:

افهم عميلك

في البداية، يجب أن يجتمع فريق العمل مع العميل لفهم متطلبات المشروع بشكل كامل. الهدف هنا هو معرفة التفاصيل الدقيقة حول المنتج الرقمي الذي سيتم تصميمه، مثل:

• من هم المستخدمون المستهدفون؟
• ما المشكلة التي يحلها المنتج؟
• ما الشكل أو النتيجة النهائية التي يتوقعها العميل؟
• فهم هذه الأمور يساعد على بناء أساس قوي للعمل.

التدفق والمخططات الهيكلية (Flows and Wireframes)

هذه المرحلة أساسية جداً لأنها تحدد طريقة عمل المنتج وتنقل المستخدم بين أجزاءه المختلفة.

• • يتم هنا تصميم “إطار العمل” للمنتج، أي كيف ستبدو الشاشات أو الصفحات، دون الاهتمام بالألوان أو التفاصيل الجمالية.
  • نستخدم تصاميم بسيطة وخطوط رمادية لتجنب التشتت، والتركيز على تجربة المستخدم وسهولة التنقل.

الهدف هو التأكد من أن المستخدمين يمكنهم استخدام المنتج بسهولة قبل الانتقال إلى تصميمه بشكل كامل.

اختبار قابلية الاستخدام

تصميم المنتج بدون اختباره يشبه “الصراخ تحت الماء”؛ لا أحد يسمعك!

• • • في هذه المرحلة، يتم عرض التصميم الأولي (النسخة التجريبية) على المستخدمين الحقيقيين لمعرفة مدى سهولة استخدامه وفهمه.
    • بما أن المنتج ما زال في بداياته، يمكن إجراء تغييرات بسهولة دون خسائر كبيرة.

هذا الاختبار يساعد في تحسين التصميم بناءً على ردود فعل المستخدمين.

لوحة مزج الأفكار (Mood Boarding)

هذه الخطوة تركز على الشكل والأسلوب العام للمنتج:

• • • • يتم جمع صور وألوان وخطوط ورسومات تعبر عن الأسلوب المطلوب للمنتج.
      • الهدف من هذه المرحلة هو الوصول إلى تصور مشترك بين الفريق والعميل حول الشكل النهائي للمنتج.

هذه اللوحة تكون بمثابة مرجع بصري لتوجيه التصميم لاحقاً.

الاستكشاف

هذه المرحلة هي الأكثر إبداعاً، حيث يبدأ المصممون بالتجريب وإضافة اللمسات الجمالية.

• يتم اختيار صفحة أو شاشتين أساسيتين من التصميم الهيكلي، ثم يتم تلوينها وإضافة الصور والرسومات والأيقونات المناسبة.

الهدف هو تحديد الشكل النهائي لواجهة المنتج (مثل الألوان، الأزرار، والتفاصيل الأخرى) بما يتماشى مع رغبات العميل واحتياجات المستخدم.

التصميم النهائي

بعد موافقة العميل على التصميم التجريبي، يتم تطبيق التصميم على جميع الشاشات والصفحات في المنتج.

• • في هذه المرحلة يتم الانتهاء من التفاصيل الدقيقة، مثل الخطوط، الألوان، الأيقونات، والرسومات.
  • تُعد هذه المرحلة الأطول، لأنها تشمل تصميم كل جزء من المنتج وتجهيزه للاستخدام الفعلي.
  • يتم أيضاً إعداد دليل أسلوب التصميم (Style Guide) ليكون مرجعاً لأي تعديلات مستقبلية.

نماذج التصميم الأولية وإعادة اختبار تجربة المستخدم

تصميم الواجهة لا يقتصر على مجرد إنشاء شاشة جميلة أو ثابتة، بل يتعلق بكيفية تفاعل المستخدم مع الواجهة. لذلك، النماذج الأولية (Prototypes) تلعب دوراً كبيراً في تحسين تجربة المستخدم.

• • ما هي النماذج الأولية؟
    النماذج الأولية هي تصاميم تفاعلية تشبه المنتج النهائي، لكنها ليست مكتملة تماماً.
    • تتيح هذه النماذج رؤية كيفية تفاعل العناصر المختلفة (الأزرار، القوائم، النوافذ…) مع بعضها البعض.
    • تساعد المستخدمين على فهم كيفية استخدام المنتج وتجربة التفاعل معه بشكل واقعي.
  • أهميتها:
    • تسهل على المطورين فهم كيفية عمل المنتج.
    • تساعد في التحقق من أن التصميم عملي ومفهوم للمستخدمين (User Validation).
    • تمنح الفريق فرصة لإجراء تحسينات قبل الانتقال إلى المرحلة النهائية.

نظام التصميم (Design System)

نظام التصميم هو أداة أو إطار عمل يساعد على تنظيم التصميمات الرقمية بشكل متسق ومنظم.

• ما هو نظام التصميم؟
  هو مجموعة من المكونات (مثل الأزرار، الأيقونات، الخطوط، الألوان) التي يمكن إعادة استخدامها في كل أجزاء المنتج.
  • يتم تنظيم هذه المكونات بأسلوب محدد لضمان أن جميع أجزاء المنتج تعمل معاً بتناغم واتساق.
  • يوفر نظام التصميم مرجعاً ثابتاً لفريق العمل لتجنب الارتباك عند إجراء تعديلات مستقبلاً.
• فوائده:
  • يزيد من سرعة العمل لأن المكونات جاهزة.
  • يضمن استمرارية نفس الأسلوب والشكل في جميع أجزاء المنتج.
  • يقلل من الأخطاء أو الفوضى عند إجراء تحديثات مستقبلية.

التحقق من صلاحية التصميم وتسليم المشروع

بعد الانتهاء من تصميم الواجهة وتجهيز النماذج الأولية، تأتي مرحلة تسليم المشروع.

• كيف يتم التحقق؟
  • يُعرض المنتج على المستخدمين الحقيقيين للتحقق من أنه يلبي احتياجاتهم ويتناسب مع توقعاتهم.
  • يتم إجراء تحسينات إذا لزم الأمر.
• ما يتم تسليمه؟
• ملفات المشروع (مثل النماذج الأولية من أدوات مثل Figma).
• خريطة واضحة للشاشات والواجهة (Interface Map).
• دليل التصميم (Design System) الذي يوضح جميع العناصر وأسلوب استخدامها.
• نماذج تفاعلية ومقاطع فيديو توضح طريقة عمل المنتج.
  هذه الخطوات تضمن أن المنتج النهائي سيكون عملياً وقابلاً للاستخدام.

التعلم المستمر: الطريق إلى الإبداع

رحلة تعلم تصميم واجهات المستخدم قد تبدو مملة في البداية، خاصة مع كثرة المعلومات. لكن مع الاستمرار في قراءة الكتب والمقالات وممارسة التصميم، ستكتسب مهارات جديدة وتفتح أمامك آفاق أوسع.

• التعلم المستمر ضروري لأنه:
  • يساعدك على مواكبة التغيرات والتقنيات الحديثة.
  • يجعلك قادراً على الإبداع والابتكار بشكل أفضل.
  • يمنحك فهماً أعمق لتصميم واجهات تلبي احتياجات المستخدمين.

تعرّف على نظام التصميم الموحد في السعودية: فرصة لتطوير مهاراتك.

انضم إلى دورة متقدمة حول أنظمة التصميم، حيث ستتعلم كيفية بناء وتصميم أنظمة فعّالة تعزز تجربة المستخدم باستخدام نظام التصميم الوطني السعودي. هذه الدورة تقدم لك:

• تعلم عملي لبناء مكتبة مكونات قابلة لإعادة الاستخدام.
• تعزيز التعاون بين المصممين والمطورين لتسريع الإنتاج.
• تطبيق عملي لمبادئ التصميم الذري (Atomic Design).

احجز مقعدك الآن الآن لتكتسب مهارات مطلوبة في السوق، وتساهم في تصميم واجهات متقنة ومتناسقة.

المراجع: ترجمة_وبتصرّف_للمقال