إذا كنت مهتمًا بمجال كتابة تجربة المستخدم وتصميم المحتوى، فإن هذا الدليل يأتي ليكون مصدرك الشامل والقيّم لمعرفة المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بهذا المجال المهم. في هذا العالم المعقد والمتغير باستمرار، نقدم لك هذا الدليل الذي يعكس تفانينا في توفير المعلومات والإرشادات الأساسية بشكل مبدع ومفيد.
تجربة المستخدم (UX) ليست مجرد مجال تقني، بل هي فن تعامل التفاعل الإنساني مع التكنولوجيا. إن كتابة تجربة المستخدم (UX Writing) هي السر الذي يجعل هذا التفاعل سلسًا وممتعًا. هنا، نتحدث عن إبداع في تصميم الكلمات والنصوص.
في هذا الدليل، لن نسرد تعريفات للمصطلحات، بل سنسعى إلى استنباط جوهرها ونقلها إليك بأسلوب إبداعي وجذاب يجعلك تتعمق في عالم كتابة تجربة المستخدم وتصميم المحتوى.
نعلم أن العمل في مجال تجربة المستخدم وكتابة المحتوى يتطلب فهمًا عميقًا ومعرفة واسعة، لذا سنقدم لك مواد قراءة إضافية لتتمكن من اكتشاف المزيد عن كل مصطلح.
نأمل أن يكون هذا الدليل مصدرًا ملهمًا للكُتّاب ومصممي تجربة المستخدم وجميع من يهتمون بتحسين تجارب المستخدم وتصميم المحتوى بطرق إبداعية ومبتكرة. فلنستمتع برحلة استكشاف هذا العالم الممتع والمثير معًا.
? اختبار أ / ب – A/B testing
اختبار أ / ب (A/B Testing) طريقة منهجية تُستخدم لاختبار وتقييم أداء عناصر واجهة المستخدم (UI)، مثل النصوص، الصور، الألوان، الكلمات أو تصميمات مختلفة. يهدف هذا الاختبار إلى معرفة أي نسخة تحقق أفضل النتائج وتعزز من أهداف المنتج أو الخدمة التي تُقدم للعملاء.
كيف يعمل اختبار أ / ب؟
عند إجراء اختبار أ / ب، يتم تقسيم الجمهور المستهدف إلى مجموعتين أو أكثر (مثل مجموعة أ ومجموعة ب)، ويتم عرض إصدار مختلف من عنصر واجهة المستخدم لكل مجموعة. ثم يتم مراقبة استجابة المستخدمين لكل إصدار من خلال مقاييس مثل معدل النقر (Click-Through Rate) أو معدل التحويل (Conversion Rate).
مثال:
لنفترض أنك تدير متجرًا عبر الإنترنت وترغب في معرفة أي لون زر “شراء الآن” يجذب المزيد من الزبائن ويزيد من عمليات الشراء. يمكنك القيام بـ A/B Testing على الصفحة الرئيسية حيث تظهر زر الشراء. في الإصدار A، يكون الزر أحمر اللون، بينما في الإصدار B يكون الزر أزرق اللون. بعد مدة من الوقت، تحصل على البيانات وتجد أن الإصدار B حصل على معدل تحويل أعلى بنسبة كبيرة. بالتالي، يمكنك اتخاذ قرار بتغيير لون الزر إلى اللون الأزرق لتحسين تجربة المستخدم وزيادة المبيعات.
باختصار، اختبار أ / ب هو أداة قوية تساعد كتّاب تجربة المستخدم ومصممي واجهة المستخدم على تحسين المحتوى والتصميمات بناءً على البيانات الفعلية واحتياجات المستخدمين.
♿️ إمكانية الوصول – Accessibility
مبدأ تصميم تنفيذي يهدف إلى جعل المنتجات والخدمات وواجهات المستخدم متاحة وسهلة الاستخدام لجميع الأشخاص، بغض النظر عن قدراتهم البدنية أو الحسية. يعني هذا أنه يجب أن تكون المعلومات والوظائف متاحة للجميع بغض النظر عن إعاقاتهم، سواء كانت سمعية، بصرية، جسدية، أو غيرها.
كيف تعمل إمكانية الوصول؟
عند تطبيق مبادئ إمكانية الوصول، يتم تضمين ميزات وتصميمات تجعل المنتجات والواجهات أكثر استقبالًا لمجموعة متنوعة من الأفراد. على سبيل المثال، يمكن تضمين خيارات تكبير النص أو استخدام شاشات اللمس لتسهيل الوصول لأولئك الذين يعانون من صعوبة في استخدام الفأرة.
مثال:
ضمن موقع تابع لمؤسسة تعليمية، يمكن تحسين إمكانية الوصول عبر توفير نصوص بديلة للصور والرسومات، وتصميم الصفحة بحيث يمكن للمستخدمين المكفوفين استخدام قارئات الشاشة لفهم المحتوى بسهولة. يمكن أيضًا تقديم خيارات لتكبير النص للأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر، وضمان أن الألوان المستخدمة تكون مناسبة للأشخاص الذين يعانون من عمى الألوان.
باختصار، إمكانية الوصول ليست مجرد واجهة جذابة أو ملائمة، بل هي فلسفة تصميم تسعى إلى جعل التكنولوجيا والمعلومات متاحة للجميع، وجزء أساسي من تصميم شامل يهدف إلى تحسين تجربة المستخدم للجميع.
? بوت المحادثة (ChatBOT)
برنامج أو نظام يتم برمجته للقيام بمحادثات نصية مع المستخدمين بشكل آلي. هذه المحادثات يمكن أن تكون مع واجهات المستخدم على الإنترنت، والتطبيقات، والمواقع الإلكترونية، وغيرها، وتهدف إلى تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات والإجابات على الأسئلة، وحل المشكلات، وتوجيه المستخدمين.
كيف يعمل بوت المحادثة؟
يمكن لبوتات المحادثة أن تعتمد على مجموعة متنوعة من التقنيات. بعضها يعتمد على نماذج محددة مسبقًا للإجابة على الأسئلة والتفاعلات المتوقعة. بينما يعتمد آخرون على تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لفهم ما يقوله المستخدم بشكل أكثر دقة واستجابةً لأسئلتهم واحتياجاتهم.
مثال:
لنفترض أنك تمتلك موقعًا لمتجر إلكتروني للملابس وترغب في توفير دعم فوري للعملاء على موقعك. يمكنك استخدام بوت المحادثة لإنشاء نافذة محادثة صغيرة تظهر عندما يقوم العملاء بزيارة الموقع. يمكن للبوت استقبال استفساراتهم حول المنتجات، والأسعار، وعمليات الشراء، وحتى متابعة الطلبات. بوت المحادثة سيفهم استفسارات العملاء والرد عليها بشكل سريع وفعال، مما يوفر تجربة مستخدم جيدة ويسهم في زيادة المبيعات.
باختصار، بوتات المحادثة تعتبر واحدة من الوسائل التكنولوجية المبتكرة لتقديم خدمة العملاء والتفاعل مع المستخدمين بشكل فعّال من ناحية التكلفة، وهي مثال بارز على كيفية استخدام التكنولوجيا لتحسين تجربة المستخدم.
? استراتيجية المحتوى – Content Strategy
عملية تخطيط وتحديد كيفية استخدام اللغة والمحتوى لدعم وتحقيق أهداف المنتج أو التطبيق من خلال توفير تجربة مستخدم ممتازة. تعتمد هذه الاستراتيجية على فهم عميق لاحتياجات وتوقعات المستخدمين وتحليلهم.
كيفية تطبيق استراتيجية المحتوى في كتابة تجربة المستخدم؟
- تحليل المستخدمين: يبدأ كتّاب تجربة المستخدم بفهم جمهور المنتج بعمق. يحللون احتياجاتهم وأهدافهم والمشكلات التي يواجهونها عند استخدام المنتج.
- تحديد الأهداف: بناءً على التحليل السابق، يتعين على الكتّاب تحديد أهداف ورسالة المحتوى بشكل واضح. مثلاً، هل الهدف هو دعم المستخدمين في استخدام ميزة معينة أم توجيههم إلى الخدمات المناسبة؟
- تطوير اللغة والأسلوب: اختيار الكلمات والعبارات والأسلوب الأمثل للتواصل مع المستخدمين بفعالية وتوجيههم بشكل صحيح.
مثال:
لنفترض أنك تعمل على تطوير تطبيق لتعلم اللغات وهدفك هو دعم المستخدمين في تحسين مهارات اللغة الأجنبية. في هذه الحالة، على استراتيجية المحتوى تضمين إرشادات وتوجيهات وأمثلة توضيحية تساعد المستخدمين على استخدام التطبيق بكفاءة. على سبيل المثال، عند شرح كيفية استخدام ميزة تسجيل الصوت للنطق الصحيح، ينبغي أن يكون النص واضحًا وبسيطًا وموجهًا بشكل يضمن التواصل الفعّال مع المستخدمين وتحقيق هدفهم في تعلم اللغة بفعالية.
نتيجة لما سبق، استراتيجية المحتوى في كتابة تجربة المستخدم تهدف إلى تحقيق تواصل فعّال بين المستخدم والمنتج من خلال استخدام اللغة والمحتوى بشكل يدعم تحقيق أهداف المستخدم والمنتج.
? مستند العرض – (Copy document)
وثيقة تُستخدم في مشاريع مختلفة لتوحيد المحتوى وتوجيه الجميع نحو تنفيذ المشروع بطريقة متناسقة ومنسجمة. يعمل هذا المستند على توضيح الرؤية والأهداف والتفاصيل المهمة للمشروع بشكل يجعلها مفهومة لجميع الأطراف المشاركة، مثل الكُتّاب، وأصحاب العمل، والمطورين، والمصممين، وغيرهم.
عناصر مستند العرض:
- الشرح والتفاصيل: يتضمن المستند شرحًا دقيقًا للمشروع والهدف الرئيسي له. يتم توضيح المزايا والمميزات الرئيسية والجوانب التقنية إن وجدت.
- الصور والرسوم البيانية: تُضاف صور ورسوم بيانية لتوضيح نماذج المنتج أو التصميمات المفترضة. هذه العناصر تعزز الفهم وتجعل المشروع أكثر وضوحًا.
- العناوين الرئيسية: يُستخدم النص المميز والعناوين البارزة لتنظيم المعلومات وتسليط الضوء على النقاط الرئيسية في المستند.
- الأزرار والروابط: يُمكن أن تحتوي مستندات العرض على أزرار أو روابط لمزيد من التفاصيل أو الموارد الإضافية للمشروع.
مثال:
لنفترض أنك تعمل في فريق تطوير تطبيق محمول جديد. تعمل على إعداد مستند العرض لشرح مفهوم التطبيق والأهداف المبدئية. يتضمن المستند شرحًا وافيًا للميزات الرئيسية للتطبيق، مع صور للواجهة المستخدم والشاشات الرئيسية. كما تضيف أزرارًا توجيهية لتحميل النسخة التجريبية من التطبيق لمزيد من التجربة.
بناء على ما سبق، مستند العرض هو أداة أساسية في مجال إدارة المشاريع وتطوير المنتجات، حيث يسهم في توجيه وتوحيد الفرق المشاركة نحو تنفيذ المشروع بنجاح وبشكل متفق عليه.
في ختام الجزء الأول لأهم مصطلحات كتابة تجربة المستخدم (UX Writing) وتصميم المحتوى، قدّمنا بعض تعاريف وشروحات لعدد من المصطلحات المهمة في هذا الميدان الرائع. نتمنى أن يكون قد أضاف لكم فهمًا أفضل للمفاهيم الأساسية المستخدمة في كتابة تجربة المستخدم وتصميم المحتوى.
للمزيد من التعلم والتطوير في هذا المجال، نود أن نشير إلى دورات منصة “UX Writing بالعربية” تقدّم تدريبًا شاملاً ومتخصصًا في كتابة تجربة المستخدم باللغة العربية. هذه الدورات تمثل فرصة رائعة للمهتمين بتعلّم مهارات كتابة تجربة المستخدم وتطويرها بشكل محترف.
نراكم في الأجزاء القادمة لـ أهم مصطلحات الـ UX Writing وتصميم المحتوى
