أتيحت لنا الفرصة لإجراء مقابلة حوارية مع أ. نبيل مقبل خبير في مجال تعريب البرمجيات ومساهم في تعريب موقع ووردبريس (WordPress) الشهير.
مدخل إلى التعريب وأهميته
يمكننا تعريف التعريب بأنه عملية تكييف لمنتج ما لغوياً وثقافياً للمستخدمين حسب مفهوم مجتمعهم، وتجدر الإشارة إلى أن هذا المصطلح موجود منذ الثمانينيات لكن زادت أهميته خلال الأعوام القليلة الماضية.
أخبرنا عن بداياتك في فريق الترجمة في ووردبريس
كانت بداية انضمامي لمنصة ووردبريس عام 2008 كشخص عادي يحب الاستطلاع والفضول لكل ما هو جديد، إلا أنني سرعان ما تعرّفت على الأستاذ رشيد بيدوسي ولمن لا يعرفه فهو من أوائل الأشخاص الذين وضعوا حجر الأساس في تعريب وترجمة ووردبريس.
في عام 2015 تواصلت معه عبر البريد للاستفسار عن بعض الأمور فيما يتعلّق بالترجمة والتعريب ومن ثمّ تحوّل حب الاستطلاع والفضول تدريجياً إلى تكليفي بمهام التعريب والترجمة لأشهر إضافات ووردبريس: إضافة ووكومرس (WooCommerce) وهي إضافة تتيح إنشاء متجر إلكتروني متكامل.
كيف ترى أهمية الترجمة في الفترة الحالية؟
أرى أن الترجمة في الفترة الحالية تزداد أهميتها وحاجتنا إليها يوماً بعد يوم. سواء ترجمة المواقع التي نستخدمها بشكل شخصي أو تلك المواقع التي تنشر مقالات علمية وشروحات باللغة الأجنبية. دائماً ما كانت تواجهنا مشكلة كمطورين تتمثّل في أننا لسنا خبراء في كل المجالات وبالتالي لم نكن نجيد الترجمة الدقيقة التي تعبّر عن مضمون المحتوى.
لذلك ينبغي أن يتكاتف الجميع ويهتم بمجال الترجمة والتعريب لتلك المواقع. ونجد هذا الاهتمام الكبير في دول مثل ألمانيا واليابان حيث يعملون بشكل مكثّف للبحث عن المحتوى النافع وترجمته إلى لغتهم الأم. وفي اعتقادي أننا في الوطن العربي لدينا فرصة كبيرة لأن يساهم كل شخص بحسب مجاله وتخصصه في ترجمة وتعريب بعض المصادر المفتوحة (Open Source)
عن تزايد استخدام المصادر المفتوحة وعلاقتها بباقي المجالات
نجد أن المصادر والبرمجيات المفتوحة القائمة على مبدأ التعاون والتشارك تتيح لك طريقاً آخر غير متوقع.. إضافة إلى أن لكل مطوّر أسلوبه الخاص في مجال البرمجيات.
كيف نستفيد من الترجمة والتعريب مادياً؟
كثير من الأشخاص يسألونني هذا السؤال رغبة منهم في دخول مجال الترجمة والتعريب. كما ذكرتُ قبل قليل أن بدايتي كان سببها حب الفضول والاستطلاع وكونها مجرد هواية أكثر منها وظيفة أو مهنة. لكن عموماً أعتقد أن الاستفادة الكبرى من العمل أو التطوع في مجال الترجمة والتعريب أنه يعلّمك مهارة العمل الجماعي.. واكتساب مهارة البحث وغيرها من المهارات التي ستجد نفسك تتعرّض لها أثناء رحلتك في الترجمة.
أما بالنسبة للاستفادة من الترجمة والتعريب في الحصول على وظيفة فمن المؤكد أنك لو بحثت ستجد العديد من الشركات والمواقع والبرمجيات التي تتمنّى لو أنها موجودة باللغة العربية. وأن يأخذ أحد ما على عاتقه مهمة ترجمة وتعريب هذه المواقع. هنا تأتي فرصتك في أن تكون جزءاً من المساهمين في ذلك من خلال التواصل مع تلك الشركات وعرض خدماتك عليهم أو حتى التطوّع لتعريب وترجمة محتواهم. فالعديد من الشركات تبحث بالفعل عن مساهمين ومتطوعين. مع الوقت ستحصل على فرصة حقيقية للاستفادة المادية والحصول على وظيفة في مجال الترجمة والتعريب.
هل لديك بعض القصص أثناء عملك في مجال الترجمة والتعريب؟
أذكر قصة نادرة حدثت معي بالفعل.. تواصل معي أحد الأشخاص قبل فترة يسألني عدة أسئلة، في البداية سألني عن طريقة إدارة موقع. بعد ذلك سألني عن طريقة إظهار بعض العبارات في الموقع، ثم عاد بعدها يسألني عن طريقة تحرير وتحسين الترجمة. وجدته شخصاً لديه حب التعلّم الذاتي وشغف المعرفة.
تمر الأيام وتمضي الشهور إلى أن تواصلت ذات يوم مع إحدى شركات التطوير التي توفر إضافات برمجية لها علاقة بالووردبريس لأطلب منهم تعديل بعض الأمور التي تسمح للإضافة بالتوافق مع اللغة العربية لكنّي تفاجئت من ردّهم. أخبروني أن عليّ التواصل مع الشخص المسؤول عن مثل هذه الأمور.. لأكتشف أنه هو نفس الشخص الذي كان يتواصل معي سابقاً. فالشاهد من القصة أن تستمر في رحلة التعلّم والاطلاع حتى تحقّق أهدافك التي تريدها.
بحكم خبرتك.. ما الفرق بين الترجمة والتعريب؟
في المشاريع الرقمية عموماً لا يوجد فرق كبير، لكن نلاحظ فرقاً جوهرياً من ناحية توطين اللغة (localisation) حيث الاهتمام لا يقع على النصوص فقط. وإنما هناك أمور أخرى مثل الأيقونات والحقول النصّية. بالإضافة إلى ضرورة مراعاة ثقافة المجتمع عند الحديث عن التعريب والتوطين.
أما الترجمة فهي تختص بالنصوص فقط ولا تحتاج لأي تفاصيل أخرى. فمن ذلك نستنتج أن التعريب والتوطين أشمل وأعم من الترجمة.
تنويه: هذا المقال خلاصة ما تم عرضه في جلسة من جلسات المنصّة بعنوان “تعريب البرمجيات لتحسين تصميم المحتوى” استضفنا فيها أ. نبيل مقبل، خبير في مجال تعريب البرمجيات وأحد أهم أعضاء فريق تعريب (WordPress) الشهير وحاوره أ. محمود عبدربه مؤسس منصّة تعلّم كتابة تجربة المستخدم بالعربية.
يمكنك مشاهدة الجلسة على قناتنا على يوتيوب.