ما الفرق بين أنظمة التصميم وتصميم الأنظمة (Design Systems and Systems Design)؟
يشكّل الوضوح والدقة عادةً جوهَر المشهد الرقمي، ومع ذلك، تظلّ بعض المصطلحات الشائعة عرضة للالتباس، كما هو الحال مع مصطلحَي أنظمة التصميم وتصميم الأنظمة – “Design Systems” و”Systems Design”. حيث لازال بعض من موظفي الموارد البشرية وفِرق التوظيف يجمع بين أنظمة التصميم وتصميم الأنظمة وكأنهما تخصّص واحد، ويرسل عروض العمل على هذا الأساس، بينما كل منهما تخصّص بحدّ ذاته.
ورغم ارتباطهما الوثيق، إلا أنّ لكل من هذين التخصّصَين دوراً مميزاً وأساسياً في بناء تجارب رقميّة متينة ولا يمكن جمعهما في خانة عمل واحدة. سنستعرض في مقالنا هذين المفهومين ونكشف الفروق الجوهرية التي تميّزهما.
أنظمة التصميم (Design Systems): لغة تجربة المستخدم
تمثّل أنظمة التصميم منظومة متكاملة من العناصر التصميمية القابلة لإعادة الاستخدام (Reusable Components)، مدعومة بإرشادات تفصيلية وأدلّة وتوجيهات لفِرق العمل لضمان الاتساق البصري وتجربة مستخدم موحّدة عبر جميع المنصات الرقمية التابعة للمؤسسة.
يمكن القول إن أنظمة التصميم لغة مشتركة تمكّن الفرق من بناء واجهات استخدام متجانسة وفعّالة على نطاق واسع. إنها توفّر الكفاءة والسرعة في العمل، وتقلّل الأخطاء، وتوحّد الهويّة التجارية للمؤسسة في جميع خدماتها.
اقرأ أيضاً: المكونات القابلة لإعادة الاستخدام (Reusable Components) في أنظمة التصميم
تصفّح أيضاً: 5 مزايا لأنظمة التصميم UX تسهم في تحسين تجربة المستخدم
عناصر نظام التصميم
عادةً ما يضم نظام التصميم عناصر رئيسية تشمل:
- المكوّنات البصرية: وهي اللّبنات الأساسية التي تشكّل الواجهات الرقمية؛ مثل الأزرار، والنماذج، والبطاقات، والنوافذ المنبثقة وغيرها. تقلّل هذه العناصر الجاهزة الجهود المكرّرة من الفريق، مما يسرّع عملية التطوير ويساعده في الالتفات لمهام أكثر ضرورة.
- القواعد التصميميّة: مجموعة المبادئ التي تحكم المظهر البصري للمنتج، بما في ذلك الخطوط، ولوحات الألوان، والتباعد، وأنظمة الشبكات. تضمن القواعد التصميميّة لغة بصرية متناسقة ما يجعل منتجات الشركة أكثر وثوقيّة.
- التوثيق والإرشادات: ويعني أن اتباع نظام تصميم في الشركة يشمل بناء إرشادات وأدلّة شاملة، ودلائل أسلوب، وأمثلة على كيفية التنفيذ وأفضل الممارسات المتّبعة. مما يوفر مرجعاً أساسياً لجميع الفِرق ويمكّنها من الحفاظ على الاتساق واتباع المعايير المعتمدة بدون اجتهادات شخصيّة قد تفتعل مشاكل غير محسوبة.
مزايا نظام التصميم
يحقّق هذا النظام فوائد جوهرية لأعمالك؛ أبرزها:
- تعزيز الاتساق والتخلّص من تجارب المستخدم غير المترابطة والمجزّأة والتي تنشأ أحياناً من بناء التصاميم المختلفة لنفس الخدمة من الصفر كل مرة.
- رفع كفاءة العمل إذ وجدت الدراسات أن بناء تصاميم جديدة اعتماداً على تصميم موجود بالفعل أسرع بـ 3 مرات، وهذا يمكن تحقيقه بفضل المكونات القابلة لإعادة الاستخدام.
- تمكين منظومة العمل من التّوسع وفق الاحتياجات المتغيرة وذلك بفضل جودة ودقة العمل التي يحقّقها نظام التصميم.
من الجدير بالذّكر..
عادةً ما يكون المهندسون العاملون في مجال أنظمة التصميم على معرفة واسعة بالتصميم البصري وتجربة المستخدم، كما أنهم يشاركون في تطوير وتحسين أدوات التصميم مثل “Figma”. ورغم أنهم لا يطوّرون التطبيقات كاملةً؛ إلا أنهم يلعبون دوراً محورياً في ضمان تناسق واجهات المستخدم.
على مرّ السنوات، ارتبطت تلك المهام بهندسة الواجهات الأمامية (Frontend Engineering)، وقد كانت مهام مطور الواجهات الأمامية محصورة جداً، لكن شهد هذا المصطلح تطوراً كبيراً مع الوقت. واليوم، يمتدّ نطاق مهام مطوّر الواجهات ليشمل أدواراً تتعدّى المتصفحات التقليدية، نظراً لاتساع نطاق مسؤولياته، فأصبح مسؤولاً عن إدارة حالة التطبيقات والاتصال بخدمات الواجهة الخلفية وغيرها من المهام.
تصميم الأنظمة (Systems Design): هندسة البنية التقنية
على الجانب الآخر، يتناول تصميم الأنظمة ما وراء السّتار، أي البنية التحتية للتطبيقات الرّقمية. يُعنى تصميم النظام بتحديد بنية النظام ومكوناته ووحداته وواجهاته وبنيته العامة لتلبية متطلبات وأهداف محددة. أي يُعنى بتصميم وهندسة أنظمة البرمجيات ككل، حيث يركّز على بناء أنظمة برمجية قوية وقابلة للتوسّع، مع ضمان الكفاءة والموثوقية.
إذن، هو تخصّص تقني يهتمّ بتصميم وتنفيذ الآليات التي تشغّل التطبيقات الرقمية، ويتضمن ذلك وضع مخطط تفصيلي يوضح كيفية تفاعل العناصر المختلفة وعملها معاً لتحقيق الأداء الوظيفي والموثوقية المطلوبة.
هلا لاحظتَ الاختلاف الجوهري بين أنظمة التصميم وتصميم الأنظمة؟ لاحِظ أن تصميم الأنظمة تخصص عميق ودقيق ولا يمكن التماسه بالنظر، ويُعتبر عَماد المشروع، بينما تميل أنظمة التصميم لأن تكون آلية انضباط وتنسيق وترتيب وحفاظ على واجهة العمل، وتظهر واضحة للجميع.
عناصر تصميم النظام
تشمل عناصر تصميم النظام الأساسية ما يلي:
- هندسة الأنظمة: وهي المخطط العام الذي يحدد تصميم قواعد البيانات، واختيار التقنيات، واستراتيجيات التوسّع، واعتبارات الأمان.
- الأداء: ويشمل تحسين استراتيجيات معالجة الاستعلامات (طلب البيانات والمعلومات)، وإدارة الأحمال، والتخزين المؤقت وغيرها، وذلك لضمان كفاءة وسرعة استجابة الأنظمة.
- الاستقرار والموثوقية: ويتضمّن آليات التحمّل للأعطال، وخطط مراقبة النظام وموارده، والتعافي من الكوارث، وغيرها من الاستراتيجيات التي تضمن استمرارية عمل المنظومة.
مزايا تصميم النظام
يوفر تصميم الأنظمة مزايا هائلة، من بينها:
- استيعاب التوسع: يمكن للأنظمة المصممة جيداً التعامل مع النمو الكبير والتوسع في حركة البيانات دون تغييرات سلبية مفاجئة في الأداء.
- تقليل الأعطال: تتميز الأنظمة جيدة التصميم بمرونتها في مواجهة الأعطال وإمكانية التعافي السريع منها.
- تحسين الأداء من خلال الاستجابة السريعة للنظام ما يضمن تجربة مستخدم سلسة ومميزة.
الجدير بالذّكر هنا..
يعمل المهندسون المتخصّصون في مجال تصميم الأنظمة على اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق باتصالات قواعد البيانات، وبنية الخوادم، واستراتيجيات النشر، وتطوير واجهات البرمجة (APIs). يمكن القول إنهم بمثابة المهندسين المعماريين الرقميين الذين يضعون الأسس الرقمية الصلبة للتطبيقات الحديثة.
ورغم أن الأدوار المتخصصة في تصميم الأنظمة ليست شائعة، إلا أن مبادئها تشكل جزءاً أساسياً من مهام المهندسين المعماريين التقنيين وكبار المهندسين، الذين يضعون الأطُر التوجيهية لبناء الأنظمة الرقمية وفق معايير الكفاءة والثبات.
العلاقة التكاملية بين أنظمة التصميم وتصميم الأنظمة
إذن مما سبق، نلاحظ أنه رغم تباين طبيعة كل من أنظمة التصميم وتصميم الأنظمة “Design Systems” و”Systems Design”، إلا أنهما مترابطان بشكل وثيق.
فالنظام المصمم بعناية (System Design) يوفّر البنية التحتية اللازمة لدعم أنظمة التصميم (Design Systems)، في حين تعزّز أنظمة التصميم تجربة المستخدم للأنظمة المبنية على أسسه. أي أن النظامَين مكمّلين لبعضهما البعض ولا يمكن الخروج بمشروع ناجح بشكل كامل بدون الاهتمام بكلٍّ منهما دون إهمال أي جزء.
يمكن تسمية الشخص الذي يُنشئ نظاماً يستخدم فيه المصممون والمطورون نفس الموارد والتقنيات بمصمم النظام (System Designer) لنظام تصميم الشركة (أي مكتبة المكونات). ومع ذلك، ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يعمل على نظام تصميم لشركة ما هو مَن أنشأه من البداية، بل قد يُضيف إليه أو يُجري عليه تغييرات فقط. إذن قد يكون المتخصص مهندساً، أو مصمماً، أو باحث، أو كاتب نصوص أو غير ذلك، ويعمل في أنظمة التصميم، لكنه ليس مصمم أنظمة.
إليك مقارنة بسيطة وسريعة تظهر ميزات كل من أنظمة التصميم وتصميم الأنظمة، وقد أعددناها في جدول لسهولة التفريق والفهم، وسرعة التذكّر:
الخلاصة…
إن أنظمة التصميم هي مجال يتبناه بعض المصممين والمهندسين وغيرهم من المتخصصين المشاركين ويقدمونه لزملائهم على شكل إرشادات ومكوّنات وموارد أخرى. بينما تصميم الأنظمة مهارة يجب أن يمتلكها المهندسون عند ربط التقنيات المختلفة معاً.
نلاحظ أن فهم هذه الفوارق الدقيقة بين النظامين أمر بالغ الأهمية للمتخصصين في التصميم والتطوير. فمن خلال إدراك دور كل منهما وتعزيز التعاون بينهما، يمكن للفِرق إنشاء منتجات رقمية تجمع بين التميّز البصري والقوّة التقنية، مما يحقّق تجربة رقميّة متكاملة ومستدامة.
الأسئلة الشائعة
ما الفرق بين أنظمة التصميم وتصميم الأنظمة؟
أنظمة التصميم مجال يُركز من خلاله المصممون والمهندسون على تقديم إرشادات ومكوّنات وموارد أخرى لزملائهم. تصميم الأنظمة مهارة يجب أن يمتلكها المهندسون عند ربط التقنيات المختلفة.
ما هي المراحل الثلاث لتصميم النظام؟
يمكن تقسيم تصميم النظام إلى ثلاث مراحل رئيسية: التصميم المفاهيمي، والتصميم المنطقي، والتصميم المادي. لكل مرحلة دور مميز في إنشاء نظام قابل للتطوير، وفعّال، وموثوق.