دورة جديدة: فرصتك لاحتراف مجال تجربة العميل (CX) | بسعر خاص للدفعة الأولى

دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC): دليلك العملي من الفكرة إلى الإطلاق… وما بعده!

هل تساءلت يوماً كيف يتحول المفهوم أو الفكرة الأولية لتطبيق أو موقع إلكتروني، إلى منتج تقني مُكتمِل يعمل بسلاسة بين يديك؟ لا يقتصر الأمرُ على كتابة الأكواد فحسب؛ بل يمر برحلة ممنهجة ومنظمة تعرف باسم دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC – Software Development Life Cycle).

تُعد هذه الدورة المخطط التنظيمي الذي يضمن أن يتم بناء المنتج وفقاً لأهداف العمل واحتياجات المستخدمين، وتتميز بأنها دورة مستمرة لا تتوقف. فطالما أنك تستخدم هذا التطبيق أو تلك البرمجية، فإن العمل على تطويرها وصيانتها لا ينتهي أبداً.

دعونا نتعمق في المراحل الأساسية لهذه الدورة، خطوة بخطوة.

7 مراحل لـ دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC)

تمر عملية تطوير أي منتج برمجي عبر 7 مراحل متتابعة ومتكاملة، تدعم كل مرحلة منها المرحلة التي تليها:

دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC)
مراحل دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC)

1. جمع المتطلبات (Requirements Gathering)

هذه نقطة الانطلاق. الهدف الأساسي من هذه المرحلة هو الإجابة على سؤالين جوهريين: ماذا نريد أن نبني؟ ولماذا؟.

  • أهمية مرحلة المتطلبات: تحديد المتطلبات بدقة يضمن تلبية احتياجات العمل والمستخدمين، والأهم من ذلك تقليل الهدر. فالتركيز يكون على توفير الميزات الضرورية في النسخة المبكرة من التطبيق لتجنب العمل على ميزات غير لازمة في المرحلة الحالية.
  • المسؤولون في هذه المرحلة من دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC): يقود هذه المرحلة مديرو المنتج (Product Managers)، وكُتّاب المنتجات/تجربة المستخدم (Product/UX Writers)، وأصحاب الأعمال (Business Owners)، وقد يشارك المصممون (Product Designers) لخبرتهم في سلوك المستخدم.
  • كيف تُنفّذ مرحلة المتطلّبات؟
      • إجراء مقابلات مع أصحاب المصلحة.
      • دراسات السوق أو المنافسين.
      • كتابة وثيقة متطلّبات مبسّطة سواء كانت وثيقة متطلبات المنتج (Product Requirements Document – PRD) أو وثيقة متطلبات الأعمال (Business Requirements Document – BRD).
  • الأدوات المستخدمة:
  • مخرجات هذه المرحلة الأساسية من دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC):
    • تحديد رؤية المنتج (Product Vision).
    • تحديد الحد الأدنى القابل للتطبيق من المنتج (Minimum Viable Product – MVP).
    • كتابة وثيقة متطلبات مبسّطة كنوع من المرجع ومصدر للحقيقة.
    • إنشاء قصص المستخدم (User Stories) ووصف معايير القبول (Acceptance Criteria). فمثلاً، معيار القبول لميزة تسجيل الدخول قد يكون: “يجب أن يتمكن المستخدم من تسجيل الدخول عبر فيسبوك”.

2. التحليل (Analysis)

بعد جمع المتطلّبات وتوثيقها، ننتقل إلى مرحلة التعمّق والفهم. هنا يتم ترجمة المتطلبات العامة إلى شكل واضح قابل للتنفيذ التقني.

    • الأهمية والهدف من مرحلة التحليل: لا يمكن بناء تطبيق أو موقع إنترنت بدون هذه المرحلة الحيوية من دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC). دورها هو فهم المتطلبات بعمق وكيفية عمل النظام بشكل داخلي.
    • المسؤولون: يقوم بها محللو الأعمال (Business Analysts)، ومديرو المنتجات (Product Managers)، وكبار المطورين.
  • كيف تُنفّذ؟
    • رسم تدفقات العمل (Workflows).
    • تحديد حالات الاستخدام (Use Cases).
    • إعداد خرائط رحلات المستخدم (User Journey Maps).
    • بناء نماذج علاقات الكيانات (ERD – Entity Relationship Diagrams) لقواعد البيانات (وهنا قد نحتاج المطورين).
    • جداول القرار (Decision Tables).
  • مخرجات المرحلة: يتم إنشاء مخططات تقنية كمخطط علاقات الكيانات، والذي يوضح كيفية تنظيم البيانات وتخزينها في قواعد البيانات.

3. التصميم (Design): مرحلة المعاينة في دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC)

هنا يبدأ رسم ملامح المنتج النهائية، وتتضمن هذه المرحلة مسارين مختلفين ولكنهما متكاملان.

    • أهمية المرحلة: تحديد كيف سيبدو النظام من الخارج (الشاشات) وكيف سيعمل من الداخل (المعماريّة) قبل البدء بالبناء، وذلك لتفادي التأخير والعيوب.
  • المسؤولون: 
      • مصممو المنتج وواجهات وتجربة المستخدم (UI/UX / Product Designers).
      • مهندسو الحلول (Solution Architect).
      • وأحياناً المطورون.
  • كيف تُنفّذ؟ على مرحلتين ثم التوثيق:
  • التصميم المرئي: تصميم إطارات العمل (Wireframes)، نماذج بصرية (Mockups)، ونماذج تفاعلية. تحديد شكل التطبيق، وتصميم الشاشات، وكيفية سير رحلة المستخدم وتفاعله مع الواجهة (الـ Flow).
  • التصميم المعماري التقني للنظام (Technical Architecture): تحديد الهيكلية المعمارية والتقنية التي سيُبنى عليها النظام، مثل لغات البرمجة وقواعد البيانات المستخدمة.
    • توثيق التصميم التقني (Technical Design Document – TDD).
  • الأدوات المستخدمة:

بعد الانتهاء من هذه المرحلة، يصبح لديك تصور كامل وواضح لشكل التطبيق وطريقة عمله من الناحية الفنية والبصرية.

اقرأ أيضاً: تصميم المنتج الرقمي

4. التطوير/التنفيذ (Development/Implementation)

يتم التركيز على هذه المرحلة من مراحل دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC) بشكل مبالغ فيه أحياناً على حساب المراحل التخطيطية السابقة، وهذا ما يسبب الخلافات بين أصحاب العمل.

  • الهدف: الهدف هنا ليس اتخاذ القرارات؛ بل هو تحويل كل ما تم الاتفاق عليه وتصميمه إلى شفرة مصدرية (Code) بلغة برمجة، أي الوصول إلى نظام يعمل فعلياً.
  • المسؤولون: المطورون (Developers) من Front-end, Back-end, Mobile… إلخ.
  • عملية التنفيذ: كتابة الشفرة المصدرية وفقاً لمعايير وشروط متفق عليها مسبقاً، تُعرف باسم (Coding Standards) أو (Coding Conventions)، وذلك باستخدام أداة Git لحفظ النسخ القديمة وإتاحة مشاركة الأكواد بسلاسة بين الفريق، ثم بناء الوحدات والميزات تدريجياً للتطبيق حسب الأولويات.

5. الاختبار (Testing): مرحلة في غاية الأهمية من دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC)

هي مرحلة ضمان الجودة، وهي مرحلة مهمة جداً وتجاهلها خطِر كثيراً، ورغم ذلك قد تُغفل قيمتها في بعض الأحيان.

    • الهدف: ضمان جودة المنتج أو التطبيق. الوظيفة الأساسية لفريق الاختبار هي الكشف عن كل العيوب والأخطاء لضمان أن المنتج يعمل كما هو متوقع وكما تم الاتفاق عليه.
    • المسؤولون: مهندسو ضمان الجودة (Quality Assurance – QA Engineers). قد يشارك المطورون أيضاً في أنواع معينة من الاختبارات.
  • كيفية التنفيذ:
    • اختبار الوحدات (Unit Testing) – من مسؤولية المطورين.
    • اختبار النظام (System Testing) – من مسؤولية QA.
    • اختبار قبول المستخدم (User Acceptance Testing) – بإشراف QA (ويتدخل مدير المنتج أحيانًا).
    • يتبعها إصلاح الأخطاء (Bug Fixing).
  • ملحوظة: يتم تحديد حجم ونوعية الاختبارات بناءً على أهداف المشروع، فكلما زادت الاختبارات، زادت الأموال والوقت الموفر لاحقاً، بينما تقل الاختبارات في حال الحاجة إلى تسليم سريع.

6. الإطلاق (Deployment)

مرحلة وصول المنتج إلى المستخدمين بعد التأكد من جاهزية المنتج التامة واجتيازه لكافة الاختبارات.

    • أهمية هذه المرحلة من دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC): جعل النظام متاح للمستخدمين بشكل آمن.
    • المسؤولون: فريق عمليات التطوير (DevOps)، والتي هي اختصار لـ Development Operations، وهو المسؤول تقنياً عن إطلاق المشروع وإيصاله إلى بيئة التشغيل النهائية. بالإضافة إلى المطورين ومديرو المنتجات.
  • كيفية التنفيذ: 
    • رفع النظام إلى الخوادم (Production Deployment).
    • مراقبة الأداء (Monitoring) بعد الإطلاق لضمان الاستقرار والأمان وعدم وجود مشاكل بعد الإطلاق.
    • التعامل مع المشاكل في حال ظهورها.

7. الصيانة والمراقبة (Maintenance & Monitoring): مرحلة المحافظة على دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC)

بعد الإطلاق، يبدأ النظام بالعمل، وهنا تأتي أهمية هذه المرحلة لضمان استقرار العمل:

    • الهدف منها: معالجة المشكلات المستمرة والعيوب التي تظهر وتحسين النظام بناءً على الملاحظات.
    • المسؤولون: يستمر فريق المطورين بالتأكد من أن النظام يعمل بسلاسة وأمان ولا يواجه أية مشاكل. بالإضافة إلى فِرق الدعم الفني (Support Teams) حسب نوع المشكلة (فريق الدعم التقني أو…).
  • كيف تُنفّذ؟
    • إصلاح الأعطال/المشاكل عند ظهورها.
    • تطوير ميزات جديدة أو تحسينات (Improvements).
    • الاستمرارية: إن كمية الملاحظات والعيوب والمقترحات التي يتم جمعها في مرحلة الصيانة تُستخدم كمدخلات جديدة لمرحلة جمع المتطلبات، وهكذا تعود الدورة وتستمر بلا نهاية.

تطبيق دورة تطوير البرمجيات (SDLC): منهجية شلال المياه vs العمل المرن

قد تختلف آليات تطبيق دورة تطوير البرمجيات (SDLC) تبعاً لنوع المشروع، وهنا لدينا منهجيتين:

  • منهجية شلال المياه (Waterfall): حيث تُجمع المتطلبات وتُحلل وتُصمم دفعة واحدة، ثم يتم التطوير والاختبار والإطلاق مرة واحدة. هذه المنهجية مناسبة للأنظمة التي لا تخضع لكثير من التغيير والتطوير، مثل الأنظمة البنكية، حيث تكون المتطلبات واضحة ومستقرة منذ اليوم الأول.
  • منهجية العمل المرن (Agile): يتم تبنّيها عندما يكون المنتج أو متطلباته دائمة التغيّر، وهو ما يناسب تطبيقات الوجبات أو تطبيقات الدردشة ومشاركة الصور مثلاً.

إن دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC) هي الأساس الذي يضمن تحويل فكرة عظيمة إلى حقيقة تقنية عالية الجودة. إنها تضمن أن كل دقيقة عمل، من أول فكرة إلى آخر تحديث، تتم وفق خطة واضحة ومدروسة. ليس هناك جهد أو وقت ضائع.

دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC)
أهم المصطلحات

الأسئلة الشائعة

ما هي المراحل السبع لدورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC)؟

  1. جمع المتطلبات (Requirements Gathering).
  2. التحليل (Analysis).
  3. التصميم (Design).
  4. التطوير/التنفيذ (Development/Implementation).
  5. الاختبار (Testing).
  6. الإطلاق (Deployment).
  7. الصيانة والمراقبة (Maintenance & Monitoring).

ما هو SDLC في تطوير البرمجيات؟

دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC) عملية فعّالة من حيث التكلفة والوقت، تستخدمها فرق التطوير لتصميم وبناء برمجيات عالية الجودة. الهدف من SDLC هو تقليل مخاطر المشروع من خلال التخطيط المُسبق، بحيث تُلبي البرمجيات توقعات العملاء أثناء الإنتاج وما بعده.

 

استلهمنا مقالنا هذا من إحدى جلسات المنصة بعنوان “دورة حياة تطوير البرمجيات (SDLC)”. استضفنا فيها الخبير: أ. أنس عيد – Software Process Compliance engineer، ومحاوره أ. محمود عبدربه – مؤسس منصّة تعلّم كتابة تجربة المستخدم بالعربية.

لمعرفة المزيد من التفاصيل والتعمّق أكثر في الفهم وسماع الشروحات التفصيلية والأمثلة، يمكنك مشاهدة الجلسة على قناتنا على يوتيوب.

شارك المعرفة