كيف تعرف طريقة إخفاء أو إظهار العناصر المهمة عن طريق progressive disclosure in ux

لنفهم معنى هذه الطريقة تخيل معي أن لديك لعبة تتكون من مستويات، ولا يمكنك الانتقال إلى المستوى التالي إلا بعد أن تنهي المستوى الحالي. هذا بالضبط ما يُسمى الكشف التدريجي “progressive disclosure in ux” في تصميم التطبيقات. الفكرة هي أن التطبيق لا يُظهر لك كل شيء دفعة واحدة حتى لا تشعر بالحيرة، بل يكشف عن المعلومات والخيارات خطوة بخطوة. هكذا تعرف دائمًا ماذا تفعل بعد ذلك، وتكون الأمور أسهل وأكثر وضوحًا.

يستطيع المستخدمون الحصول على خيارات متعددة، إلا أن الإفراط في الخيارات قد يزيد من تعقيد التصميم ويجعل تجربة الاستخدام محيرة ومربكة. لهذا يلجأ المصممون أحيانًا إلى تقنية الكشف التدريجي لتسهيل التفاعل مع التطبيقات وتقليل عبء الاختيارات على المستخدم.

مفهوم  الكشف التدريجي “progressive disclosure in ux” وأهميته

تعتمد هذه الطريقة على ثلاث قواعد رئيسية وهي:

  • المزيد من الخطوات.
  • التحكم.
  • الفصل بين المعلومات.

الفكرة الأساسية هي أن التطبيق يكشف عن المعلومات ببطء وبحسب مستوى تقدّم المستخدم، مما يتيح له التركيز على المهام الأساسية والابتعاد عن التشتيت.

التحديات التي يواجهها المصمم عند تصميم الكشف التدريجي

بشكل عام يميل المستخدم لاقتناء التكنولوجيا خاصة القوية والمميزة منها، والتي تحتوي على خيارات تلبي احتياجاته. بنفس الوقت يبحث المستخدم عن البساطة، لأنه لا يملك الوقت لمعرفة كافة مميزات المنتجات الرقمية التي يقتنيها ويتعامل معها، حيث يختار ما يناسب احتياجه فقط. لذا، يعد أفضل الطرق والتصاميم لمعرفة ما يفضله المستخدم.

 الكشف التدريجي “progressive disclosure in ux” بساطة التصميم بفكرة قوية

ما معنى الكشف التدريجي
ما معنى الكشف التدريجي

يمكن المصمم استخدام الكشف التدريجي على الشكل التالي:

في البداية، يضع المصمم عدد قليل من الخيارات الرئيسية والهامة أمام المستخدم، بعدها يبدأ بإضافة خيارات أكثر وأوسع تدريجياً. تكون الخيارات المتقدمة متخصصة بشكل أكبر، ولا يمكن لتلك العناصر المتخصصة الظهور إلا برغبة المستخدم من خلال الضغط عليها.

تساهم تلك العملية بجعل المستخدم يكمل مهامه بطريقة سهلة وبسيطة.

مثال عن الكشف التدريجي Progressive Disclosure

في نفس السباق يمكننا ملاحظة مربع الطابعة عند الكتابة على المستندات الرقمية. لذا، عند اختيار طباعة المستند يظهر للمستخدم مربع يحتوي على مجموعة صغيرة من الخيارات كعدد النسخ وخيارات الطباعة.

بدوره مربع الطباعة الأساسي الذي أعطانا خيارات متقدمة أيضاً. يدل كل زر من تلك الأزرار على مربعات أخرى أكثر تخصص، لكنها نادرة الاستخدام. مثل تغيير حجم الصفحات وطريقة طباعتها. بالطبع تلك الخيارات موجودة للمستخدم في حال احتاج لها. لكنها بالحالة العادية تكون مخفية ولا تظهر إلا إذا أراد المستخدم العمل بها.

مثال آخر لطريقة  الكشف التدريجي “progressive disclosure in ux”: تطبيق Duolingo لتعليم اللغات

يعد تطبيق Duolingo لتعلم اللغات مثالاً جيدًا على استخدام الكشف التدريجي. حيث يتيح التطبيق تعلم الدروس بشكل متسلسل، بحيث لا يمكن للمستخدم الانتقال إلى دروس متقدمة قبل إكمال الدروس الأساسية. بعد إتمام الدرس الأول، يتم فتح الدرس التالي تلقائيًا. كما يأخذ التطبيق المستخدم في تجربة موجهة تتضمن مجموعة من الأسئلة والاختبارات التي تسهل عليه معرفة موقعه الحالي وما ينبغي عليه فعله بعد ذلك.

تصميم الكشف التدريجي في التطبيقات والمواقع الإلكترونية

من المبادئ الأساسية لتصميم التطبيقات احتوائها على العديد من الأوامر والميزات والخيارات، حيث تُضمّن في مربعات ثانوية حتى لا يتشتت المستخدم. بالتالي، نظراً للتوجه العام لميل الاشخاص لاستخدام الخدمات الإلكترونية، أصبحت المواقع تحتوي على الكثير من المميزات والخدمات. مما يجعل استخدام الكشف التدريجي نقطة قوة خاصة لتلك المواقع التي تحتوي على العديد من الصفحات والعناصر والمعلومات.

مثال عن الكشف التدريجي بالنسبة للمواقع:

مواقع التجارة الإلكترونية التي تتيح للمستخدم معرفة صفات المنتج من الصفحة الرئيسية، أما في حال أراد معرفة تفاصيل أكبر يمكنه الوصول إلى صفحات ثانوية لمعرفة كامل معلومات المنتج.

فوائد الكشف التدريجي “progressive disclosure in ux”

فوائد الكشف التدريجي (progressive disclosure)
فوائد الكشف التدريجي (progressive disclosure)

يعمل  الكشف التدريجي “progressive disclosure in ux” على توجيه تركيز المستخدم نحو المهام الضرورية ويقلل من منحنى التعلم “أي معرفة كل الأساليب ضمن المنتج الرقمي” بالنسبة للمستخدمين الجدد. كما يزيد من فعالية التطبيق، حيث يساعد المستخدم على البقاء في مسار واضح دون أن يتشتت في خيارات ثانوية أو وظائف غير ضرورية.

بهذه الطريقة، يعزز الكشف التدريجي تجربة الاستخدام ويجعلها أكثر سلاسة، مما يعود بالنفع على التطبيق ويزيد من رضى المستخدمين. لذا تتلخص الفوائد كما يلي:

  1. يعمل الكشف التدريجي على نظام ظهور أهم الخيارات وأكثرها استخداماً على الشاشة الرئيسية.
  2. تكمن فائدة تصميم الكشف التدريجي من خلال تحديد ما يشدّ انتباه المستخدم. خاصة إذا كانت مهاراته التكنولوجية محدودة. حيث يقضي وقته ويستخدم العناصر الأساسية بشكل عام دون الدخول إلى الخيارات الأكثر تخصصاً.
  3. يساعد هذا النوع من التصاميم على جعل المستخدم ينجز مهامه دون أخطاء، ويوفر الوقت من خلال إخفاء عناصر وخيارات معقدة لا يحتاجها.
  4. أما بالنسبة للمستخدمين المختصين، الخيارات المتقدمة توفر عليهم الوقت أيضاً. من خلال عدم الحاجة للتطرق الى جميع الخيارات وخاصة النادر استخدامها.
  5. تبعاً لذلك نستنتج أن الكشف التدريجي يعمل على تحسين تجربة المستخدم وقابلية الاستخدام.

بالنهاية لا تقلق، لن يفترض المستخدم إن النظام الذي يعمل به معقد في حال وضعت أهم العناصر أمامه. فقط عليك مساعدتهم بتحديد أهم مميزات التطبيق أو الموقع لقضاء المزيد من الوقت ضمنها.

معايير استخدام الكشف التدريجي

في البداية يبدو هذا المصطلح بسيط، لكن هناك بعض الأمور من الواجب معرفتها عند تصميم نظام يعتمد على  الكشف التدريجي “progressive disclosure in ux”. أهمها:

  • التقسيم الصحيح للميزات من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية.
  • تجزئة العناصر ووضع جميع العناصر التي يحتاجها المستخدم ضمن الخيارات الاختصاصية. حيث تعتبر الخيارات المتقدمة أكثر تخصصاً.
  • من غير المستحب أن تحتوي القائمة الرئيسية على عدد كبير جداً من الخيارات، لأن ذلك يؤدي إلى تشتيت انتباه المستخدم وعدم كفاءة استخدامه للعناصر الأهم.
  • أخيراً، يجب أن تكون القائمة الرئيسية بسيطة وسهلة الاستخدام وإلا تكون قد وضعت المستخدم في حالة من الإرباك الذي يؤدي إلى انسحابه من العملية بشكل كامل.

طريقة إنشاء تصميم يدعم الكشف التدريجي بالنسبة لقابلية الاستخدام

من ناحية أخرى، يوجد بعض الخطوات لإنشاء تصميم يدعم هذه الاستراتيجية بشكل ناجح. وهي:

  • تبسيط عمل الأزرار والعناصر والخيارات ضمن المواقع الإلكترونية. يمكن اتباع الإرشادات الخاصة بالروابط التي تظهر الصفحات الأكثر استخداماً. أما بالنسبة للتطبيقات يتم تحديد أماكن القوائم الرئيسية بمكان واضح ومرئي.

يمكنك كـ مصمم تحديد الأولويات من خلال اختبارات قابلية الاستخدام التي تقوم بها أثناء التصميم. وملاحظة أكثر الصفحات زيارة داخل المواقع الإلكترونية. كما يمكنك فحص خيارات التطبيقات الأكثر استخداماً من خلال ضبط الأكواد لتسجيل عدد المرات التي يستخدم فيها الأشخاص الميزات المختلفة داخله.

  • من الهام توضيح عمل الخيار أو الزر من خلال تسميته بوضوح ودقة.

نصيحة: حتى مع الخيارات المتقدمة عليك عدم إغفال البساطة والابتعاد عن التعقيد. حيث أن التصاميم التي تحتوي على أكثر من مستويين للكشف التدريجي، تجعل قابلية الاستخدام منخفضة بسبب ضياع المستخدم أثناء التنقل.

لذا، إن كان من المفترض عمل تصميم يحتاج إلى 3 أو 4 مستويات، يتوجب البحث عن طرق لتبسيط التصميم. وإن لم يكن هذا ممكناً؛ على الأقل، تقسيم الخيارات المتقدمة إلى مجموعات مفهومة وواضحة. مما يتيح للمستخدم التقدم من خلال توجيهات واضحة وتجاهل الخيارات التي لا يحتاجون لها.

كما يمكن تصميم الخيارات المتقدمة من خلال وضع كل قائمة رئيسية منفصلة عن القائمة الثانية، مما يتيح إضافة مميزات أكثر دون الحاجة لإضافة أكثر من مستويين.

لكن هذه العملية تنطوي على بعض التعقيد والغموض، ووضع المستخدم أمام أكثر من تحدي لاستكشاف الخيارات.

عند فهم آلية عمل الكشف التدريجي، ألا وهي تسريع استعراض المهام الأولية والأساسية. فمن الجيد استخدام عدة طرق لعرض الخيارات المتقدمة. مع ذلك، عدم إغفال تسمية جميع الخيارات بشكل واضح ومفهوم.

تصميم الكشف المتتالي (Staged Disclosure)

يختلف الكشف المتتالي عن التدريجي بطريقة العرض، حيث يتم عرض خيار واحد كل مرة ضمن الكشف المتتالي. بمعنى آخر، ينتقل المستخدم عبر خيارات متسلسلة ومترابطة مع عرض خيارات فرعية في كل مرة.

يمكننا القول أن هناك مجموعة من الاختلافات بين الكشف التدريجي والمتتالي كما هو ظاهر ضمن الصورة:

يمكننا القول أن هناك مجموعة من الاختلافات بين الكشف التدريجي والمتتالي كما هو ظاهر ضمن التصميم
يمكننا القول أن هناك مجموعة من الاختلافات بين الكشف التدريجي والمتتالي كما هو ظاهر ضمن التصميم

فوائد الكشف المتتالي

يعد الكشف المتتالي مفيد عند تقسيم المهمة إلى خطوات محددة، تلك الخطوات لا تحتاج إلى الكثير من التفاعل، لكنها تكون مترابطة مما يجعل المستخدم يضطر للتناوب بين الخيارات مما يسبب له الإرباك.

تبعاً لذلك، يمكننا التنويه بإن كلا الاستراتيجيتين توفران مميزات وخيارات كثيرة ضمن واجهة المستخدم.

في النهاية كلاهما يزيد استخدامه عن 30 عام، حيث أثبتت السنوات فائدتهما ضمن التطبيقات وبعض المواقع الإلكترونية. فلا مانع من تجربتهما داخل التصاميم بعد معرفة كافة السلبيات والإيجابيات.

في الختام، يمكنكم تطوير مهاراتكم بالاطلاع على مرجع شامل ومجاني للمصطلحات الخاصة بمجال تجربة المستخدم المتاح على منصتنا، مما يساعدكم على فهم أعمق لأهم المفاهيم والأسس في تصميم الواجهات وكتابة تجربة المستخدم.

المقال- ترجمة- وبتصرف من المصدر: What Is Prototyping

شارك المقال عبر..

دوراتنا المميزة

اختر الدورة المناسبة لأهدافك واحجز مقعدك الآن
الدورة التأسيسية في كتابة تجربة المستخدم
10 محاضرة . 17 ساعة
+ 100 خريج
الدورة المتقدمة في كتابة تجربة المستخدم
20 محاضرة . 40 ساعة
+ 100 خريج
الدورة التأسيسية في كتابة المحتوى
13 محاضرة . 25 ساعة
جديد
الدورة المتقدمة في أنظمة التصميم
24 محاضرة . 36 ساعة
جديد
ورشة عمل قريبا
دورات أخرى
ورشة عمل Design sprint
13 محاضرة . 25 ساعة
جديد