عند إجراء اختبار قابلية استخدام (Usability testing)، يجب وضع معايير قياسية للوصول إلى نتائج واضحة ومتناسقة. سنتحدث خلال هذا المقال عن كيفية إجراء اختبار احترافي، حيث ينطوي على عدة صعوبات لأنه يحتاج إلى 5 مشرفين خبراء في المجال واستخدام خطوات للمساعدة بتقييم الوضع والتفكير بجميع التغييرات التي يمكن أن تواجهك في مشروعك.
أهم خطوات إجراء اختبار قابلية استخدام احترافي.?
وهذا ما تم ذكره خلال إحدى جلسات منصة UX Writing بالعربية على قناة اليوتيوب تحدثت عن كيفية تخطيط وتنفيذ اختبار قابلية الاستخدام (Usability testing).
ستحتاج في البداية إلى تحديد الطرق المناسبة لإجراء الاختبار، وذلك بناءً على ما يلي:
- الهدف من البحث: ما الذي تريد تحقيقه؟
- الموارد المتاحة: الميزانية المخصصة للمشروع والوقت اللازم لتنفيذه.
- جمهورك المستهدف: على من سيُجرى الاختبار؟
تعد هذه الأكثر صعوبة وتعقيداً ضمن المراحل جميعها. لأنها تحتاج إلى الكثير من التركيز؛ خاصة على المتغيرات الحاصلة ضمن مرحلة اختبار المشاركين. ابتداءً من الموقع الذي تختاره للاختبار وقدرتك أنت والمشرفين للحصول على إجابات مفيدة من المشاركين.
اختبار قابلية الاستخدام في خطوات بسيطة:
تتمثل بعدة نقاط لإجراء نموذج اختبار أولي prototype للمواقع الإلكترونية:
التخطيط للجلسة: ?
تعد من أهم الخطوات لاختبار قابلية الاستخدام، وهي التي ستحدد مجريات الأمور والنتائج التي ستحصل عليها.
- طبيعة الدراسة: تتمثل هذه الخطوة من خلال تحديد الهوية الكاملة للمشروع من المشاكل التي ستعترضه؛ والمناطق التي سيتم فيها الاختبار. مع الاستهداف الصحيح للعملاء مع التركيز على الفئة المستهدفة والغرض من الاختبار عن طريق تحديد الأسئلة التي تريد طرحها على الشريحة التي يتم عليها الاختبار وما الهدف من الأسئلة وكيفية الاستفادة منها لتحسين موقعك؟.
- التفاصيل اللوجيستية: تتمثل من خلال عدة معطيات أهمها:
- مكان الاختبار: هل سيكون على أرض الواقع أم عبر الإنترنت.
- الموعد: تحديد موعد إجراء الاختبار خاصة إذا ما كان على أرض الواقع.
- المشرفون: الاهتمام باختيار أشخاص ذوي كفاءة عالية لإجراء الاختبار.
- تدوين الملاحظات عبر تسجيل الجلسات: مما يمنحك الفرصة لمراجعة البيانات وملاحظة ما فاتك أثناء العمل؛ مع إمكانية قراءة لغة جسد المشاركين لتحصل على دراسة أعمق. هذا مايحتاج منك الدراية الكافية ببرامج التسجيل والصوت للعمل عليها.
- جمع المعلومات في مكان واحد: لسهولة الوصول إليها؛ واستخدامها كدليل لانتقاء المشاركين وتصميم الجلسة التالية.
انتقاء المشاركين: ?
يعتمد اختيارهم على أهدافك التي تريد الحصول عليها، بالتالي تحديد المعلومات الواجب الحصول عليها منهم والمدة الزمنية للاختبار. طبعاً، ومن الجائز أنك تسأل نفسك عن كيفية الحصول على المشاركين للقيام بهذه الاختبارات، إليك أكثر الطرق المعروفة لمساعدتك بـ اختيارهم:
- الاستعانة بشركات ووكالات خاصة لمساعدتك وانتقاء الفئة المستهدفة التي تساعدك في مشروعك.
- يمكنك الإعلان عن هذا الأمر عبر موقعك الإلكتروني بوضع نافذة منبثقة تسمح للمتطوعين بإجراء الاختبار معهم.
- استخدام وسائل التواصل الإجتماعي: يمكنك القيام بانتقاء المشاركين عبر قنواتك إذا كنت تملك قاعدة جماهيرية واسعة.
- التواصل المباشر: من خلال إرسال رسائل لعملائك عن تواجدك لمساعدتهم وما هي ملاحظاتهم حول منتجاتك. حيث أنهم سيشعرون بالسعادة عند سؤالهم عن رأيهم؛ بالمقابل يمكنك تقديم الهدايا لهم كنوع من الشكر على مجهودهم.
تصميم المهام: ??
تأتي هذه الخطوة بالتوازي مع اختيار المشاركين؛ بمجرد تحديدك هدف البحث وطريقته؛ وأثناء انتظار تأكيد المشاركين، يكون قد حان تصميم المهام الأساسية التي سيخضع لها المشاركين وكتابة التفاصيل المرتبطة به للحصول على سيناريو خال من الأخطاء ويؤدي إلى نتائج مرضية وتساعد لتحسين ما تسعى لتحسينه. كما لا يمكننا نسيان الاعتناء بالطريقة التي يفضلها المشاركون للخضوع للاختبار؛ ولكن سيكون التركيز على المهمة الأساسية للاختبار وهي القيام بعملية شراء داخل الموقع. هل يستطيع المشاركون القيام بها والانتهاء منها بسهولة دون معوقات؟
موعد الجلسة: ⏱️
يجب عليك اتباع بروتوكول محدد مع كل مشارك ومعاملته كفرد خاص؛ له مشاعره ومتطلباته. دون الحياد عن الهدف الرئيسي للتجربة بشكل عام أثناء كل محور مقرر ضمن الاختبار.
فإذا كان القرار بجعل الاختبار ضمن مركز للأبحاث أو مكتب؛ عليك مراعاة بعض الأمور للحرص على راحة المشاركين مثل توفير كرسي مريح؛ مع ملائمة ارتفاع المكتب مع مكان جلوسه، وتوضيح حيثيات الاختبار وما الذي سيحصل خلال الجلسة، أما إن كان القرار بجعل الاختبار عبر الإنترنت تأكد من جودة الصوت والصورة.
في حال تسجيل الجلسة؛ خذ إذن المشاركين بذلك، وإن كان على أرض الواقع يجب أن تكون الموافقة خطية لحفظ حقوق الطرفين.
قبل البدء بالاختبار؛ اطرح بعض الاسئلة الودية على المشاركين لكسر حاجز الارتباك والخوف، ليكون المشارك مطمئناً ومرتاحاً أكثر أثناء الجلسة مع الحرص على جمع معلومات ديموغرافية ونفسية من خلال أسئلة محددة سابقاً، على سبيل المثال:
- متى كانت آخر مرة تسوقت فيها عبر الإنترنت ؟
- كم مرة اشتريت منتجات عبر الإنترنت خلال الـ 6 أشهر الماضية؟
- كيف تبحث بشكل عام عن المنتجات التي تريدها؟
- ما الذي يؤثر على قراراتك الشرائية؟
بعد ذلك يمكنك الانتقال إلى إعطاء المهمة الأولى، هنا يمكنك استخدام العلاقة الودية التي نشأت بينك وبين المشارك لنقله إلى المهمة.
عادة؛ يجب أن تمتلك من 3 إلى 4 سيناريوهات تريد المرور بها، لكن إكمال هذه المهام يعتمد على حالة المشارك النفسية ومستوى مهاراته. هنا يأتي دورك كمشرف احترافي للإحساس بحالة الإحباط التي يمر بها ونقله فوراً إلى مهمة أسهل تعيد بناء ثقته بنفسه.
لكن إن كنت تبحث عن الاحترافية بالعمل، يمكنك إعطاء مهمة تدوين الملاحظات لمشرف آخر مرافق لك، حتى تستطيع التركيز على العلاقة مع المشارك ومتابعته بتركيز وطرح الأسئلة للوصول إلى نهاية الاختبار.
بعد نهاية الجلسة يمكنك طرح الأسئلة وجمع التعليقات النهائية المشاركين والتأكد بعد ذلك من شكره على مساعدتك.
بعض النصائح لتتميز كمشرف ناجح للاختبار:
- استخدام تعليمات واضحة ومحايدة ولا تشتت المشارك.
- لاتتبع جميع المهام المكتوبة، بل تصرف حسب الوضع القائم ليشعر المشارك بأكبر قدر من الراحة كـ إلغاء أو إضافة مهام.
- الانتباه إلى الإشارات ولغة الجسد، حيث لا يظهر بعض المشاركين أنهم مصابين بالارتباك، تنطوي مهمتك هنا بمعرفة متى يشعرون بذلك والتخفيف عنهم بطريقة غير مباشرة.
- ترك المجال للمشارك بأخذ وقته بالتفكير وإنجاز المهام دون التدخل المباشر منك. فقط حدد الإجراءات التي ينبغي القيام بها وراقب بهدوء كيفية إنجازه لها.
- التحكم بلغة جسدك الخاصة ونبرة صوتك كي لا تؤثر على الآراء النهائية للمشارك، الحياد في هذه النقطة مطلوب جداً.
- إعطاء كامل الحرية للمشارك بإنجاز المهمة دون تدخل مباشر منك، مع تجنب النظر له كثيراً؛ لأن كثرة مراقبته تؤثر على سلوكه.
تحليل نتائج اختبار قابلية الاستخدام: ?
وأخيراً بعد جمع كل البيانات حان وقت تحليل النتائج والوصول إلى الاستنتاجات التي من شأنها حل المشاكل التي واجهها المشاركون، لتحسينها وتفاديها مستقبلاً. من الأفضل تحليل النتائج بعد فترة قصيرة جداً بعد الاختبار حتى تكون الملاحظات حاضرة في ذهنك.
بالنهاية؛ لا تركز على جميع الأخطاء، بل رتب أولوياتك تباعاً من المشاكل الأكثر خطورة على مشروعك إلى الأقل خطورة وإصلاحها وحلها بالترتيب.
في الختام، يمكننا القول أن اختبار قابلية الاستخدام (Usability testing) من أكثر المراحل أهمية، والتي يكون لها تأثير إيجابي على المشاريع في حال إجرائها بطريقة صحيحة واحترافية.
لتعرف أكثر عن كيفية إجراء هكذا اختبارات وما الأدوات التي تحتاجها، يمكنك التسجيل الآن في دورة تخطيط وتنفيذ دراسة قابلية الاستخدام على منصّة تعلّم كتابة تجربة المستخدم بالعربية.
المقال- ترجمة- وبتصرف من المصدر: How to run moderated usability testing