5 نصائح لبناء معمارية معلومات ناجحة في المنتجات الرقمية

في عصر التطوّر التكنولوجي الذي نشهده تدرك أي مؤسسة تسعى للازدهار أهمية التحوّل الرقمي. لكن هذا يتطلّب الالتزام بتقديم تجربة مستخدم رقمية مُرضية. ولكي يشعر المستخدم بالرضا فهو بحاجة إلى معرفة كيف يكمل مهامه، وكيف يتنقّل داخل المنتج الرقمي. لذا تشكّل معمارية المعلومات (IA) حجر الأساس لتجربة مستخدم ناجحة، في هذا المقال نشارك معك أهمية معمارية المعلومات في تصميم تجربة وواجهة المستخدم (UX & UI Design) للمشاريع الرقمية، ونصائح لبناء معمارية معلومات ناجحة تحقّق أهداف المنتج.

 

🎯 ماذا تعني معمارية المعلومات (information architecture (IA؟

 

عندما تريد إنشاء منتج رقمي يتوجّب عليك تنظيم المحتوى والأقسام ووظائف المنتج بطريقة يفهمها المستخدم ويتمكّن من العثور على المعلومات التي يبحث عنها بسهولة، عملية التنظيم هذه تسمّى معمارية المعلومات. وأحياناً تسمّى أيضاً بـ هندسة المعلومات.

دعنا نوضّح مفهوم معمارية المعلومات بـ 4 عناصر أساسية تتكون منها:

1. مخططات تنظيمية (Organization schemes): ونقصد بها طريقة تصنيف المعلومات وتنظيمها.
2. أنظمة التصنيف (Labeling systems): آلية تمثيل المعلومات
3. أنظمة التنقّل (Navigation systems): كيفية تصفّح المستخدم وتنقّله بين أقسام المنتج وصفحاته.
4. وظائف البحث (Search functions): مدى قدرة المستخدم في العثور على ما يبحث عنه من خلال مربع البحث.

ذات صلة: مقدمة في علم معمارية المعلومات (Information Architecture – IA)

 

🤔 لماذا تعتبر معمارية المعلومات مهمة في المنتجات الرقمية؟

 

تساعد معمارية المعلومات المدروسة والمنظّمة جيداً المستخدم على التنقّل والتفاعل بسهولة مع المنتجات الرقمية. وتضمن عدم تعرّضه للارتباك والتشتّت خلال رحلته داخل المنتج. يمكننا الحكم على نجاح معمارية المعلومات إذا ساعدت المستخدم على إكمال المهام المطلوبة في أقل وقت ممكن دون أن تواجهه أي مشكلة تسبّب له الارتباك وعدم معرفة الإجراء المطلوب منه اتخاذه مما يضطّره إلى التوقّف عن استخدام المنتج.

علاوة على ذلك، بالنسبة للعديد من المؤسسات والشركات فإن المشاريع الرقمية – الموقع الإلكتروني للشركة كمثال – هي الطريقة الرئيسية للعملاء والمستخدمين للتعرّف على خدمات الشركة ومنتجاتها.

وبهذا المعنى، تعدّ معمارية المعلومات انعكاساً لكيفية تنظيم وهيكلة منتجات وخدمات أي شركة أو مشروع رقمي. ويإمكان الطريقة التي تُبنى بها معمارية المعلومات أن تؤثر إيجابياً أو سلبياً على قرارات المستخدم وحتى المستثمرين وأصحاب الأعمال. ولذا معمارية المعلومات في المشاريع الرقمية أمر بالغ الأهمية لبناء وتعزيز قوة العلامة التجارية وتحقيق أهدافها.

 

💡 كيف تبني معمارية معلومات ناجحة؟

 

لبناء وإعداد معمارية معلومات قوية وناجحة يحتاج مصمم/كاتب تجربة المستخدم أولاً إلى فهم الجمهور المستهدف الذي يستخدم المنتج. وتبنّي وجهة نظره وتحديد احتياجاته الأساسية. ويمكن أن يختلف ذلك بناءاً على طبيعة الأداة والغرض منها. فيما يلي بعض الأمثلة للتوضيح:

• تطبيق خدمات بنكية عبر الجوال: من المحتمل أن يكون المستخدم النهائي أفراد، مستثمرين، أو أصحاب أعمال.
• حلول إدارة علاقات العملاء (CRM) إلكترونياً: في تلك الحالة قد يكون المستخدم من محترفي المبيعات وتطوير الأعمال داخل المؤسسة.
• الآلات الصناعية: قد يكون هناك لوحة تحكّم للتفاعل معها عبر الكمبيوتر أو جهاز مخصص من أجل استخدام الآلة.

كما ترى، فإن فهم طبيعة المنتج والمستخدم يعدّ خطوة أولى من أجل بناء وإعداد معمارية معلومات قوية وناجحة تحقق الهدف المطلوب.

ذات صلة: 5 أخطاء شائعة تجنبها عند بناء شخصية المستخدم (User Persona)

 

👈 إليك 5 نصائح هامة لبناء معمارية معلومات ناجحة في المنتجات الرقمية:

 

1- ابق الأمور بسيطة ومختصرة قدر الإمكان: باستخدام تسميات قصيرة وبديهية للتصنيفات، والأقسام، وأنواع المحتوى. على أن تتوافق تلك التسميات مع دليل دليل أسلوب كتابة المحتوى (Content Style Guide) ودليل العلامة التجارية. بتحقيق ذلك يزيد احتمال أن يرى المستخدم مصطلحات وتصنيفات مألوفة يعرفها مسبقاً مما يجعله يتفاعل معها بنجاح.

2- حقّق مبدأ التناسق (Consistency) أثناء إعداد معمارية المعلومات: وتأكّد من تحقيقه عبر جميع صفحات وأقسام المنتج. فذلك يمنح المستخدم الراحة والثقة وبالتالي زيادة احتمالية تحقيق نتائج مُرضية وتجربة استخدام ناجحة.

ذات صلة: أهمية تحقيق التناسق (Consistency) في كتابة تجربة المستخدم داخل المنتج

3- سهّل على المستخدمين معرفة موقعهم داخل المنتج: هذا من شأنه مساعدتهم على التنقّل بسهولة أثناء رحلتهم الرقمية وفهم السياق الأوسع لما يفعلونه. يمكن إضافة ميزة مسارات التنقّل (Breadcrumb navigation) داخل الموقع الإلكتروني أو المنتج.

مسارات التنقّل (Breadcrumb navigation): عبارة عن روابط نصيّة تُظهر للمستخدمين مسارهم الحالي داخل صفحات المنتج، وتهدف إلى مساعدة المستخدمين على التنقّل بين صفحات المنتج والعودة لصفحة معينة أو القفز مباشرة لصفحة أخرى.

 

4- استمر في تطوير معمارية المعلومات: تتطوّر معظم المشاريع والمنتجات الرقمية بمرور الوقت، ضع ذلك في اعتبارك وجهّز خارطة طريق لمنتجك وبناءاً عليها قيّم كيف يمكن تطوير معمارية المعلومات بشكل مناسب.

5- ابتعد عن التعقيد: قد تهتم أكثر من اللازم ببناء معمارية معلومات قوية للمنتج وتضيف الكثير من مسارات ومستويات التنقّل بشكل يصعّب مهمة المستخدم في التنقّل السلس ورؤية الصورة كاملة.

 

✅ معمارية المعلومات: ركيزة أساسية في تصميم تجربة وواجهة المستخدم

 

تقع بعض الشركات في فخ التقليل من قيمة معمارية المعلومات في المنتجات الرقمية بتأجيلها أو إهمالها في عملية تصميم واجهة المستخدم معتقدين أنها خطوة ثانوية غير مؤثرة. وهذا تصوّر غير صحيح إطلاقاً. بل ينبغي على الشركات النظر إلى معمارية المعلومات على أنها:

• واحدة من الخطوات الأولى والأساسية من أجل توفير تجربة مستخدم ناجحة.
• ليست مجرد مهمة تصميم أو صياغة نصوص بل هي تتضمّن مشاركة وتعاون من قِبل صنّاع القرار وفرق العمل المختلفة.
• مؤشر قوي على احترافية المؤسسة وتنظيمها للمنتجات والخدمات التي تقدّمها.

خلاصة القول: يجب على كل صاحب منتج رقمي ألّا يستهين أبداً بأهمية معمارية المعلومات ودورها في نجاح المنتج.

تمّت ترجمة هذا المقال – بتصرّف – من:

The importance of information architecture (IA) in UX and UI Design